تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قراءة في حدث... البصمة سورية

آراء
الخميس 20-5-2010م
د. اسكندر لوقا

البصمة السورية، عندما تحتل موقعها على الخارطة المحلية أو خارجها، يكون لها معنى خاص لدى أبناء شعبنا. وفي هذا السياق استوقفني نبأ مصدره واشنطن وآخر مصدره إيطاليا.

من واشنطن نقرأ أن السيدة هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأميركية، وبحضور السيدة الأميركية الأولى ميشيل أوباما، كرّمت الأخت «ماري كلود نداف»، رئيسة دير راهبات «الراعي الصالح» بمنحها جائزة المرأة التي تصدرت قائمة من 75 امرأة رشحن كـ«أشجع امرأة في العالم» على مستوى العالم، وكان تكريمها، بمنحها جائزة، في يوم المرأة العالمي وذلك في شهر نيسان الفائت.‏‏‏

وتقول الأخت «ماري كلود ندّاف» إنها تعتبر هذه الجائزة لكل النساء العربيات وللمرأة السورية تحديداً، هذه المرأة الشجاعة التي ساهمت وتساهم في بناء وطننا الحبيب بما قدمت وتقدم لأبنائه من خدمات إنسانية. وفي هذا السياق أيضاً، وخلال الكلمة التي ألقتها ساعة استلامها الجائزة دعت الأخت «نداف» المرأة بغض النظر عن اللون والعرق والمعتقد، دعتها لدعم السلام في أرجاء العالم كافة، وقالت بالحرف: يا نساء العالم هيا بنا لنصنع معاً، من سواعدنا، جسوراً نعبر فوقها إلى ميناء السلام.‏‏‏

امرأة من سورية، تؤمن بهذه المعادلة الإنسانية الشاملة، وتعمل من أجل ترجمتها على الواقع، تبقى بصمتها ماثلة في الذاكرة البصرية لأبناء وطنها وإلى أمد غير محدود من دون ريب. وبالتالي هي تستحق التهنئة.‏‏‏

ومن روما نقرأ نبأ آخر يفرح قلوب أبنائنا في وطننا الحبيب، نقرأ أن رئيس الجمهورية الإيطالية جورجيو نابوليتانو قد منح الدكتور جوزيف فارس مدير عام المستشفى الإيطالي في دمشق قبل أيام قليلة الجنسية الإيطالية وذلك تقديراً منه للخدمات التي قدمها ويقدمها الدكتور فارس للمرضى العرب السوريين الذين يعالجون في المستشفى، منذ عقد ونيف من السنوات، حرصاً على سمعة وطنه الذي ينتمي إليه بداية، وحفاظاً على السمعة التي يتمتع بها المستشفى المذكور ومن خلاله الحفاظ على ما يتصل بسمعة إيطاليا بشكل غير مباشر من جهة ثانية.‏‏‏

وحين يضع مواطنان من سورية بصمتيهما سواء في واشنطن أو في روما أو في أي عاصمة من عواصم الدنيا على خلفية الوفاء لسمعة بلدهما سورية، على هذا النحو الذي أشرت، لا يملك أحدنا إلا أن يرفع قبعته محيياً إياهما.‏‏‏

ونحن نعلم أن ثمة آخرين أيضاً يستحقون وربما استحقوا مثل هذا التكريم من قبل كبار المسؤولين العالميين ولم نقرأ عنهم، وليس ذلك بالحدث النادر أو غير المتوقع كما نعتقد. أقول ذلك لأن أرض سورية كانت وسوف تبقى دوماً أرضاً خصبة قابلة لأن تعطي العالم أمثلة على الشجاعة والإخلاص في العمل. وبالتالي هو يستحق التهنئة.‏‏‏

Dr-louka@maktoob.com ‏‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية