|
مجتمع منها أن الرجل قادر على التغلب على المصاعب والدفاع عن نفسه. واتخاذ القرارات على العكس من المرأة التي تعتمد على نصفها الآخر وتطيعه. في السابق كان الرجل يشكل قدوة للمرأة، وينير لها الدرب وفور عودته إلى البيت كان يضع رجليه على الطاولة مرتاحاً مسروراً من كونه متزوجاً وبالنسبة إلى حرمه، كان مجرد الزواج يشكل غاية للحياة في حد ذاتها.. والواقع أن ذلك النمط الرجولي الأبوي ترك آثاراً جانبية اجتماعية لاتزال مظاهرها قائمة عندنا، بينما تلاشى جلها في مجتمعات أخرى، فالنساء في بعض المجتمعات بدأن يفكرن في أن العلاقة الزوجية طريق إلى الحرية بطبيعة الحال، فإن رأي أكثر الرجال هو العكس تماماً. ومايؤكد ذلك التقاء أو اجتماع العريس قبل حفل زفافه بأيام بشلة أصدقائه وكأنه بالزواج أو بعد زواجه لن يتمكن من لقائهم تماماً مثل العادة السائدة يوم العرس ولاتزال إلى اليوم وهي «لفّة أو دورة العروس» بسيارة العرس بعد الزفاف مباشرة وكأن العروس ستبقى في البيت ولن تخرج بعده. هكذا في خضم تلك الفوضى يجد بعض الرجال أنفسهم ضائعين لايدرون أي نمط عليهم أن يختاروا: النمط التحرري أم التقليدي، لذا تبدو فكرة الارتباط محيرة، فينطلقون في عملية بحث مستميت عن المرأة. أما بالنسبة إلى المرأة فالأمور مختلفة لأنها عموماً تسعى إلى الارتباط وتنشد تكوين أسرة وإنجاب أطفال. ويرى بعض علماء النفس أن حاجة الإنجاب الغريزية متأتية من الشعور بأن «الأمومة تعني الاستقلال» وهذا ما يشكل نقطة كبيرة في مصلحة المرأة، على حساب الرجل، أما الرجل فيرى علماء النفس أنه لايشعر بمكانته ضمن العش الزوجي، ويخلصون إلى القول إن على المرأة أن تفهم تلك الحقيقة فتتصرف بشكل لاينفر زوجها ويهرب منها لأن هناك نوعين من الهرب يلجأ إليهما الرجل الهرب الفعلي الحقيقي بمعنى الكلمة والهرب العاطفي الأكثر شيوعاً الذي ينصب على كسر العلاقة أو تركها تتكسر، مع التنصل من مسؤولية فشلها. فلتكن الأمور واضحة بينكما: تحترمين خصوصيته فيقدر ذلك ويحترم خصوصياتك بدوره، لكن حذار من الابتعاد أكثر من اللزوم الواحد عن الآخر،حافظي على المسافة المناسبة والقرب المناسب في آن وستدوم العشرة.. |
|