|
مجتمع والانسان الحر هوالذي يختار كل حركاته وسكناته وهوالذي يقف وجهاً لوجه أمام نفسه وأمام الآخرين. فالحرية مسؤولية . والمسؤولية ثقيلة ، ولذلك كثيراً مايرفض الإنسان أن يكون حراً ، وكثيراً ماينزل عن إرادته لغيره فراراً من المسؤولية. ونحس أننا مظلومون ، وأن الظالم هو الأب أو الأم أوبعض الأخوة ، أوالزوج ، أو الزوجة التي يلقي الزوج اللوم عليها ، وبأنها أوصلته الى ماهو عليه ، فجعلته يسهر خارج البيت ،ويبدد أمواله. فلماذا نبالغ في الدور الذي يلعبه الآخرون في حياتنا ؟ ونحملهم أكثر مما يطيقون .. فنجمع كل شيء ونلقيه عليهم ، أسئلة توجهنا إلى كثير ممن نعم بالحرية فكان لديه أخطاء، ولكنه لم يعلقها على شماعة أمه أو أبيه أو أخته أو أخيه أو زوجته !!. كما توجهنا الى من ألقى الحمل على شماعة غيره ولم ينعم بالحرية .. فكان رأي السيد «وسام» إن الانسان الذي يلقي المسؤولية على غيره ، بأنه يفكر في الشيء الذي يريده . فإن اتخذ قرارا،ً واختار، وكان هذا الاختيار غير مناسب فسيكون مسؤولاً عن ذلك كالشاب الذي يطلب من أهله أن يختاروا له شريكة حياته فإن لم ينجح زواجه ألقى اللوم عليهم . وإن نجح يقول: هذا هو نصيبي .. أما «زياد » فقال: أنا لا أقبل إلا أن أكون حرا، فإذا أخطأت فأنا الملام ، وإذا أصبت فذلك هو تفكيري وتدبيري ، فالحرية شيء عظيم ، ولايحس بها إلا من يفتقدها. وتقول «رولا» هل هناك أحلى وأجمل من أن تختار الفتاة الفرع والدراسة التي تحب ، والعمل الذي ترغب، وشريك الحياة الذي يناسبها. إن كل إنسان يولد ومعه شماعته . فآدم عندما هبط الى الأرض ثار على زوجته التي كانت ترى هي أن السبب هو الأفعى التي طلبت منها أن تأكل من الفاكهة المحرمة . والأفعى ترجع السبب للشيطان الذي سخرها للعبث بحواء وآدم. والشيطان أعلن أن هذا كله من تدبيره. فمن منا يقبل أن يعترف ويكون شيطاناً رغم أنه يعرف أن الحرية كالذهب، ولا أحد يكره الذهب ولكن عندما تضع أو تحمل صندوقاً من الذهب ستضيق بثقله . كذلك الحرية ثقيلة ولكنها جميلة بنفس الوقت.. |
|