|
عن لوموند إذ بهما يمران بمشكلات لم تكن متوقعة. و المشكلات الزوجية تنشأ عندما لا يراعي الزوجان أحكام السن و تقدمه، و تقدم العمر الزوجي أيضاً، مع ما يطرأ من تغيير في نفسية الإنسان وطباعه و حاجاته. وقد يطرأ على العلاقات الزوجية متغيرات، كتغير سلوكيات الزوج و إقدامه على خيانة زوجته، والعكس صحيح. مهما يكن من أمر، فالباحثون يشيرون إلى وجود مورثة عند فئران الحقول مسؤولة عن إخلاص الذكر لأنثاه والذي يتعلق بهرمون الغازوبروسين القادر على أن يقوم بعمله على مستوى الدماغ بشكل خاص. لكن ماذا بالنسبة للإنسان؟ باتباع مسار المورثة إياها، أكدالعلماء أنه إلى جانب تحكم المصادفات واللقاءات والمحرمات الاجتماعية والدينية بدرجات متفاوتة في سلوكيات البشر العاشقين، ثمة عوامل جينية، أي مورثات، تشارك في ذلك أيضاً. حاول الباحثون مقارنة المورثة المستقبلية للفازوبروسين عند 900 رجل، وهم آباء لأطفال مراهقين، يعيشون حياة زوجية منذ خمس سنوات، و تم استجوابهم بشكل مفصل عن حياتهم الزوجية، وقد توصلوا إلى إثبات وجود علاقة بين بعض أشكال المورثة فازبروسين و سلوكيات هؤلاء الأزواج وأثبتوا وجود الجين 334 بمقدار مرتين عند الذين اجتازوا مشكلات زوجية حادة ممن لدى العازبين. وعن سؤالهم عن جودة علاقتهم الزوجية (كالود و قضاء الوقت معاً، والقيام بأنشطة مشتركة)، تبين للعلماء أن الدرجات المتدنية مرتبطة بأولئك الذين ظهر لديهم شكل 334 من مورثة المستقبلة للفازوبروسين، ولم يتم التطرق إلى علاقاتهم المحتملة خارج نطاق الزوجية مراعاة للخصوصية طبعاً. وبالعودة إلى حقن أنوف فئران الحقول بهرمون الفازوبروسين طرأ تغير ملموس على السلوك الجنسي عندهم وراحوا يلتفون حول أنثاهم فقط، و كذلك الحال بالنسبة للقوارض، فقد لاحظ العلماء أن الذكور منهم يدلفون إلى حجرهم كل مساء غير آبهين بإغراءات الإناث الأخرى منهم عندما حقنوهم بنفس الهرمون وما زالت إلى الآن، التجارب جارية على الإنسان للتأكيد أكثر و أكثر على أهمية هرمون الفازوبروسين المسؤول بشكل كبير عن الوفاء والالتزام الزوجي. «ولكن كل ذلك لا يبرر لجوء أحد الطرفين إلى الخيانة ولاسيما إذا كان الإنسان مسلحاً بالأخلاق وليس من ثمة دليل قاطع يدفعه إلى ذلك» كما يقول أحد العلماء. |
|