تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نصر الله : المقاومة أوقفت المشروع الصهيوني الأمريكي بالمنطقة

دمشق - سانا
الصفحة الأولى
الثلاثاء 2-3-2010م
أكد سماحة السيد حسن نصر الله الامين العام لحزب الله ان المقاومة في العالم العربي والاسلامي استطاعت أن توقف العلو والتمدد في المشروع الصهيوني الامريكي بالمنطقة ووضعت حركات المقاومة حدا لذلك المشروع ورسمت بداية للمرحلة الجديدة من حياة وتاريخ هذه المنطقة.

وقال السيد نصر الله في كلمة له مساء أمس بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف وأسبوع الوحدة الاسلامية ان حركات المقاومة في منطقتنا هي اليوم أشد ايمانا وعزما على مواصلة هذا الطريق أيا تكن التهديدات ورغم كل الاجواء التي عاشتها المنطقة خلال السنوات القليلة الماضية.‏

وأضاف نصر الله ان المقاومة في لبنان والمنطقة اليوم أشد من أي يوم مضى وهي تحظى بدعم شعبي كبير جدا على مستوى العالمين العربي والاسلامي وتقف دول الى جانبها مشيرا الى دعم سورية وايران للمقاومة علناً.‏

وقال نصر الله ان العدو الاسرائيلي يستهتر بمشاعر ملايين المسلمين ويخاف في الوقت نفسه من القلة المقاومة في لبنان وفلسطين والمنطقة على مستوى الشعوب والحكومات فهو يحسب لهؤلاء القلة حسابا ويهابهم ويهددهم ويتوعدهم ويخطط لمواجهتهم لان هذه القلة اكتشفت عنصر القوة ورفضت الخضوع ولم تخش الموت وطلبت الحياة بكرامة.‏

وأضاف نصر الله ان هذه الامة يجب أن تتحمل المسؤولية ولا يجوز لها أن تترك حركات المقاومة لوحدها في الميدان وهذا ليس نداء نصرة فنحن لم ولن ننتظر أحدا ولكن هذه هي مسؤولية الامة التي يجب علينا تذكيرها بها.‏

وأشار نصر الله الى أن قرار رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بضم الحرم الابراهيمي ومسجد بلال الى قائمة ما يسمى بالتراث الاسرائيلي بعد اتخاذ قرار اسرائيلي سابق بضم الاراضي المحتلة عام 1967 والجولان المحتل والقدس المحتلة يأتي وسط صمت عربي واسلامي وصدور بعض البيانات الاستنكارية وبالتالي فان الاستهتار وصل الى أن المقدسات تضم بقرار.‏

وقال نصر الله ان حرمة المسجد الاقصى انتهكت بالامس داعيا الى الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني كما تقف كل من ايران وسورية اللتين تقدمان للشعب الفلسطيني وحركة المقاومة الفلسطينية ما أمكن من دعم ومساندة لانها قضية عربية.‏

وأضاف نصر الله ان حدة التهديدات الاسرائيلية تراجعت بشكل كبير جدا بعد الخطاب الاخير في ذكرى القادة الشهداء وظهرت لغة ثانية اذ قال الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز : نحن خرجنا من لبنان نهائيا وليس لدينا أي شيء نفعله فيه كما قال رئيس أركان جيش العدو غابي اشكنازي انهم حريصون على الهدوء على الحدود الشمالية فكيف يستقيم ذلك مع التهديدات الاسرائيلية المستمرة منذ نحو أربعة شهور كما قال نتانياهو : نحن لا نريد الحرب مع لبنان ولا مع سورية ولا مع ايران ولا مع غزة.. وذلك عندما سمع اللهجة في كل المنطقة فالموضوع ليس له علاقة فقط بالموقف المتخذ في لبنان بل له علاقة بموقف المقاومة الفلسطينية وبموقف سورية وايران وعندها رأى الاسرائيليون أن هناك واقعا ومناخا مختلفا بمجرد اتخاذ موقف واضح وعالي المستوى تراجعوا الى الحد الادنى.‏

وقال نصر الله ان مصداقية وقيمة أي كلام بات يصدر اليوم من المقاومة اللبنانية ومن المقاومة الفلسطينية في غزة هي أنه ينتمي الى مرحلة وعصر الانتصارات الذي جاء وولى معه عصر الهزائم.‏

وأضاف نصر الله ان قيمة المقاومة اليوم تتمثل بأنها مقاومة كبيرة ومنظمة ومقتدرة ومحتضنة من أهلها وشعبها وعائلاتها واحيائها ومدنها وقراها وهذه هي نقطة القوة لافتا الى ان الاسرائيليين يقومون بحركة جديدة في المنطقة بعد المناخ السابق حيث حاولوا في الايام الاولى اخفاء وتجاهل موضوع التهديدات قدر استطاعتهم واليوم هناك كلام واضح في اسرائيل مفاده انه لا يستطيع احد صنع النصر في اي حرب مقبلة.‏

وقال نصر الله ان الذهاب الى الحرب ليس خيارا يملك تأييدا في كيان العدو بل هو خيار له حسابات كبيرة وخطيرة جدا وهنا سيتركز العمل على خطين يجب ان يعلمهما الشعب اللبناني كقوى سياسية ومجلس نيابي وحكومة ودولة ومسؤولين والخط الاول هو خط الضغط السياسي على لبنان والخط الثاني هو الضغط على الحكومات.‏

وأضاف نصر الله ان مسألة امتلاك اسرائيل مئات الرؤوس النووية وأقوى سلاح جو في المنطقة وأحدث الطائرات الامريكية لا تعد مشكلة في نظر الامريكيين والغرب بينما امتلاك المقاومة الشعبية في لبنان لسلاح يمكن ان يشكل رادعا في مواجهة اسرائيل فهو امر تتجند له الادارة الامريكية وستتجند له اوروبا كما تجندت جوازات سفرها لقتل محمود المبحوح القيادي في حركة حماس.‏

وقال نصر الله ان حديث الكثير من وسائل الاعلام وبعض الكتاب عن وجود خلاف بين سورية وايران وتباعد بين سورية والمقاومة في لبنان هو مجرد اكاذيب لا اساس أو واقع لها والايام الماضية اثبتت ذلك ولكن هؤلاء يكذبون الى حد انهم يصدقون كذبهم ويعملون على اساسه.‏

وقال نصر الله ان المقاومة وقوتها وما تمتلكه يستند الى منطق ورؤية وقانون وتجربة وفي الوقت الذي توقف فيه اسرائيل حربها العسكرية والعدوانية المباشرة تبدأ بحرب أمنية من خلال زرع شبكات التجسس وجمع المعلومات عن الدول لان الحرب الاسرائيلية الامنية لا تقف عند حدود لبنان فقط والذي حدث في دبي قبل اسابيع لا يدع مجالا للشك بذلك.‏

واضاف نصر الله ان الاسرائيليين مستمرون في السير في هذا الاتجاه ويوما بعد يوم سيتم الكشف عن أن الشبكات الاسرائيلية هي التي تقف وراء معظم الاغتيالات في المنطقة.‏

وقال نصر الله ان خيار الحرب لدى اسرائيل لم يعد مجمعا عليه وهي تسعى لجمع المعلومات من خلال طريقين الاول فني عن طريق طائرات الاستطلاع والتنصت على الشبكات السلكية في الجنوب وعلى أجهزة الخليوي واللاسلكي لمعرفة كل ما يمكن أن يقال في لبنان والثاني عن طريق المصادر البشرية أو العملاء للبحث عن القدرات المتاحة لدى المقاومة ونوعية السلاح الذي تمتلكه وأماكن تموضعه وكيفية الاستفادة منه وتشكيلاته وعديد أفراده ومن يدير هذا النوع من الاسلحة ومن هم قادة المقاومة الميدانيون المجهولون لكي يتم التعرف عليهم.‏

وقال نصر الله ان فشل العدو بجمع هذه المعلومات سيؤخره في شن الحرب ولكنه عندما يكون قادرا على جمعها فمن الممكن أن يؤدي هذا الى نشوب الحرب.‏

وأضاف نصر الله ان ما يقوم به الذين ما زالوا يتعاملون مع العدو الاسرائيلي وأولئك الذين يمكن أن يتم الاتصال بهم واغراؤهم بالمال لتقديم معلومات عن المقاومة وعن لبنان ليس فقط جريمة بحق مجموعة من الاشخاص ولكنه جريمة وخيانة بحق شعب وأمة بكاملها وعليهم التفكير قبل قيامهم بأي خطوة من خلال العمالة والتخابر مع العدو داعيا اياهم للاستفادة من كل التجارب والعودة الى عائلاتهم وشعبهم ووطنهم لان الشبكات الاسرائيلية في لبنان تنكشف وتنهار يوما بعد يوم.‏

وطالب الامين العام لحزب الله مجددا بتنفيذ أحكام الاعدام التي صدرت بحق بعض العملاء لاسرائيل داعيا جميع اللبنانيين الى مزيد من التعاون مع الاجهزة الامنية الرسمية لكشف المزيد من العملاء الذين يجب أن يشعروا بأنهم منبوذون اجتماعيا ومحكومون قضائيا.‏

من جانب اخر وقفت قوة من مديرية المخابرات في الجيش اللبناني المدعو (جودت .خ) في مدينة طرابلس واقتادته الى وزارة الدفاع حيث باشرت تحقيقاتها معه بتهمة التعامل مع الموساد الاسرائيلي.‏

الى ذلك افادت مصادر امنية ان العميل ميشال .م عبدو اعترف خلال التحقيق معه بضلوعه في اغتيال الشهيد غالب عوالمة، وقالت المصادر ان مجموعة من الموساد الاسرائيلي التقت العميل المذكور في منزله حيث تم التخطيط للعملية وتنفيذها.‏

بموازاة ذلك جدد الطيران الاسرائيلي خرقه الاجواء اللبنانية منفذا غارات وهمية فوق الاراضي اللبنانية.‏

على حين استمر تأكيد الشخصيات والقوى الوطنية اللبنانية دور المقاومة في الرد على التهديدات ومطالبة الاجهزة الامنية اللبنانية بتفكيك شبكات التجسس التي تعمل لمصلحة الموساد الاسرائيلي.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية