|
مراسلون وتحقيقات مشكلات بيئية ناجمة عن مخلفات الصرف الصحي التي تصب بشكل عشوائي في مواقع متعددة تنتهي إلى وديان وأراض زراعية وحراجية يطال ضررها مناطق خارج حدود المدينة, واقع مزر للشبكة الطرقية التي تحولت إلى حقل تجارب لمعظم المؤسسات الخدمية, مكبات النفايات الصلبة التي تهدد سلامة البيئة والإنسان معا في ظل غياب محطات معالجة القمامة, اشغالات للأرصفة, أزمة نقل داخل المدينة على بعض الخطوط, حاجة ماسة لآليات الإطفاء, مواجهة الاستملاك ودفع بدلاته,
أمام هذا الواقع هناك حقيقة لا يمكن تجاهلها وإنكارها وهي أن الإمكانات المتوفرة لدى مجلس مدينة السويداء ضئيلة ولا تتناسب مع احتياجات الواقع الخدمي خاصة في ظل توسيع المخطط التنظيمي للمدينة حيث إن موازنة المجلس للعام الحالي على الباب الثالث 17,200 مليونا وهذا الرقم يكاد لا يكفي لمشروع خدمي واحد على ساحة المدينة ,في ضوء تلك المعطيات كيف يتصدى مجلس المدينة لكل ذلك وكيف يمكن أن يتجاوز هذه الإشكالات وما البرامج والخطط المستقبلية لتحقيق أداء خدمي يلبي احتياجات المواطنين الأساسية ? جملة القضايا الآنفة الذكر كانت محور نقاش وحوار صريح مطول مع المحامي ( صفوان أبو سعدى) رئيس مجلس مدينة السويداء .
** يقول رئيس مجلس المدينة في رده على موضوع التوسع في المخطط التنظيمي : إن مساحة مدينة السويداء 147 ألف هكتار ومساحة المخطط التنظيمي المصدق 1683 هكتاراً ومساحة المخطط الطبوغرافي 2500 هكتار ومساحة مناطق التوسع الجديدة 817 هكتاراً حيث تم إعداد مخطط طبوغرافي لكامل المخطط بما فيه المناطق المراد ادخالها في التنظيم وتعد دراسة إحصائية تخطيطية ويرتبط هذا التوسع بنسبة إملاء المخطط التنظيمي الحالي, النمو السكاني, حاجة المدينة لمناطق جديدة لمدة 20- 30 سنة قادمة والمناطق التي يجري عليها التوسع حاليا, الشمالية- الغربية الجنوبية - الجنوبية الشرقية, ولم يتم لحظ مناطق توسع جديدة في المنطقة الشرقية بسبب منطقة حراج التوسع الجديدة مهمته تأهيل المناطق العشوائية. وعن شبكة الصرف الصحي وخطوات العمل فيها يقول المحامي( أبو سعدى) : يبلغ طول خطوط شبكة الصرف الصحي الرئيسية المنفذة حتى منتصف العام الحالي 64كم ويجري العمل حاليا بمتابعة الخط J مع خطوط المصبات بموجب العقد رقم 79/25/4/6 لعام 2003 والعقد رقم 80/25/4/6 لعام 2003 حيث بلغت نسبة الإنجاز في تنفيذ الخط مع المصبات حوالى 80% وتم إعداد دراسة لخط الصرف الرئيسي, والممتد من طريق الرحى غربا حتى محطة المعالجة وكذلك الخط M والممتد من المدينة الرياضية حتى الخط G وكذلك الخط M الموازي للخط G شمالي الكورنيش الشمالي بطول حوالى 16 كم للخطوط M و M وK وتم إعداد العقد اللازم للتنفيذ وهو قيد التصديق من قبل وزارة الإسكان والتعمير, وتبلغ نسبة التخديم لشبكة الصرف الصحي للخطوط الرئيسية 80%, وبالنسبة للخطوط الفرعية يبلغ طول الشبكة المنفذة لغاية النصف الأول من العام الحالي 105 كم وتبلغ نسبة التخديم للخطوط الفرعية وسطيا 50% فقط لأن المناطق الواقعة ضمن المخطط التنظيمي المصدق عام 1982 والمصدق عام 1992 كانت خاضعة لأحكام القانون 60 لعام 1979 والمعدل بالقانون رقم 26 لعام .2000 حيث إن هذه المناطق تفتقر إلى الدراسات اللازمة من مخططات لتنفيذ خطوط الصرف الصحي ولأجل ذلك تم إعداد دراسة للمنطقة الكائنة شمال المنطقة الصناعية وغربي المدخل الشمالي بكلفة 9,6 ملايين ليرة, إعداد دراسة لخطوط الصرف الصحي للمنطقة الكائنة غرب مدرسة عادل شهيب وحتى قصر نجمة بكلفة تقديرية قدرها 150 مليون ليرة سورية وإعداد دراسة لخط الصرف الصحي جنوب مرآب الخدمات الفنية وحتى الخط D وكذلك بجوار مدرسة الشهيد احمد ملاح والكلفة التقديرية بحدود 6 ملايين ليرة ,وإذا ما أخذنا الاعتمادات المخصصة لبند الصرف الصحي التي تبلغ مليوناً ونصف تكاد لا تكفي لتنفيذ خط واحد إضافة لأعمال الصيانة الواسعة التي تتم للشبكة المنفذة والتي أصبح عمر بعضها يزيد عن 30 عاما والاعتمادات المطلوبة للإنجاز 67 مليونا ,وبالنسبة لمحطة المعالجة إنه بعد إنجاز خطوط الصرف الصحي الرئيسية المجمعة الثلاثة باتجاه محطة المعالجة . ونظرا لنسبة الإنجاز في الخط J مع المصبات قد أصبحت بحدود 80% ما يشكل سببا هاما للإسراع في تنفيذ محطة المعالجة في السويداء فالتأخر في تنفيذها سيؤدي إلى تجمع مياه الصرف الصحي بكامل المدينة عند نهاية الخطوط المجمعة ويصبح موقعا خطرا يشكل نهرا من المياه المالحة التي ستقضي بدورها على مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية وتضر بالقرى المجاورة وتلوث البيئة . وفيما يتعلق بالمنطقة الصناعية فهي مخدمة بالصرف الصحي ومنطقة التوسع غرب اتحاد الفلاحين خدمت بالصرف الصحي عام 2004 ووضعت في خطة التعبيد لهذا العام إلا أن عدم توفر التمويل حتى تاريخه حال دون التنفيذ .
* الحفاظ على نظافة المدينة مطلب ملح, أين مجلس المدينة من تطبيق قانون النظافة?. ** حرصا على تطبيق القانون 49 لعام 2004 فقد صدر عن مجلس المدينة القرار رقم 337 تاريخ 1/6/2005 والقرار رقم 448 تاريخ 30/6/2005 بالإضافة للقرار رقم 10 تاريخ 3/4/2005 تم من خلالها تحديد مواعيد وضع ورمي النفايات وترحيلها من المحال التجارية والمنازل وتحديد أماكن رمي النفايات والزام الصناعيين بوضع النفايات الصناعية ضمن براميل خاصة ومتابعة المواد البنود المتعلقة بالمشافي العامة والخاصة ,ولكن هناك صعوبات تعترض تطبيقه وابرزها الحاجة لتأمين مقلب للقمامة في المدينة يحقق الشروط اللازمة فنيا وصحيا وبيئيا, ومقلب ومحرقة للنفايات الطبية من أجل الزام الجهات المولدة للنفايات الطبية من الالتزام بمعالجتها . ومقلب للنفايات الصناعية والنفايات الخطرة ,قلة عدد عمال التنظيفات والمراقبين والآليات لتغطية العمل على ساحة المدينة وتنظيم الضبوط اللازمة بحق المخالفين . * مكب القمامة غرب مدينة السويداء بؤرة لانتشار الحشرات الضارة وملوث للبيئة ومضر للصحة العامة ماذا فعل المجلس للتخلص منه ?! ** لقد تم تشكيل لجنة على مستوى المحافظة لدراسة واقع المكبات والطرق الأنسب للتخلص منها وأماكن وجودها نظرا لعدم وجود إمكانية لإقامة معمل لمعالجة القمامة حاليا وتم التنسيق مع اللجنة المشكلة من قبل السيد محافظ السويداء لتحديد موقع مكب عام في المحافظة واختيرت مواقع حسب دراسة شركة تريفالور الفرنسية وقد خلصت اللجنة إلى إنشاء مكب في الأصفر وهو مكب عام, تحديد محطة تجميع في شهبا, طمر المكب الحالي غرب مدينة السويداء وتحويله إلى حديقة وشكلت لجنة يرأسها مدير البيئة بتاريخ 6/6/2005 مهمتها اختيار مواقع مناسبة لإقامة مكبات ولم نواف بمحضر لهذه اللجنة وطلب مجلس المدينة وبشكل إسعافي مبلغ 15 مليون ليرة سورية لمعالجة المكب الحالي لحين تنظيم مكب عام ولم نواف بالمطلوب . * مشكلة النقل الداخلي تفاقمت ماذا فعلتم تجاهها ?. ** يوجد لدى مجلس المدينة أربعة باصات كبيرة نوع دبرافا تعمل بشكل دائم حالتها الميكانيكية تحت الوسط ويوجد سبعة باصات متوقفة تحتاج إلى إصلاح ولا يتوفر الاعتماد اللازم لدى المجلس لإصلاحها ويوجد 70 ميكروباصاً مع السرافيس موزعة على خطوط النقل الداخلي من القطاع الخاص والتخديم بالنقل الداخلي ليس بالشكل المطلوب على بعض الخطوط بسبب قلة عدد الباصات وتعاقد بعضها مع رياض الأطفال وعمال المعامل وموظفي الدولة صباحا وفي فترة الذروة ظهرا وقسم النقل في المدينة يتجاوز المشكلة ومستعد لقبول وتشغيل أكبر عدد من السرافيس الخاصة وحاجته الماسة لشاخصات الدلالة ومظلات واقية للركاب في كافة أنحاء المدينة . * وحدة الإطفاء تتحمل عبء إخماد الحرائق على ساحة المحافظة ماذا فعل المجلس لتحديثها ?. ** وحدة الإطفاء في مدينة السويداء تخدم المحافظة بكاملها حيث لا توجد لدى المجالس والبلديات في المحافظة أي آلية ويتحمل مجلس المدينة عبئا كبيرا في هذا المجال حيث إن عدد الآليات الموجودة ثلاث سيارات عمرها أكثر من 15 عاما والحاجة إلى خمس سيارات وتم رفع عدد من المذكرات حول ذلك آخرها رقم 7588 تاريخ 18/8/2005 لتحديث وحدة الإطفاء ورفدها بالمعدات والآليات الحديثة ونطلب تنفيذ المرسوم الصادر عن السيد رئيس الجمهورية المتضمن إحداث وحدتي إطفاء في منطقتي صلخد وشهبا لتخفيف العبء عن وحدة إطفاء السويداء . هل هناك خطوات لإحياء سوق الهال والفندق السياحي? يتم حاليا استلام المرحلة الأخيرة من الدراسة الخاصة بسوق الهال وهي دراسة جديدة حيث كانت المساحة المقررة للسوق سابقا 10 دونمات بينما أصبحت الآن 27 دونما وعدد المحاضر 145 محضرا وكلفته التقديرية 325 مليونا وسيتم استجرار قرض لتنفيذ السوق ,وبالنسبة للفندق السياحي يتم حاليا دراسة العرض المقدم لاستثمار من قبل مستثمر حجزه أثناء سوق الاستثمار السياحي وذلك بعد الانتهاء من عمليات تأهيله . * نظام البناء في المناطق الأثرية والتجارية ماذا فعل مجلس المدينة لضبطه ?. ** جميع المناطق الأثرية لها صفات تنظيمية مثبتة على المخطط التنظيمي إلا أن مديرية الآثار هي من تسمح أو تمنع البناء على بعض العقارات وبنظام بناء خاص لكل عقار ودون تعميم هذا النظام وقد تمت مراسلة مديرية الآثار سابقا لوضع نظام بناء عام بالتعاون مع مجلس المدينة لكامل المناطق الأثرية والتخلص من مزاجية إعطاء الرخصة لعقار دون الآخر لكنها لم توافنا وأصرت على أن يكون لكل عقار نظام خاص به علما أن النظام المعطى من دائرة الآثار بشكل منفرد لا يتوافق مع النظام المثبت على المخطط التنظيمي . وبالنسبة للمناطق التجارية تحدد من الجهة الدارسة للمخطط التنظيمي وحسب حاجة كل منطقة إلا أن بعض المناطق تحصل على أهمية تجارية بسبب الموقع وحيوية المنطقة فيقدم أصحابها لتعديل المخطط التنظيمي ويعرض الموضوع على اللجنة الإقليمية التي تقوم بالتعديل وإذا لم يتقدم أصحاب العقارات بالطلب لا يتم التعديل. * ما ابرز الصعوبات التي تواجه عمل مجلس المدينة ?. ** تبلغ الموازنة الاستثمارية على الباب الثالث لمجلس المدينة 17 مليونا وبحساب بسيط نجد أن نصيب كل 1م2 من المخطط التنظيمي 0,6 ل.س مع العلم أن كلفة المتر المربع من الطرق لا تقل عن 200 ل.س والمتر الطولي من الصرف الصحي لا تقل عن 2500 ل.س ومن الحدائق 2000 ل.س وسعر استملاك المتر المربع الواحد 1000 ل.س فعدم توفر السيولة المالية وغياب المطارح الضريبية وفقر أبناء المحافظة وعدم وجود مشاريع استثمارية في المدينة أدى إلى عدم إمكانية تنفيذ خدمات تطال كامل ساحة المدينة نتيجة المساحة الواسعة لمخططها التنظيمي ودراسة استراتيجية للمخططات التنظيمية يفترض أن يتم تنفيذ المخطط على أربع خطط خمسية كون عمر المخطط 20 عاما وبالتالي يجب تخديم 125 هكتارا سنويا بمشاريع جديدة إضافة إلى ما تتطلبه المشاريع القديمة من أعمال تنفيذ صيانة واستبدال وتجديد وبالتالي وضع المجلس خطة واضحة لتنمية المدينة وخلق استثمارات قادرة على إيجاد دخول مالية للمدينة ولكن ذلك يحتاج إلى دعم مادي على مبدأ القرض الزراعي للبدء بذلك واعد المجلس الدراسات الفنية المدققة من قبل وحدات هندسية جامعية بلغت قيمة كشوفها مليار ليرة سورية للقيام بمشاريع خدمية . |
|