تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


(دمشق في عيون عاشقيها)... د. نزهة الياس:إنها الشام تضيء قنديل حب

ثقافة
الأحد 11/9/2005
قصي بدر

جديرة تلك العريقة من بين المدن بالحب والعشق الابدي, وحري بأهلها وأصدقائها التفاني من اجلها,

من أجل دوام سحر جمالها وألقها وكبريائها, فهي التي أغنت بحضارتها العديد من الحضارات وهي التي احتضنت على مر العصور بقلبها الدافئ كثيراً من الأوفياء.‏

دمشق تلك التي لم تتقن يوماً الا الحب ولن تعرف غيره لغة, حري بنا الاحتفاء بها في كل لحظة تمر, وها نحن نحاول لعلنا نصيب وطموحنا ادراك المبتغى, حيث تقام هذه الايام فعاليات مهرجان دمشق للثقافة والتراث في دورته الثانية عشرة عبر العديد من النشاطات الثقافية بين عروض مسرحية ومحاضرات ومعارض فنية وقد كان للدكتورة نزهة الياس يوم الأحد الماضي في المركز الثقافي العربي بالمزة ندوة تحت عنوان ( دمشق في عيون عاشقيها).‏

استهلتها بوصف لدمشق لا يخلو من الغزل ( تضيء قنديل حب يسطع بالظلال الغنية, ترسم على جدران البيوت الصغيرة الحالمة ألف خيال وخيال..), تحدثت عن اصالة هذه المدينة عبر ملامح متعددة, ( الثقافة والتراث في هذه المدينة الغالية هما أهم ما تنطوي عليه الروح في مرحلة بحثها عن كل ما تترع اليه وتتوق , من رغائب تبدأ بحب هذه المدينة ولا تنتهي الا لتصب في كل ما يتعلق بها ..), وتختار الجانب الأدبي من هذا التراث من خلال ما أطلقه الشعراء من ابداعات في مناسبات عدة متناولين دمشق بالتغني لمباهجها ومآثرها, فأطربوا وأوقدوا المشاعر حماسة, والوجدان ألقاً.‏

تقول: ( .. كلهم عشقوا دمشق, وللعشق ألوان تتبدى, كلهم تفننوا كما يتزين الورد ألواناً للفتنة,فمن انتقاء الصورة الى ابتداع المفردة الى تألق المخيلة الى افتتان الموسيقى..)‏

غير ان المحن التي ألمت بهذه المدينة رفعت اصوات عشاقها عالياً, فلا ينفض أولئك العشاق عنها في حالك الطالع فيأتيها- كما تقول - رنين القهر ممزوجاً برنة الأمل وفرحة مخبوءة لصبح مأمول.‏

وتنتقل الدكتورة نزهة الياس عبر ما تلقي من حديث بين عاشق وآخر لدمشق. وهذا هو امير الشعراء احمد شوقي يقول:‏

-قم ناج جلق وانشد رسم من بانوا‏

مشت على الرسم أحداث وأزمان ...‏

ويوم عاد اليها بدوي الجبل بعد طول غياب هتف مقبلاً ترابها مختصراً أبدية عشقه لها :‏

-حلفت بالشام هذا القلب ما همدا‏

عندي بقايا من الجمر الذي اتقدا‏

لثمت فيها الاديم السمح فالتهبت‏

مراشف الحور من حصبائها حسدا‏

يقف الادب امام هذا الارث الكبير ونقف معه اجلالاً لهذا العشق, واكباراً لهؤلاء العاشقين , فسادة العشق هم.. وسيدة العشق هي . .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية