تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


العلاقات الروسية- الصينية.. تقاطع المصالح والأهداف

الهير الدتريبيون:
دراسات - ترجمة
الأحد 11/9/2005
ترجمة: كندة ديب

إن المناورات العسكرية المشتركة بين روسيا والصين لا ترمز فقط إلى الثقة والصداقة التي تربط البلدين,

بل هي أيضا رد فعل طبيعي إزاء التوسع الأميركي إذ إن روسيا والصين تذكر أن الولايات المتحدة الأميركية بحدود قوتها الأحادية الجانب, كما هي رسالة موجهة للدول المحيطة بها في منطقة شمال شرقي آسيا. ورغم أن الوجود الأميركي في وسط آسيا هو أحد تداعيات هجمات الحادي عشر من أيلول ورغم قبول كل من الصين وروسيا في هذا الوجود لرغبتهما في رؤية هزيمة واندحار طالبان إلا أن إمكانية بقاء القوات الأميركية بشكل دائم في افغانستان يشكل نوعا من أنواع الاستفزاز الذي ساهم في تأجيج وتغذية الهاجس الروسي المتعلق بحدودها الجنوبية ومنح الصين المبررات الكافية لمخاوفها المتعلقة باحتفاظها بالأراضي الغربية لهذا على الولايات المتحدة أن تسأل نفسها إذا كانت لها في تلك المنطقة مصالح وغايات طويلة الأمد وكافية تبرر وجودها, الذي ساعد بشكل واضح وأكيد على استفزاز الصين وروسيا والدليل على ذلك عملية استعراض القوة المشتركة, وإعلان الصداقة ما بين البلدين.‏

إن لأميركا مصالح في الاستيلاء على النفط وعلى الثروات الأخرى الموجودة في جمهوريات آسيا الوسطى كما أن وجودها العسكري في تلك المناطق يجعلها قريبة من إيران إلا أن كل ذلك يجهد أميركا ويضعف قدرتها فها هي الميزانية الأميركية تعاني من عجز واضح جعل أميركا تسأل نفسها إذا لم يكن من الأفضل التخلي عن الثروات وترك روسيا والصين تتنافسان على بسط سلطتيهما ونفوذهما خصوصا على إيران وكازاخستان.‏

إن لروسيا مصالح عديدة في إيران وفي كل جمهوريات وسط آسيا على حد سواء تماما كما للصين مصالح وغايات دائمة وطبيعية في مناطق شرق آسيا المجاورة لها.‏

وقد كثفت الصين جهودها من أجل بناء علاقات ودية مع كل من أوزباكستان وقيرغيزستان بغض النظر عما تعانياه من اضطرابات داخلية سياسية من أجل أن تكون المتنفس والسوق الأفضل للنفط والغاز الكازاخستاني رغم أن الخلافات والنزاعات حول المصادر المائية والقضايا العرقية لا تزال قائمة حتى يومنا.‏

كما تعتبر عملية استعراض القوى المشتركة بمثابة ورقة تذكير بالفرص الضائعة أو المفقودة لبناء علاقات تقارب وعلاقات ودية حقيقية ما بين روسيا واليابان وبينما حُضِّرت الصين للقيام ببعض التنازلات الثانوية على صعيد الحدود لصالح غايات وأهداف دبلوماسية نجد أن مصالح موسكو وطوكيو في أكثر القضايا قربا وتعاونا لا تزال محبطة ومخيبة للآمال بسبب الخلاف القائم حول جزر كوريل وليس لليابان مصلحة في رؤية الصين تبسط سيطرتها على تايوان وعلى بحر الصين الجنوبي وهكذا فإن تقدم العلاقات الروسية- الصينية واكتساب الصين عن طريق روسيا تقدما أكبر على صعيد التجهيزات العسكرية يشير إلى فشل المفاوضات اليابانية الذريع لتخطي أو تجاوز عقلية الحرب الباردة.‏

ورغم أن بعض النظريات الاستراتيجية في شمال شرق آسيا تدعو إلى تعاون كل من روسيا واليابان إلا أن الصين في ذات الوقت تذكر الجميع بأهمية عدم الانفصال عن تايوان لكن مدى استعداد روسيا في القيام بتزويد الصين بأحدث الاسلحة لا يزال قيد البحث رغم أن مشاركة قاذفات القنابل الروسية والمقاتلين الروس الأشداء والأقوياء في تلك التمرينات هو أيضا عملية تذكير ببراعة وتفوق التكنولوجيا الروسية كما هو تحذير ضمني للولايات المتحدة الأميركية وحلفائها بأن روسيا لا تزال تملك قوة عسكرية لا يستهان بها ويجب أن تؤخذ بعين الاعتبار.‏

وأخيرا دور عظيم سوف ينبثق من خلال اتحاد قوتين في منطقة آسيا الوسطى, وبينما يتأمل استراتيجيو الولايات المتحدة الأميركية في معاني وأهداف تلك الاستعراضات قد يكون من المفيد أكثر أن يسألوا إذا ما كانت أميركا راغبة في أن يكون لها دور هناك أو أنها تفضل التركيز على نفوذها الذي بدأ في الأفول تدريجيا في عملية حفظ السلام وتوازن القوى في منطقة الباسفيك الغربي وإذا ما كان الوجود الأميركي في آسيا والاهتمام بآسيا الوسطى يلهي الولايات المتحدة الأميركية عن غايات ومصالح أكبر في الباسفيك الغربي وبنسبة أقل في المحيط الهندي.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية