تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


خلاف حول كل القضايا!

قضايا الثورة
الأحد 11/9/2005
أحمد حمادة

بعد ثلاثة أيام يكون العالم على موعد مع القمة العالمية التي ستعقد في مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك, ويشارك فيها نحو 170 وفداً من مختلف بلدان العالم, وسيتركز محور النقاش الأساسي على تطوير عمل المنظمة الدولية وأجهزتها المختلفة, فضلاً عن تناول الوثيقة التي أعدها بشكل نهائي رئيس الجمعية العامة جان بينغ الأسبوع الماضي.

لكن السؤال الجوهري الذي يفرض نفسه على هامش هذه القمة العالمية هو :هل ستتمكن المنظمة الدولية من الخروج برؤية موحدة لمواجهة التحديات التي تعصف بمستقبل البشرية ,أم أن الولايات المتحدة الأميركية ومعها القوى العظمى هي التي ستتمكن من فرض رؤاها واستراتيجياتها على الأمم المتحدة وستختزل العالم كله بأصواتها وقراراتها?!..‏

في الحقيقة تشير المعطيات المتوفرة أن المنظمة الدولية تسير باتجاه تبني رؤية الولايات المتحدة ونظرتها لمختلف قضايا العالم ومعها بالطبع القوى العظمى الأخرى, فالوثيقة التي أعدها رئيس الجمعية العامة, والتي ستكون محور النقاش العالمي ظلت على مدى الأسابيع الماضية محل خلاف كبير بين من اشترك في اعدادها وعكست استمرار الخلافات العميقة بين واشنطن من جهة ودول العالم من جهة أخرى.‏

وإذا حاولنا قراءة سريعة وعاجلة لما تضمنته الوثيقة من إشارات معينة فسنجد هذه الحقيقة جلية وواضحة, فقد احتوت على فقرات كثيرة وضعت بين هلالين مزدوجين تعبيراً عن الخلافات المذكورة بين الدول الأعضاء للمنظمة الدولية عموماً وبين أعضاء اللجنة المؤلفة من قبل الأمين العام كوفي أنان والتي يتجاوز أعضاؤها الثلاثة والثلاثين بلداً من جهة أخرى.‏

لا بل إن المثير للدهشة أن الفقرات التي ظلت عالقة وتدور حولها الخلافات تمس أهم قضايا العالم, وتتركز حول التنمية والإرهاب ونزع السلاح والحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل وحقوق الإنسان ومسؤولية حماية الشعوب المهددة بالإبادة الجماعية وترسيخ أسس السلام العالمي, وأخيراً عملية الإصلاح الإداري داخل مجلس الأمن الدولي وبقية أجهزة الأمم المتحدة ومؤسساتها.‏

السؤال هنا هو إذا كانت الخلافات العميقة تدور حول هذه العناوين العريضة التي تلامس كل شعوب العالم فماذا بقي من قضايا قد يتم الاتفاق عليها?‏

ثم إذا كان جون بولتون السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة قد عرض حلاً وسطاً على المنظمة الدولية بصياغة أهداف التنمية, وإن هذا الحل الوسط واجه معارضة قوية شملت تقريباً كل أعضاء المنظمة الدولية, فما معنى أن يتم الترويج للأخذ به رغم أنه يذكر بالحرف الواحد مطالبة واشنطن بحذف أي ذكر لعبارة (أهداف التنمية للألفية) التي اتفق على ضرورة تحقيقها بحلول عام ahmadh@urech.com‏

">.2015‏

ahmadh@urech.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية