|
رياضة ويمكن أن نتفق على أنها الآن شبه معركة يسعى كل طرف فيها الى الإطاحة بالآخر وبأي وسيلة, المكتب التنفيذي حاول بطرق مختلفة وآخرها وضع اتحاد الكرة موضع المخطىء الفاسد بعد أن وجد في لجنة التحقيق فرصة ذهبية, هذه الفرصة لم يكن الهدف منها إعادة الحقوق الى نصابها ولم يكن مهما لدى البعض في اللجنة والبعض في المكتب التنفيذي أن يعود أمية والوثبة الى الأضواء, بقدر ما كان الهدف الأساسي والأهم وضع اتحاد الكرة في موقف الحرج والتمهيد لإسقاطه.
خلاف في المكتب التنفيذي هنا وقبل أن نمضي في حديثنا حول هذا الخلاف وآثاره وردود الفعل التي ظهرت حوله, يجب أن نشير الى مسألة مهمة ألا وهي أن الخلاف بين المكتب التنفيذي واتحاد الكرة جزئي فالمكتب التنفيذي وكما يبدو معظمه ضد هذا الخلاف, ولكن البعض (اثنان أو أكثر قليلا) وبسبب مسائل شخصية خاصة عملوا الى إثارة المكتب التنفيذي وتحريض الأندية لغايات في نفس يعقوب, واستخدموا البعض في الأندية وفي مفاصل أخرى كأدوات لتحقيق مآربهم الخاصة مستغلين جهل هؤلاء الأدوات..وىؤكد كلامنا ما سمعناه يوم الخميس الماضي من الدكتور فيصل البصري رئيس الاتحاد الرياضي العام في اتصال هاتفي مع التلفزيون حول هذا الموضوع وما تردد من أخبار حول رفع عدد فرق الدرجة الأولى, حيث رد الدكتور البصري بكل احترام ومنطق أن الأمر في النهاية يرجع لأصحاب الشأن (يقصد اتحاد الكرة) وبعد أن يجتمع المكتب التنفيذي مع اتحاد اللعبة لبحث هذه القضية. وبالمقابل كان ما سمعناه السيد فاروق سرية (وهو محور الأزمة على ما يبدو) عندما رد على سؤال وجهته قناة الجزيرة الرياضية حول التحقيق ورفع عدد الأندية وتهديد اتحاد الكرة باللجوء للفيفا, فقد ناقض السرية نفسه خلال دقائق عندما قال: في البداية إن لجنة التحقيق قد وجهت الى رفع عدد من الأندية, رافضا تدخل الفيفا لأنه شأن داخلي, ثم قال: إن تسرب قرار اللجنة في رفع عدد الأندية غريب وليس صحيحا ما تردد حول هذا القرار. التناقض بين كلام السيد رئيس الاتحاد الرياضي العام ورئيس مكتب الألعاب الجماعية يدل على خلاف بالطبع هو ممتد الى عدد من الأعضاء الذين ربما شعروا أن الآخرين ورطوهم عندما اخترعوا المعركة مع اتحاد الكرة?! لماذا اللجوء الى الفيفا استغرب البعض ومنهم من الزملاء أن يلجأ اتحاد كرة القدم للفيفا لكي يدافع عن نفسه, استغربوا كيف يفعل هذا اتحاد كرة القدم الآن مع وصفه بالسابقة الخطيرة, ونسوا أو تناسوا أن الخلاف بين المكتب التنفيذي واتحاد اللعبة خلاف شخصي وهذا لا يخفى على أحد, وعندما يكون الخلاف شخصيا وتكون الأمور الشخصية هي الدافع للإساءة الى اتحاد كرة القدم والعمل على افشاله بطريقة أو بأخرى, فلا غريب بعد ذلك أن يلجأ اتحاد الكرة الى الفيفا, خاصة وأن أي قرار سيصدر ويفرض عليه, سيضعه في موقف حرج ويفقده الاحترام, وسيمهد للمزيد من التجاوزات والإساءات, وإذا كان اتحاد كرة القدم قد لجأ الى الفيفا فإن البعض ممن يرفض ذلك ويعتبره شأنا داخليا حاول اللجوء للاتحاد العربي والإساءة لاتحاد اللعبة من خلال هذه النافذة فهل هذا يجوز هنا ولا يجوز هناك?! أسئلة بأجوبة وبلا أجوبة لقد تركت القضية وخاصة بعدما تم تشكيل لجنة التحقيق التي علق البعض عليها الآمال لكسر اتحاد الكرة وإثبات نظرياتهم فيه, ومن ثم الخروج بلا قرارات مفرحة للبعض ليظهروا الشماتة, بعد هذا علت عدة أصوات وبشكل غريب, حتى أن البعض صار يلعب دور المحرض ضد اتحاد كرة القدم, خاصة من زاوية لجنة التحقيق المقدسة التي يجب أن تؤخذ قراراتها (الناقصة) بالحسبان وباحترام, في وقت لم نشاهد تلك الحماسة والقوة في الطرح والنقد عندما تأخر تطبيق المرسوم 7 والذي لو طبق لكانت الفائدة كبيرة جدا لرياضتنا وحتى الآن لم يطبق?! هناك محاولات مستمرة لتأخير تطبيقه ولغايات.. لماذا لم تعل الأصوات على مدى سبعة أشهر وبحماسة مطالبة بتطبيق المرسوم? هذا سؤال وهناك أسئلة كثيرة منها ما نعرف جوابه ومنها ما هو بلا جواب أو لنقل هو بحاجة للإجابة الصريحة والجرئية, ومن هذه الأسئلة: لماذا ننادي الآن بهذه القوة برفع الظلم عن الأندية ولم نفعل ذلك في مرات سابقة كثيرة?! ولماذا نقول إن الظلم ثابت ونقول بالمقابل إن أدلة التواطؤ بين بعض الأندية غير ثابتة? لماذا نفعل ذلك الآن ولم نفعل ذلك سابقا وقد كانت الأمور أوضح?! لماذا يشن البعض ومن زاوية واحدة حملة شديدة على اتحاد كرة القدم وبأساليب مختلفة, فمرة يسألون عن جدول الدوري الذي لم يصدر بعد وكأنه مشكلة المشكلات (ولا يسألون عن الاحتراف الخارجي), ويعلقون على أعضاء الاتحاد وبأن بعضهم غير مقنع و و..وغير ذلك, وينسون بل ويتناسون أن معظم الاتحادات السابقة لم تكن أفضل, ينسون أن اتحاد الكرة الحالي نجح في مسابقاته الى حد ما, ودفع ولأول مرة بعدة منتخبات في وقت واحد, رغم المطبات التي توضع أمامه, ورغم الظروف والامكانات التي يعيشها..فلماذا هذه الحملة? لماذا نتبنى طرفا بهذه الحماسة مع أن هذا الطرف عليه ملاحظات كثيرة?! وماذا بعد?! ما نتمناه أن تمضي الأمور لما فيه خير الرياضة السورية عموما وكرة القدم بشكل خاص, وأن يعرف كل انسان حده ويقف عنده, وأن يكون الصدق والإخلاص عنوانا للعمل, عندها يمكن أن نتفاءل بأن الرياضة ستمضي على الطريق الصحيح. |
|