|
آراء - لكن عليك بتحديد العملة الصعبة أو السهلة، التي تبغي توفيرها أو استردادها من هذا المصرف، الذي توزعت فروعه أكثر بكثير مما تتصور. حوارمشدود الأطراف والأوصال بين جار عتيق، وجار آخر مستجد، في مدرسة العيش والعمر..
والسؤال الحاد: ما عملة العيب المطلوبة؟ قد يطلب رصيداً صغيراًِ من الكذب وامرأة قريبة من الجار، جاءت على عجل، وقالت: أحتاج، إن أمكن، قرضاً كاملاً من الخداع.. ومن يكفل القرض أو الرصيد؟ العيوب تكفل نفسها ، وتتعهد بالتسديد.. وراح الجار العتيق والآخر المستجد يبحثان في أرشيف هذه المصارف المنتشرة ، عن أساس العملة والتداولات، وعلما أولاً أن العيب الكبير، الذي يطلب كثيراً هو الكذب، وبعده يطلب الاحتيال، الذي كثر الطلب عليه، والاقتراض منه.. حتى إن العديدين من ذوي أرصدة الاحتيال، لا يكتفون بقرض احتيال واحد، بل يأخذون عدة قروض، ويدعمون قروضهم الاحتيالية بقرض خديعة عاجل التسديد، وقرض تزوير قناعات وأخلاق عامة وخاصة. وهؤلاء المقترضون يملكون إمكانية التسديد بشكل يومي أو أسبوعي أو شهري أو سنوي أو كل ساعة.. ومن سوء الطالع أن النساء والرجال أو الكثيرين منهم يقبلون بهذه العملة وهذه القروض ويعترفون بالمتعاملين بها.. مصرف المحاسن والمكرمات واللياقات والقناعات الطيبة تضاءلت أرصدته، وكاد أن يتوقف عن العمل، بسبب قلة الأرصدة وقلة المتعاملين. وتساءل الجار العتيق: - من يحمي هذا المصرف الضروري جداً من الإفلاس؟ وأجابه الجار المستجد: -الرأسمالية في طريقها إلى الانهيارات الكبيرة.. ولعل رأسمالية الحب والمحاسن الإنسانية تعاني ويلات الانهيارات بشكل متكرر ودائم، أكثر من أي رأسمالية .. وقد لا تنفصل الرأسماليات. رأسمالية الصدق والرضا والسعادة تتكامل مع رأسمالية اللقمة والخير الإنساني العام.. تصدعت بعنف مصارف اللياقات الإنسانية والمحاسن، وتعاظمت مصارف العيوب. وانتشرت فروعها جداً وكثيراً في العديد من جهات الوجدان العام.. لكلّ فرد سيئ السمعة والصيت مصرف خاص للعيوب.. ولا يخجل من أنه صاحب مصرف عيوب، بل يباهي ويفاخر بأنه رأسمالي عيب ونقيصة .. والنساء امتلكن العديد من مصارف البشاعات واقتنين قروضاً عاجلة أو طويلة الأمد من الفطرات غير السليمة. المرأة قبل الرجل صاحبة فطرة سديدة وحنونة لكن من دهاها وأفقدها سلامة فطرتها، فصارت ملوثة بخبرة التفاهات على حساب النظافة.. بشر عديدون نجدهم حاملين ومحملين بأثقال، لا نعرف ماهي.. ثمّ نكتشف أنهم امتلكوا مصرف عيوب خاصاً بهم، وصاروا يحملونه بين أمتعتهم، أو على أكتافهم.. والأكثر صعوبةً أنّ مصارف التفاهات الحديثة صارت تحمل في طيات الوجدان وفي أعالي الرؤى وعند منحدرات الخصر وفي جهات البطون.. وبعض النّسوان يتفنن باقتناء العيوب ويفاخرن بأنهن ربات مصارف قباحات عامة وخاصة.. مصارف للعيوب بأنواع وأداء وعملات متعددة، للرجال والنساء .. والعيب الأكبر أن قروض العيب صارت محطّ مفاخرة، بعد أن كانت مدعاة للخجل. المزّورون والمحتالون والنصابون والكاذبون والمخادعون والثرثارون لهم أرصدتهم الواسعة من عملة مطلوبة ومتداولة هي العيب المفاخر به.. أي عيب من النوع الممتاز.. وهناك عيوب من النوع غير الممتاز.. والعيوب الفقيرة، هي غير مدفوعة الثمن ومن غير أرصدة كافية لتعميمها وتسويقها. والنساء اللواتي كن الحنونات والحسنات والمليحات والرقيقات والملهمات اقترضن الكثير من التعاسات وامتلكن المصارف الخاصة بتسويق القباحات.. ويتفاخرن بما امتلكت أيامهن من عملات دارجة في السوق.. إنسان يقضم جماله.. ويفتتح مصارف لعيوبه ويغلق غالبية مصارف حبه وحسنه وصدقه ووفائه وأخلاقه. إنسان بلا أرصدة سعادة حقيقة هو مشرّد وبائع تعاسات وخيبات، رغم كثرة أملاكه من الخدائع وقروض العيوب. لابدّ من سلفة حبّ وحنين ولياقة على الراتب المقطوع .. أو الموصول .. ولا أحوجنا العمر والقدر الطيب إلى قرض أو قرد عيب أو سلفة خداع .. |
|