تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كشف تفاصيل جريمة اغتيال المبحوح يربك القتلة..شرطة دبي تطلب الجناة عبر الانتربول وقد تلاحق نتنياهو

أضواء
الخميس 18-2-2010م
جاء كشفت شرطة إمارة دبي هوية المتورطين باغتيال محمود المبحوح القيادي بحركة المقاومة الإسلامية (حماس)،

بالصور والوثائق الدامغة، ضربة صادمة للقتلة الذين سارع أحدهم لنفي صلته بالجريمة. وبينما أعلنت حكومتا بريطانيا وايرلندا أن جوازات السفر التي استخدمها القتلة ومعظمها من هذين البلدين، مزورة، أكدت شرطة دبي أنها ستلاحق المتورطين عبر الانتربول وسوف تقاضي رئيس وزراء اسرائيل نتنياهو اذا ثبت تورط اسرائيل في جريمة الاغتيال التي تمت على أراضيها وكان القائد العام لشرطة الإمارة ضاحي خلفان أكد تورط 11 مشتبها بهم في اغتيال المبحوح ولم يستبعد ضلوع الموساد الاسرائيلي في الجريمة. وقدم خلفان تفاصيل دقيقة عن مجموعة الاغتيال التي نفذت العملية خلال 20 دقيقة وفق معرفة دقيقة بتحركات المبحوح منذ لحظة وصوله إلى مطار دبي.‏

وعرض القائد العام لشرطة دبي أشرطة فيديو تبين وصول فريق الاغتيال عبر رحلات طيران متفرقة، حيث نزلوا قبل يوم من وصول المبحوح في فنادق مختلفة، ثم انتقلوا إلى غرفة مقابلة للغرفة التي سكنها قيادي حماس. وعمد الجناة للعديد من وسائل المراوغة والتنكر مثل استخدام الشعر المستعار وأغطية الرأس والتخفي في أزياء متنوعة بين رسمية ورياضية لإخفاء وتغيير هيئاتهم الأصلية.‏

وأظهرت كاميرات المراقبة الأمنية في مطار دبي تعقب أحد أعضاء فريق المراقبة من المتهمين للمبحوح منذ وصوله إلى أرض المطار، بما يؤكد معرفتهم لموعد وصوله، قبيل توجهه مباشرة إلى فندق البستان روتانا بينما كان يتتبعه اثنان من المتهمين استقلا معه نفس المصعد في الفندق ونزلا منه أيضا في ذات الطابق وتبعه أحدهما للتأكد من رقم الغرفة التي ينزل بها.‏

وأظهرت أشرطة المراقبة الأمنية في الفندق اثنين من المتهمين عند الساعة الثامنة مساء يوم وقوع الجريمة في 19 كانون الثاني، وهما يتوليان عملية المراقبة والاعتراض بعد مغادرة عامل النظافة غرفة المبحوح لتسهيل مهمة فريق التنفيذ، ومن بين أعضائه العنصر التقني الذي يُعتقد أنه استخدم جهازا إلكترونيا لفك شيفرة مفتاح غرفة الشهيد للتمكن من الدخول إليها قبيل وصوله.‏

وتبيّن في الشريط المسجل من كاميرات أمن الفندق ومن القراءة المنسوخة من مفتاح الغرفة أن المبحوح وصل إلى غرفته عند الساعة 8:25 مساء حيث يُرجح أن جريمة القتل قد تمت في فترة لم تتجاوز 10 دقائق اعتبارا من دخول المبحوح إلى غرفته.‏

وأظهرت التحقيقات أن الجناة حرصوا على ترتيب جميع محتويات الغرفة لكي تبدو بصورة طبيعية، بهدف إزالة جميع الآثار التي قد تدل على وقوع مقاومة من قِبل المغدور ولتضليل الجهات الأمنية وتحويل انتباهها عن أي شبهة جنائية وراء وفاة المبحوح.‏

وسارع جميع المتهمين إلى الفرار من الفندق عقب إتمام الجريمة مباشرة، وتوجهوا على الفور إلى مطار دبي واستقلوا رحلات طيران مختلفة متوجهين إلى عدد من المدن الأوروبيةوالآسيوية.‏

ونفى القائد العام لشرطة دبي أن يكون المبحوح قد وصل الإمارة للترتيب لشراء صفقة سلاح ، وقال إن المغدور استخدم جواز سفر لا يظهر اسم عائلته، وأن السلطات الإماراتية لم تكن تعرف هويته لحظة وصوله مشيرا الى أن المبحوح قتل خنقا وليس بالسم كما تردد سابقا.‏

ويعد المبحوح الخمسيني مسؤولا عن خطف وقتل جنديين اسرائيليين في بداية الانتفاضة الفلسطينية الاولى (1987-1993) اضافة الى التخطيط للعديد من العمليات ضد اسرائيل كما زعمت وسائل اعلام اسرائيلية الى انه مزود مهم لحركة حماس بالسلاح وهو ما جعله مستهدفا من قبل الموساد.‏

من جهته، صرح النائب العام في إمارة دبي المستشار عصام عيسى الحميدان بأن نيابة دبي أصدرت أوامر توقيف دولية بحق جميع القتلة لاتهامهم بارتكاب جريمة قتل عمد مع سبق الإصرار والترصد مشيرا إلى أن دولة الإمارات ترتبط بأوجه تعاون قضائي دولي مع معظم بلدان العالم تتيح لها طلب تسليمهم أينما تم القبض عليهم.‏

وأوضح أن نيابة دبي تولت التحقيق في القضية فور وقوع الحادث حيث أمرت بانتداب الطبيب الشرعي لتشريح جثة المجني عليه للوقوف على أسباب وطريقة الوفاة، واستمعت إلى العديد من الشهود ورجال الضبط القضائي، وتم إجراء المعاينات اللازمة.‏

كما ذكر مصدر مسؤول في شرطة دبي إنه إذا اتضح أن الموساد كان وراء اغتيال المبحوح ، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيكون مطلوبا للعدالة باعتباره هو الذي وقع أمر ارتكاب الجريمة في الإمارات.‏

ورغم أن إسرائيل التزمت الصمت حيال اتهامات حماس لها بالوقوف وراء الاغتيال، فإن صحفا إسرائيلية رسمية أكدت أن الموساد هو من يقف وراء ذلك.‏

من جانبها، أعلنت الحكومتان البريطانية والايرلندية ان جوازات سفر الأشخاص المشتبه بأنهم ضالعون في عملية الاغتيال مزورة.‏

لكن أسامة حمدان ممثل حركة حماس في لبنان قلل من أهمية أن يحمل المشتبهين جوازات سفر أوروبية حتى لو كانت أصلية، لأن إسرائيل يمكن أن تزور مثل هذه الوثائق أو أن تحصل عليها عبر اتفاقيات أمنية مع الدول المعنية، مشيرا إلى أن عناصر الموساد الذين حاولوا اغتيال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس عام 1997 في العاصمة الأردنية عمان كانوا يحملون بالفعل جوازات سفر كندية.‏

ويبدو أن قيام شرطة دبي بنشر شريط فيديو لصور وأسماء القتلة بدأ يؤتي ثماره وبشكل أسرع من المتوقع ، حيث خرج أحدهم من مخبأه في إسرائيل وهو في حالة ذعر تجاه الكشف عن هويته ونقلت قناة «الجزيرة» عن أحد المتورطين الـ 11 ويدعى ميلفين آدم ميلداينر القول من مقر إقامته قرب القدس المحتلة إنه غاضب وقلق ومذعور ، نافيا علاقته بجريمة اغتيال المبحوح وزعم أنه لم يذهب إلى دبي على الإطلاق وأنه تم تزوير جواز سفره.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية