|
مجتمع
هي قبضة من أمل أو قبضه من حلم، لا فرق، المهم أننا سنحضنها كما يحتضن طفل لعبته المحببة ببراءة الطفولة، سنحاول أن نشد عليها بكل ما أوتينا من إرادة الحياة وسنحرص ألا تتسرب من بين أصابعنا حتى لو كانت أحر من الجمر. ..( زكاتك.. خفض أسعارك)، مبادرة إنسانية أطلقتها وزارة الأوقاف وهي تستهدف التجار وأصحاب المحلات من أجل تخفيض أسعار منتجاتهم وبيعها للمواطنين بسعر التكلفة، أو على الأقل بيعها بأقل ربح، خاصة المنتجات الأساسية والضرورية كالزيوت والالبان والاجبان والسكر والرز والطحين. المبادرة وجدت صداها بسرعة في الأسواق ولاقت ترحيباً وتشجيعاً واستحساناً من المواطنين، لاسيما أصحاب الدخل المحدود الذين أرهقهم الغلاء وارتفاع الأسعار بشكل جنوني، لكن الأهم أن المبادرة لاقت تجاوباً ملحوظاً عند كثير من التجار وأصحاب المحلات. المبادرة في مضامينها وأبعادها ليست سوى تكريس وتعزيز لقيم الإنسانية والمحبة والتلاحم والتعاضد بين أبناء الشعب السوري الذي هو أحوج ما يكون الى التكاتف والتراحم في ظل هذه الظروف العصيبة التي يمر بها الوطن بعد أن تكالبت عليه دول الاستعمار والاحتلال التي تجاوزت في إرهابها وإجرامها وغيها وحصارها كل القيم والمبادئ والشرائع الإنسانية بعد أن طالت العقوبات حليب الأطفال ورغيف الخبز وأبسط حاجاته الضرورية. نتمنى أن تمضي المبادرة في طريق تحقيق غاياتها ومبتغاها، لجهة إيقاظ الضمائر النائمة ودفعها الى إعادة النظر بمفاهيمها وألية تعاملها مع أبناء هذا الوطن الغالي الذي تساهم وحوش الغلاء في نهشه وبقاء جرحه نازفاً، والعكس صحيح، فالتلاحم لمواجهة تلك الوحوش يساهم في تعافي الوطن ونهوضه بأبنائه واحتضانهم تحت علم الوطن وتحت راية الشموخ والعزة والكرامة. فلنمضي في تفاؤلنا وحبنا للحياة فهناك الكثير الكثير ليجعلنا أقوى وأكثر تصميماً على النهوض من تحت الرماد.. فقد بدأت أحلامنا وإنسانيتنا بالاستيقاظ من كابوسها وليلها الطويل. |
|