|
أبجد هوز وهناك خزانة خشبية صغيرة (نملية) أعتقد أنّ فيها مونة الشتاء وعدة طبخ كاملة، وربما كراريس لفك النحس وطرد الحسد، وعلى كرسيين آخرين يجلس رجل وامرأة بوجهين عابسين يقطران (سمنة وعسل)، تعتقد للوهلة الأولى أنهما قادمان من مشاجرة مع بائع خضار بسبب الأسعار..! الحقيقة ليس المكان مكتب حجز في كراجات البولمان أو الهوب هوب، بل مقسم هاتف.. توقفت على النافذة وحيداً ــ يبدو أنني جئت قبل (الشحادة وبنتها) لدفع مستحقات الدورة الجديدة، استعلمت الموظفة عن رقم هاتفي ثم أعلمتني بثمن الفاتورة ــ الفاتورة المستحقة دون الألف، لم يكن بحوزتي المبلغ الذي ذكرته فأعطيتها ألف ليرة على أمل أن تعيد لي الباقي، فاستعصى عليها الأمر، تمتمت بعبارة لم أفهمها ثم وضعت (الباقي) تحت بند (دفعة مقدمة).. فأومأت موافقاً ثم غادرت فرحاً لأنني سددت فاتورتي.. بعد خروجي من المقسم، دفعني فضولي الزائد لقراءة البيانات، فوجدت ما يلي: - المكالمات المستحقة /4/ ليرات.. يبدو أن أحد أفراد الأسرة استخدم الهاتف الأرضي مضطراً..! - المكالمات القطرية والدولية والخلوية والاتصال بالانترنت /0/ ليرة.. - حجب دولي ومواضع دولية /40/ ليرة.. بند مكرر في كل فاتورة..! - رسوم تركيب واشتراك /400/ ليرة بند مكرر أيضاً..! - ميزة إظهار رقم الطالب /100/ ليرة.. رغم أنه لا يظهر بتاتاً..؟! - رسم إنفاق استهلاكي /8/ ليرات، على اعتبار أنني مستهلك..! - ضريبة مالية بقيمة /58/ ليرة، والحقيقة أنني لا أعلم لماذا وكيف..؟! ومع ذلك لم أعترض..على اعتبار أنني مواطن صالح.. وكل الأمنيات أن تصل عدواي إلى كل من يتهرب من الضرائب..!! |
|