تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قراءة في الحدث.. من وحي لعبة

آراء
الخميس 11-2-2010م
د. اسكندر لوقا

في السنوات الأخيرة. بل وقبل ذلك ببضع سنوات عديدة، استطاعت لعبة كرة القدم أن تستأثر بشكل أو بأخر، اهتمام الكبار والصغار من الناس ذكوراً وإناثاً، وذلك مقارنة مع ألعاب رياضية أخرى تحاول أن تنافسها هنا أو هناك بين الحين والآخر ولكن عبثاً.

المهم أن لعبة كرة القدم غدت لعبة شعبية في معظم بلدان العالم، وذلك بغض النظر عن الجنس أو اللون أو حتى المستوى الثقافي والاجتماعي للناس كافة، وقد زاد من شعبيتها انتقالها، من ساحات الملاعب المخصصة لها الى كل بيت ومكتب ومقهى وحديقة وذلك عبر الشاشات الفضائية المحلية والعالمية على حد سواء وبصرف النظر عن بعد المكان أو قربه، بات الكثير من عشاق اللعبة يتابعون وقائعها في القارات الخمس.‏‏

وإذا نحن استثنينا الناحية الفنية البحتة المتصلة بهذه اللعبة واسعة الانتشار، فمن الطبيعي أن يتساءل أحدنا عن دور عنصرين لهما أهمية خاصة في سياق الحديث عنها وهما، في تقديرنا، عنصرا التعاون والذكاء بشكل خاص.‏‏

ولقد أثبتت معظم المباريات الدولية التي نتتبعها في أيامنا هذه استعدادا لنيل كأس التفوق هنا أو هناك، أن هدفاً ما من الأهداف التي يسعى هذا الفريق أو الفريق الآخر لتحقيقه لا يمكن أن يتحقق إلا بحسن اختيار الوقت والمكان المناسبين لتسديد الضربة وصولا إليه بجدارة، وذلك على غرار اختيار الوقت والمكان المناسبين للقيام بأي عمل آخر في الحياة، إن غياب مثل هذه الآلية في سياق التعامل مع الواقع الذي نعيش تفاصيله لابد أن يضيع فرص تحقيق أي من النتائج التي نتوخاها لانفسنا.‏‏

ومن هنا يستطيع أحدنا تصور العلاقة بين موضوع الدرس وشخصية المدرس على سبيل المثال، ذلك لأن المدرسين وإن اختلفت وسائلهم في نقل المعلومة إلى تلاميذهم من حيث المبدأ فإن موضوع الدرس بحد ذاته يبقى كما هو بحاجة إلى توضيح على هذا النحو يقرأ المدرب في اعتقادي ظروف اللعبة التي يدعو أعضاء فريقه لأخذها بعين الاعتبار، ومنها المكان والزمان وعوامل الطقس المرافقة لساعة بدء اللعبة وسوى ذلك من عوامل مساعدة تندرج تحت عنوان القراءة الصحيحة مسبقا لنتيجة المباراة المتصورة، وبالتالي عدم اسقاط جانب من جوانب تلك العوامل كي يتحقق الفوز.‏‏

إن حدثاً رياضياً كهذا من الطبيعي أن يوحي إلى متتبع تفاصيله على الأرض حضوراً أو عن طريق الشاشات الفضائية، من الطبيعي أن يوحي إليه بأن حياة الإنسان منذ البداية وحتى النهاية تقارب بشكل أو بآخر ما أشرنا إليه في الفقرات السابقة. بمعنى ألا يكتفي أحدنا بأن يمضي حياته بانتظار ماقد تحمله إليه الساعة القادمة أو اليوم التالي وما شابه ذلك لتحقيق هدف، فالحياة، في نهاية الأمر أشبه ما تكون بلعبة كرة القدم حيث لا ينبغي أن تكون ثمة غاية تبررها الوسيلة عندما لا يكون مسند هذه الوسيلة أيا كان شكلها أو طبيعتها، حسن التقدير قبل التصرف بعيداً عن غاية الربح لجهة الربح سواء كان الربح مادياً أو معنوياً تجنباً لتشويه سمعة هذه اللعبة والإساءة إلى أدبياتها.‏‏

Dr-louka@makoob.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية