تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


السودان من جديد

دراسات
الخميس 11-2-2010م
أحمد حمادة

في الوقت الذي تبذل فيه الخرطوم كل جهودها لتوفير أجواء آمنة وديمقراطية للعملية الانتخابية التي سيشهدها السودان في نيسان القادم، وفي الوقت الذي تؤكد فيه أنها تشارك في مفاوضات الدوحة الخاصة بإقليم دارفور بعزيمة صادقة ورغبة أكيدة في احلال السلام هناك،

يأتي تحرك المحكمة الجنائية الدولية ضد الرئيس عمر حسن البشير، وكأن المطلوب من هذه المحكمة أن تكون أداة طيعة لتنفيذ غايات بذاتها وفي أوقات بعينها.‏

فرغم أن التحرك الجديد للمحكمة المذكورة يفتقر إلى أي سند قانوني كما ظهر ذلك جلياً في تحركاتها السابقة خلال العامين الأخيرين ، إلا أنه جاء سريعاً وكأنه يريد أن يوصل رسالة إلى الحكومة السودانية مفادها أن الغرب بإمكانه تخريب الانتخابات وإحداث البلبلة قبل قيامها مالم تقدم الخرطوم التنازلات للقوى العظمى الطامعة بالسودان وثرواته وموقعه الاستراتيجي .‏

ومثل هذا الكلام ليس مصدره الرجم بالغيب بل هو حقيقة تؤكدها الوقائع اليومية، فلو كانت القوى العظمى ترغب فعلاً بتحقيق الاستقرار في السودان وأقاليمه المختلفة- ومنها دارفور- لسهلت العملية الانتخابية ووفرت لها كل وسائل الدعم والأجواء المريحة ، وليس تحريك المحكمة الجنائية الدولية متى تريد ومتى تشاء لممارسة الضغوط على الخرطوم ، وإضعاف الجهود العربية والافريقية لاحلال السلام في السودان عموماً ودارفور على وجه الخصوص.‏

ويبقى الأهم من هذا وذاك هو الموقف العربي الذي عبرت عنه الجامعة منذ أيام والقاضي بدعم السودان دون حدود وعقد جلسة لمجلس الجامعة في دارفور تأييداً وتضامناً والاستمرار بهذا الدعم العربي الكامل لأنه سيشكل رسالة قوية للدول الغربية بأن العرب يقفون جميعاً الى جانب السودان ضد كل ما يحاك لتفتيته واستهداف سيادته وسلامة أراضيه وهويته العربية. ahmad hamad67@ yahoo.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية