|
دراسات إنها حقيقة ماثلة تقود إلى برهانها تلك الخسائر الكبيرة في عدد الجنود والعتاد وفشل الاستراتيجيات التي أخفقت في اجتثات إرهاب طاردته أميركا لسنوات وكان صيدها سراباً وخراباً وقتلى وإخفاقاً يتلوه إخفاق ودماء لضحايا أبرياء سقطوا بين طرفي كماشة، نيران المسلحين وقوات التحالف ومن ورائها أميركا. ومع كل ذلك فإن خيال الولايات المتحدة والذي يفتقر للخصوبة الميدانية والتكتيكية وهو ما أثبتته المستجدات الأخيرة، وسير الأعمال العسكرية على الأراضي الأفغانية لا يتوقف عن بناء الاستراتيجيات الجديدة والتخطيط لها مع العلم المسبق بعدم إمكانية النجاح على الأرض. روبرت غيتس وزير الدفاع الأميركي لا يعير وزنا لكل ظروف الحرب على أفغانستان ويتجاهل كل شيء ويستمر بطلب الدعم للحرب عليها ويطالب بموازنة تلو أخرى وآخرها إضافة المزيد من مليارات الدولارات لتمويل حرب على الأشباح طال أمدها ومن يقرأ نص مسودة الاستراتيجية الجديدة التي أعلن عنها البنتاغون مؤخرا، والتي نصت على أن لا يخوض الجيش الاميركي حربين في ذات الوقت مستقبلاً، يلمح فيها التخبط والتصريح غير المعلن بالهزيمة والفشل في الحروب التي قادتها واشنطن في العراق وأفغانستان. والذي يدل على فشل جميع الاستراتيجيات والخطط الأميركية التي استخدمت في الحروب اللاهثة وراء الإرهاب هو ما تضمنته الاستراتيجية الجديدة ودعت إليه من استعداد لحروب وهجمات بأساليب جديدة مختلفة عن سابقاتها التي اعتمدها الجيش الأميركي. إن الزيادة في الموازنة التي طلبها غيتس لتمويل الحرب على أفغانستان والعراق وبزيادة 44 مليار دولار عن الموازنة السابقة تؤكد مضي أميركا في حماقاتها وحروبها وعدم الاكتراث لخسائرها، وربما ساعدها في ذلك المناخ العام في الولايات المتحدة الذي أصبح يؤيد التوجهات نحو القوة، وبات الحنين معلناً إدارة تشبه إدارة جورج بوش الدموية. ولعل تركيز الاستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة في أفغانستان على تكثيف التدريب لتلافي العبوات الناسفة والتي تعتبر السبب الأول في مقتل الجنود الأميركيين يكشف عن نية أميركية بحرب مستمرة وبقاء لأمد طويل في أفغانستان، أضف إلى ذلك طلب الاستراتيجية الجديدة بتطوير الطائرات العسكرية، ومنح الجيش المزيد من المروحيات التي تعتبرها حاجة ماسة لعملياته الخاصة. والمفارقة أن السياسة الجديدة في القتال التي ستتبعها واشنطن ستغير الاسلوب المتبع خلال آخر 25 عاماً وفي هذا إشارة إلى إخفاق أميركي في الاسلوب والاستراتيجيات وانعدام في الرؤية العسكرية والقتالية امتدت 25 عاماً. لاشك أن سعي الولايات المتحدة للسياسات والاستراتيجيات الجديدة ليس سوى خيار وبديل ومكابرة على الجراح التي عمقتها حرب أفغانستان حتى العظم وتجرعت من خلالها أميركا الهزيمة الصريحة، وهي مناورة جديدة لايجاد مخارج عسكرية بعيدة المدى وغير معروفة النهايات. manhalebrhim @yahoo. com |
|