|
أضواء هناك بصفة خاصة وعلى الصعيد الأوروبي بصفة عامة، فالسياسة الأوكرانية اتخذت عدة أشكال من المتغيرات على مدى السنوات الماضية، فمن حيث الموقع الجيوسياسي تحتل أوكرانيا اليوم نقطة التماس بين كل من الاتحاد الأوروبي الساعي للتوسع وبسط النفوذ وبين روسيا المتمسكة بقلاعها القديمة وعلى رأسها أوكرانيا التي تعد بوابتها نحو أوروبا وبهذا الفوز، يثأر المرشح الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش لنفسه من الثورة البرتقالية بفوزه ، لكنه ما زال ينتظر أن تعترف منافسته رئيسة الوزراء يوليا تيموشنكو بهزيمتها. ويذكر أن فيكتور يانوكوفيتش عندما تولى رئاسة وزراء أوكرانيا في أيلول 2006 أعلن أن بلاده أبلغت حلف الناتو، بأنها سترجئ مسعاها للانضمام لعضويته، بسبب المعارضة الشعبية له. ولا يسع موسكو سوى أن تشعر بالارتياح لفوز يانوكوفيتش بالرئاسة بحسب النتائج الأخيرة، وهو فوز يثأر للإهانة التي لحقت بروسيا مع الثورة البرتقالية في كييف، ويعتبر فوزه أيضاً انتقاماً لموسكو بعد أن أدارت جارتها، أكبر جمهورية سوفييتية سابقة، بتشجيع من الغرب ظهرها للعلاقات الممتدة منذ قرون مع روسيا. اما الولايات المتحدة، فلا شك أنها تعتبر هذه النتيجة ورغم شعورها بالخسارة لجهودها في الثورات البرتقالية وبفقدان حليف كبير بحجم اوكرانيا، فلم تجد بدا من الاعتراف بنتائج الانتخابات. كما أن وفد المراقبين الدوليين التابع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا أكد أن الجولة الثانية من الانتخابات الأوكرانية كانت بشكل عام متطابقة مع القواعد والمواصفات الدولية، وأن «عملية التصويت كانت مثالاً بارزاً لانتخابات ديمقراطية». ويأتي فوز يانوكوفيتش ليمحو آثار الضربة الجيوسياسية التي منيت بها روسيا إثر الثورة البرتقالية التي اعتقد كثيرون أنها أزاحت يانوكوفيتش عن الساحة السياسية إلى الأبد، وكانت خسارة روسيا المفاجئة لنفوذها في البلد مؤلمة بشكل خاص نظراً لأن موسكو دعمت يانوكوفيتش علناً في 2004. ولم تفاجأ الصحف الروسية والأوكرانية بهزيمة البرتقاليين بعد الأزمات المتكررة في قمة هرم الدولة والانتكاسة الاقتصادية خلال ولاية فيكتور يوشينكو، إذ عنونت صحيفة «أزفيستيا» الروسية اليومية على صفحتها الأولى «الغروب البرتقالي». وعلى الرغم من اعتراف المراقبين بنزاهة الانتخابات قالت صحيفة "أوكراينسكايا برافدا" الإلكترونية إن المرشحة الرئاسية الخاسرة يوليا تيموشينكو وهي من قادة الثورة البرتقالية وقطب صناعة الغاز السابقة ، "لن تعترف أبدا بفوز زعيم المعارضة فيكتور يانوكوفيتش بانتخابات الرئاسة، ولا تستبعد محاولتها دفع انصارها الى الاحتجاج في الشارع. ولكن المراقبين يرون أن الأجواء غير مهيأة في العاصمة كييف التي تتساقط عليها الثلوج لتكرار احتجاجات الشوارع التي شاركت تيموشينكو في قيادتها عام 2004 وانتهت بإلغاء فوز سابق ليانوكوفيتش في انتخابات أعلن في وقت لاحق أنها زورت. ويرى هؤلاء أنه بغض النظر عن الفائز، فإن شيئاً واحداً يبدو مؤكداً وهو أن العلاقات بين أوكرانيا وروسيا ستتحسن، فقد تدهورت العلاقات مع موسكو أثناء حكم يوشينكو إلى أدنى مستوياتها بعد الحقبة السوفييتية حيث سعى الزعيم الموالي للغرب إلى تصوير بلاده ضحية لعمليات القمع أثناء الحقبة السوفييتية ودعمه في ذلك رئيس جورجيا ميخائيل ساكاشفيلي، العدو اللدود للكرملين. والذي كان يحث يوشينكو إلى انضمام أوكرانيا إلى الحلف الأطلسي. وفي عهد يوشينكو أصبح الخلاف بين أوكرانيا وروسيا حول أسعار الوقود في نهاية كل عام مشكلة متكررة في السنوات الأخيرة، وفي آب الماضي قررت روسيا وقف كل تعاملاتها مع يوشينكو إلى الأبد. |
|