|
ثقافة عمل صلاح عبد الصبور في عدد من المجلات والصحف، ثم استقر به المقام في مجلة «روز اليوسف». ونبغ في كتابة المسرحية الشعرية، وحقق نجاحاً واسعاً في أن يكون للمسرح الشعري جمهوره الخاص، يغادرون قاعة المسرح كأن نوراً بداخلهم قد أضاء النفس والآفاق والغد. وهذا الإحساس يصدق على جميع مسرحياته: «مأساة الحلاج» و«ليلى والمجنون». وشعر صلاح عبد الصبور «1931-1981»، يمثل مدرسة شعرية جديدة نجح في أن يفرض سلطانها ووجودها في الحياة الثقافية العربية، بدليل أن دواوينه الشعرية «الناس في بلادي» و«أحلام الفارس القديم» و«أقول لكم» استحوذت على اهتمام الملايين من محبي الشعر المتوهج بالأحاسيس النبيلة الصادقة، من خلال شعرية اللغة العادية ونضارتها.. ومن المؤسف أن نهاية الشاعر عبد الصبور جاءت على أيدي أصدقاء الشاعر الراحل وإليكم التفاصيل: تقول أرملة الشاعر السيدة سميحة غالب «سبب وفاة زوجي أنه تعرض إلى نقد شديد اللهجة من قبل الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي وبعض المتواجدين في السهرة. وأنه لولا هذا النقد اللئيم، الذي جرى في منزل حجازي، لما كان زوجي قد مات..». ويتصدى الشاعر حجازي لنفي الاتهام الخطير عن نفسه قائلاً: «صلاح كان ضيفاً في منزلي، ربما يكون لي موقف شعري خاص، أو موقف سياسي خاص، لكن هذا كله يكون بين الأصدقاء الأعزاء، ولا يسبب نقدي ما يمكن أن يؤدي إلى وفاة الرجل.. الطبيب الذي أشرف على محاولة إنقاذه قال: إن هذا كان سيحدث حتى لو كان عبد الصبور في منزله، لو كان يقود سيارته.. لو كان نائماً.. وفاته إذن لا علاقة لها بنقدنا، أو بأي موقف سلبي اتخذه أحد من الموجودين في السهرة ضده..». |
|