تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حق مشروع

حدث وتعليق
الخميس 11-2-2010م
ناصر منذر

لم تستطع الضغوطات والتهديدات الغربية أن تلوي ذراع إيران ، وأعلنت على الملأ أنها بدأت بزيادة نسبة تخصيب اليورانيوم ، انطلاقاً من حقها المشروع في امتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية ، ومن أن الحصول على المعرفة ليس حكراً على أحد.

والخطوة الايرانية الجديدة ماكانت لتتم لو أن الغرب تعاون بشكل جدي مع طهران ، كما أن عمليات التخصيب تلك تشرف عليها الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، مايعطي أولاً موافقة الوكالة الضمنية كونها تندرج ضمن حقوق ايران في اطار الانشطة النووية السلمية ويؤكد ثانياً الشفافية التي تتعامل بها طهران ازاء ملفها النووي.‏

من المرجح أن يؤدي قرار طهران الى خلق معطيات جديدة تدفع الامور نحو مرحلة اخرى من المواجهة مع الدول الغربية التي ستعمد بكل تأكيد لاستغلال هذه الخطوة ، وتصورها على انها نابعة من نيات غير سلمية ، لكنها لم تستطع حتى الآن تقديم أي دليل واضح يدين ايران بهذا الشأن ، انما تتعمد منع ايران من الحصول على التقنية النووية وظهورها كقوة عظمى يمكن ان تكبح جماح هذه الدول من السيطرة على ثروات المنطقة.‏

ان مشكلة الدول الكبرى مع ايران لاتكمن في الملف النووي ، الذي شكل على الدوام عنواناً لمسائل اخرى تمتد لاكثر من ثلاثين عاما ، اي منذ قيام الثورة الاسلامية الايرانية التي تصادف ذكراها اليوم ولو تنازلت طهران عن مبادئ تلك الثورة لانقضى الامر واصبح المساس ببرنامجها النووي خطاً احمر بالنسبة لتلك الدول.‏

لطالما تعاملت ايران مع الدول الغربية بقوة المنطق وقدمت الادلة والبراهين على سلمية برنامجها النووي لكن هذه الدول صمت اذانها واستخدمت منطق القوة ضد طهران ، وتجاهلت في نفس الوقت ان الخطر الحقيقي هو في وجود السلاح النووي الاسرائيلي الذي يهدد العالم اجمع ، والذي سيأتي يوم ويهددها في عقر دارها.‏

nssrmnthr602@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية