|
حدث وتعليق والخطوة الايرانية الجديدة ماكانت لتتم لو أن الغرب تعاون بشكل جدي مع طهران ، كما أن عمليات التخصيب تلك تشرف عليها الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، مايعطي أولاً موافقة الوكالة الضمنية كونها تندرج ضمن حقوق ايران في اطار الانشطة النووية السلمية ويؤكد ثانياً الشفافية التي تتعامل بها طهران ازاء ملفها النووي. من المرجح أن يؤدي قرار طهران الى خلق معطيات جديدة تدفع الامور نحو مرحلة اخرى من المواجهة مع الدول الغربية التي ستعمد بكل تأكيد لاستغلال هذه الخطوة ، وتصورها على انها نابعة من نيات غير سلمية ، لكنها لم تستطع حتى الآن تقديم أي دليل واضح يدين ايران بهذا الشأن ، انما تتعمد منع ايران من الحصول على التقنية النووية وظهورها كقوة عظمى يمكن ان تكبح جماح هذه الدول من السيطرة على ثروات المنطقة. ان مشكلة الدول الكبرى مع ايران لاتكمن في الملف النووي ، الذي شكل على الدوام عنواناً لمسائل اخرى تمتد لاكثر من ثلاثين عاما ، اي منذ قيام الثورة الاسلامية الايرانية التي تصادف ذكراها اليوم ولو تنازلت طهران عن مبادئ تلك الثورة لانقضى الامر واصبح المساس ببرنامجها النووي خطاً احمر بالنسبة لتلك الدول. لطالما تعاملت ايران مع الدول الغربية بقوة المنطق وقدمت الادلة والبراهين على سلمية برنامجها النووي لكن هذه الدول صمت اذانها واستخدمت منطق القوة ضد طهران ، وتجاهلت في نفس الوقت ان الخطر الحقيقي هو في وجود السلاح النووي الاسرائيلي الذي يهدد العالم اجمع ، والذي سيأتي يوم ويهددها في عقر دارها. |
|