|
دمشق-سانا وأكد الدكتور سيد احمد الموسوي سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية بدمشق بهذه المناسبة في لقاء مع وكالة سانا ان الثورة الاسلامية في ايران وعلى مدى ثلاثة عقود رسخت النظام عبر المؤسسات الدستورية وتعزيز المشاركة الشعبية وصولا الى المكتسبات الاقتصادية والثقافية والعلمية والتقنية المتطورة. وقال:ان الشعب الايراني قدم التضحيات الجسام من أجل انتصار الثورة و ديمومتها و لن يفرط بها وهو منذ انتصارها حتى اليوم يقدم الدليل تلو الدليل على تمسكه بثورته ونظامه الذي اختاره بنفسه . واعتبر الموسوي ان انتصار الثورة الاسلامية أحدث تغييرا مشهودا في المعادلات السياسة الاقليمية عندما أصبح لايران دور فاعل ومؤثر في صنع القرارات في الوقت الذي كان هذا الدور قبل الثورة يخدم مصالح القوى الصهيونية العالمية. وأضاف ان التغيير في موقف الثورة الاسلامية حيال القضية الفلسطينية تبلور حين بادرت ايران الى انزال علم الكيان الصهيوني عن مبنى سفارته في طهران لترفع العلم الفلسطيني معلنة بذلك رفضها للوجود الصهيوني الغاصب والتزامها بتحرير المسجد الاقصى وفلسطين ودعم الشعب الفلسطيني. وحول العلاقات السورية الايرانية قال السفير الايراني: ان العلاقات بين البلدين تتعزز باستمرار مستذكرا القائدين التاريخيين الراحلين الامام الخميني والرئيس حافظ الأسد في ارساء الاسس المتينة لهذه العلاقات موضحا ان هذه العلاقة انطلقت من ارادة الشعبين في البلدين. وأضاف الموسوي: ان العلاقات بين البلدين ازدادت رسوخا و مناعة طوال الاعوام المتتالية بفضل رؤية قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي والرئيس بشار الأسد كما شهدت قفزة نوعية مع تولي الرئيس محمود أحمدي نجاد رئاسة الجمهورية الايرانية حيث دأب الرئيسان الأسد و أحمدي نجاد على التواصل الدائم سواء عبر الزيارات المتبادلة أو الاتصالات الهاتفية أو ايفاد الموفدين الخاصين مشيرا الى ان اخر زيارة للرئيس أحمدي نجاد الى سورية كانت في أيار العام الماضي وزار الرئيس الأسد ايران في آب من العام نفسه. وقال السفير الايراني: ان التنسيق بين ايران وسورية حيال مجمل القضايا الاقليمية و الدولية بما في ذلك القضية الفلسطينية يتواصل وهناك تطابق في وجهات النظر بين البلدين حول كيفية مقاربة تلك القضايا مؤكدا ان بلاده اعلنت منذ انطلاق ثورتها الاسلامية قبل نحو ثلاثة عقود دعمها للحقوق العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وحق سورية في استعادة الجولان المحتل وان ايران قدمت وتقدم كل مساعدة ممكنة لنصرة الشعب الفلسطيني في غزة لمواجهة العدوان الاسرائيلي الهمجي وتحرص على وحدة الصف الفلسطيني. ورأى الموسوي ان علاقات البلدين تشهد تطورا مطردا على الصعد السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية لافتا الى دور اللجنة العليا للتعاون السياسي و الاقتصادي و الثقافي في تعزيز علاقات البلدين حيث عقدت منذ انبثاقها بالتناوب بين طهران ودمشق أحد عشر اجتماعا برئاسة النائب الاول لرئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية و رئيس مجلس الوزراء في سورية وجرت زيارات ولقاءات متعددة بين سائر مسؤولي البلدين من مختلف المستويات. وفي المجال الثقافي أشار السفير الايراني بدمشق الى الدور الذي تضطلع به المستشارية الايرانية في سورية والمراكز الثقافية السورية في ايران في دعم هذه العلاقات من خلال المشاركات الكثيرة التي تجمع البلدين والشعبين المتمثلة في اقامة المؤتمرات الدولية والمناطقية و معارض الكتب والاسابيع الثقافية ودورات تعليم اللغتين العربية و الفارسية والتي تدل على عمق التواصل بين البلدين مؤكدا ضرورة تفعيل الدور الشعبي في هذا المجال. وفي المجال السياحي قال الموسوي لا شك ان هناك فرصا كامنة يمكن تفعيلها في هذا المجال عبر التعريف بالمعالم السياحية في البلدين الذين يمتازان بطبيعة خلابة و تنوع المناخ فضلا عن الاثار التاريخية الفريدة فيهما مشيرا الى ان التوقيع المرتقب على اتفاقية الغاء سمة الدخول بين البلدين سيساهم بشكل كبير في دعم هذا الجانب من العلاقات بينهما بالاضافة الى المجالات الاخرى. ويؤكد البلدان في لقاءاتهما المستمرة على التوافق حول معظم القضايا الاقليمية والدولية وخاصة حول تطورات الاحداث في الاراضي الفلسطينية المحتلة وضرورة مواصلة الجهود لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية باعتبارها الضمان لحقوق الشعب الفلسطيني في العودة واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وأهمية تحقيق الامن والاستقرار في العراق ودعم العملية السياسية لتحقيق المصالحة الوطنية بين مختلف مكونات الشعب العراقي وخروج القوات الاجنبية من العراق لضمان وحدته أرضا وشعبا وسيادته واستقلاله. كما يؤكد الجانبان ضرورة جعل الشرق الاوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل وفي مقدمتها الاسلحة النووية ولفت انتباه المجتمع الدولي لما تنطوي عليه الاسلحة النووية الاسرائيلية من تهديد للسلام والامن الاقليمي والدولي وقيام المؤسسات الدولية المسؤولة باتخاذ خطوة سريعة لمواجهة هذا التهديد. وحقق التعاون الاقتصادي بين البلدين نتائج ايجابية انعكست على عملية التنمية فيهما وتجسدت من خلال عدد من المشاريع الاقتصادية ومشاريع البنية التحتية وحماية البيئة والادارة المحلية والزراعة والصناعات الدوائية البيطرية والطاقة الكهربائية والتوقيع على عدة مذكرات تفاهم في مجال التجارة والاستثمار والمجالات المصرفية والجمركية والتخطيط والصناعة والنفط والغاز الطبيعي والكهرباء والنقل بالسكك الحديدية والنقل الجوي والبحري والطرقي والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والصحة والثقافة والتربية والتعليم العالي والسياحة والشؤون الاجتماعية والعمل والتدريب المهني والفني والاسكان والتعمير والري والاعلام والرياضة والشباب اضافة الى اتفاقية اقامة المنطقة الحرة بين البلدين ودورها في زيادة حجم التبادل السلعي والتجاري بما يتناسب مع امكاناتهما الاقتصادية والتجارية. |
|