|
بيئة
فهل تربية القطط والكلاب داخل منازلنا أمر صحيح .. وهل استخدام المكيفات والأجهزة الكهربائية والإلكترونية يؤثر سلباً على صحتنا الجسدية وحياتنا النفسية .. وكيف نميز الأغذية السليمة عن غيرها ?? هذه الأسئلة طرحناها على الكيميائي عبد الرزاق سفرجلاني مدير التدريب والتوعية والإعلام البيئي في الهيئة العامة للبيئة وفيما يلي أبرز الإجابات عليها .. المنازل وأمراض الحساسية يقول سفرجلاني :تختلف مصادر التلوث من منزل لآخر و باختلاف البلدان , وذلك حسب نمط المعيشة السائد وطرائق تحضير وتخزين واستهلاك الطعام وأسلوب الحياة العامة والمعيشية.
ويلاحظ في حياتنا اليومية الكثير من المواد الكيميائية السامة كالمبيدات والمنظفات و دخان السجائرو أكاسيد الزئبق والرصاص الناجمة عن الطلاء وأماكن بخ السيارات والنجارين والسيارات وغيرها , وهناك مواد مسببة للحساسية كالغبار المنزلي والألياف العضوية كالصوف والقطن والقش والسللوز والالياف غير المنسوجة كالموكيت والسجاد والستائر والأغطية...والمساحيق. وإذا كان أصحاب المنزل ممن يقتنون الحيوانات الأليفة كالقطط والكلاب و الطيور وأحواض الأسماك فقد تكثر لديهم الإصابة بالأمراض الحساسية الناجمة عن أوبار هذه الحيوانات ( الشعر والفراء والريش ) ويمكن أن يصابوا بعوامل الأمراض المشتركة كالأكياس المائية والديدان الطفيلية والسلمونيلا كما أن لعاب هذه الحيوانات يتضمن الكثير من الفيروسات والبكتيريا الممرضة أما إذا كان أصحاب المنازل يستخدمون أجهزة التكييف بشكل خاطئ , بحيث لا يتم تجديد الهواء في الغرف والصالات فإن دارات المكيفات سوف تجمع الألياف العضوية والتي تعد مرتعاً خصباً لتوطين حشرات العث وأنواع الطفيليات والفطور, حيث يعيش على فضلاتها جراثيم من نوع خاص تدعى ( التري جينيلا ) والتي تتسبب في أمراض الحساسية خاصة لدى الأطفال والمرضى. الملوثات الغذائية و بالنسبة لتلوث الغذاء يقول : يمكن أن تصل إلى السلع الغذائية المستهلكة, بعض المواد المسببة للتلوث التي تستخدم في الصناعات الغذائية , كالمواد الكيميائية الهرمونية والتي تقدم إما بالحقن المباشر للحيوان أو كإضافات علفية بهدف التسمين وزيادة الوزن , مشيراً إلى أن أغلب هذه المواد تتراكم في النسج الحيوانية و النباتية وتؤدي إلى منعكسات صحية سلبية تتمثل في التأثير على التوازن الهرموني بين مفرزات الغدة النخامية والغدة الدرقية, والغدد الجنسية. وقد تصل بعض السموم إلى أغذية المستهلك عن طريق : معدات التصنيع - أنابيب المياه - مواد التغليف - الوسط المحيط , إذ يلاحظ أحياناً تواجد المعادن الثقيلة السامة والشوارد في الأغذية المعلبة والأغذية سريعة التحضير وبعض المشروبات الغازية والتي لها آثار تراكمية تصل إلى الحد الحرج لها وأغلبها تدخل في مركبات ذوابة في الدهون وتمتص بسهولة وتتجمع في الكريات الحمراء والجهاز العصبي والكبد. وهناك أيضا بعض السموم الفطرية التي تتأتى من استخدام بعض الأغذية الملوثة كالزبدة والاجبان والفستق والتي تفرز سموماً فطرية (الأفلاتوكسينات) ويمكن أن تتحول إلى مواد أكثر سمية إذا غذي الحيوان بأعلاف تتضمن سموماً فطرية حيث تصل إلى أبداننا ( خاصة الأطفال ) عن طريق الحليب ولها تأثيرات مسرطنة. ومن جانب آخر , إذا تضمنت الأغذية المستهلكة بقايا المضادات الحيوية كالبنسلين, فإنها تؤثر على فعالية الجراثيم النافعة في الأمعاء وتقضي عليها, وبالتالي تمتص عبر الزغابات المعوية وتصل عن طريق الدم إلى جهاز المناعة فتؤثر على هذا الأخير وكذلك على آلية عمل الأنزيمات الاستقلابية, وإن من أبرز الآثار السلبية لهذه المضادات أنها تؤثر على الخلايا المناعية في الجسم عندما يكون الجسم في اشد الحاجة إليها أي أثناء العمليات الجراحية, وعند الإصابة بالإنتانات . المضافات الضارة وحذر الكيميائي عبد الرزاق سفرجلاني من وصول بعض منتجات الأغذية المعدلة وراثياً إلى المستهلك عن طريق العديد من السلع كالبسكويت والحليب والسمن والحساء والمعجنات والوجبات الجاهزة ومنتجات اللحوم ( المرتديلا) والأغذية الخاصة بالتنحيف والكرميل والأصباغ , وغيرها مشيراً أن هذه المنتجات المعدلة وراثياً لم يحسم أمرها بعد ولا تزال تخضع لتجارب مخبرية لمعرفة الأبعاد الحقيقية والآثار على أبدان البشر. وعموماً فإن الأمراض المرتبطة بالغذاء ترتبط بنوعية الغذاء و المضافات الزراعية ( مخصبات - مغذيات - هرمونات - مضادات حيوية ...) و المضافات الغذائية ( منكهات - ملونات - مستحلبات ...) و أما مستوى الغذاء والصحة فيرتبطان بعوامل أخر كمقدار الوجبة الغذائية و انتاج الغذاء و المكافئ الطاقي ( السعرات الحرارية ) الموبايل والبلاستيك ولفت سفرجلاني إلى أن بعض الملوثات شر لا مفر منه لكن يمكن التخفيف منه ما أمكن وهو التعامل مع الأجهزة الكهربائية والالكترونية التي تصدر أشعة كهرطيسية, خاصة شاشات الموبايل والحواسب والتلفاز, كما أن أجسامنا تصدر كهرباء ساكنة ( ستاتيكية ), ويمكن أن ينجم عن التقابل بين نوعي الكهرباء تأثر أجسامنا ( شبكة العين, والدماغ, ...) وقد ثبت أن الأطفال في المدارس الواقعة أسفل خطوط التوتر العالي يعانون من بعض الأمراض الجسدية والنفسية وكثرة التغيب عن المدرسة. أما كيفية التعامل مع الأدوات البلاستيكية ( البولي إيتيلين ) فيقول : لابد من التحذير من الاستخدامات الخاطئة لها , كأن يضع الأطفال أقلام الحبر الناشف في أفواههم فيمكن أن ترتحل مادة البولي إيتلين عبر اللعاب وكذلك بالنسبة لباقي ألعاب الأطفال البلاستيكية وأدوات المطبخ ويجب أن لا نضع في عبوات أو أكياس بلاستيكية الغذاء الساخن أو المواد الدسمة, بعدما ثبت أن ارتجاجها يزيد من عامل ارتحال مادة البولي ايتلين إلي المادة الغذائية. ومن المعروف أن الإفراط في استخدام المواد البلاستيكية بأشكالها المختلفة يؤدي إلى الإكثار من نفاياتها وهنا المشكلة البيئية الأكبر لأن هذه النفايات لا تتفكك ولا تتحلل بفعل العصارات الهاضمة ولهذا يجب التقليل منها ما أمكن واستخدام مواد بديلة صديقة للبيئة كالورق والكرتون والزجاج . |
|