تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لسنا وحدنا..!

رؤية
الأربعاء 27/4/2005م
سلمان عز الدين

ظهر احد المسؤولين المسرحيين مبتهجا بتوصله اخيرا الى كلمة السر في أزمة المسرح السوري:

( اننا جزء من ازمة شاملة تمتد على نطاق العالم بأسره )‏

وبالطبع لايمكن لسورية ان تكون استثناء وتقف بمنجى من تبعات هذه التسونامي المسرحية التي تضرب العالم شرقا وغربا ..!‏

لاادري من هو الذي بدأ هذه المعزوفة الجديدة , فخلال الاسابيع القليلة الماضية , تكررت مثل هذه الاشارات بوتيرة متصاعدة:‏

ازمة مسرح عالمية, أزمة سينما عالمية, أزمة قراءة عالمية . ربما تبدو هذه الادعاءات قليلة التعقل بل وطائشة تماما , ومع ذلك فهي خطوة الى الامام بلاشك , فعبرها يتم التراجع عن اسطورة الخصوصية المحلية والتي شكلت لسنوات طويلة محور فن التبرير السوري.‏

حسب هذه الخصوصية كان يحق لنا ما لايحق لغيرنا , فبما اننا بلد من العالم الثالث , فقير ونام ,وفوق ذلك محاط , بسبب موقعه الاستراتيجي , بمخططات واطماع دائمة ومعرض لظروف دقيقة ومنعطفات تاريخية .. لكل ذلك يحق لنا ان ننتج مسرحا متواضعا وسينما متخلفة وكتبا لاتقرأ. باختصار : ثقافة نامية تناسب ظروفنا الدقيقة ومنعطفاتنا التاريخية. الان وحسب التصريحات الجديدة لم نعد هذه الجزيرة المعزولة وعدنا لنكون جزءا طبيعيا من العالم يصيبنا ما يصيبه من تحولات وازمات طارئة .‏

حسنا ماذا لو تبدل الامر وشهد العالم مجددا نهضة ثقافية في كل المجالات ..? ماذا لونهض المسرح الفرنسي من كبوته (!) وخرجت السينما الاميركية من مأزقها ..(!) وتحدى اليابانيون وسائل الاعلام وعادوا لقراءة الكتب ..(! )فهل ستصيبنا العدوى .. ام اننا شركاء في المغارم والكوارث فقط ..?!‏

من الظلم - يقول المسؤولون الثقافيون - مساءلة الثقافة السورية قياسا على انجازات الثقافة الاوروبية او الاميركية . ربما يكون هذا صحيحا ولكن الصحيح ايضا ان مقارنة ازمتنا بأزمات الاوروبيين أو الاميركيين , هي نكتة سمجة لاتضحك أحدا ..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية