|
يديعوت أحرونوت تتعرض (الدولة الإسرائيلية) لتهديدات داخلية وخارجية في آن واحد: فالإرهاب تزداد حدته ومجموعات ( الإرهاب الفلسطينية) لم توقف محاولاتها ولو للحظة واحدة عن التعرض لمواطنينا وقواتنا المسلحة وإلحاق الأذى بنا, تفسد صواريخ القسام الحياة اليومية الطبيعية لسكان سدروت والنقب, تستمر إيران في تطوير قدراتها اليومية مشكلة تهديدا لوجود إسرائيل, يواصل نصر الله نشاطه السري في لبنان ويهدد مراكز سكانية إسرائيلية بعشرات الألوف من الصواريخ, وترسخ القاعدة بناها التحتية بلجوئها إلى مساعدة المجموعات الارهابية المحلية وتجعل من أهدافها شن هجمات على إسرائيل والإسرائيليين. أما على الصعيد الداخلي فالحكومة تواجه الكثير من المشكلات منها: الفساد المريع الذي يسود الإدارات وتصاعد العنف والبطالة والفقر والتراجع في الانجازات الثقافية, كل تلك الأمور تقود إلى إضعاف قوة المجتمع الإسرائيلي وتقويض تماسكه وتهديد مستقبله. تبنى رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع وباقي الوزراء سياسة استخدام القوة خلافا لما يتطلبه الأمر من عمل على محاربة الارهاب وتصحيح الأخطاء التي وقعنا بها إبان الحرب اللبنانية وتعزيز أمن الدولة. في كل الأحوال فقد آن الأوان للقبول بالحقيقة القائلة بأنه ليس هناك من طريقة لهزيمة الارهاب من خلال استخدام الوسائل العسكرية فقط, إذ إن القضاء عليه يتطلب منا تحركات ونشاط دبلوماسي إلى جانب التصميم في مواجهته عسكريا. إن الزمن لا يسير في مصلحة ( إسرائيل) إذ إنه وبمرور الوقت يتصاعد التهديد الإيراني, وتتراجع أوضاع السلطة الفلسطينية الأمر الذي قد ينجم عنه فوضى يصعب السيطرة عليها, وسيضعف الحصار على سورية وتنشغل الولايات المتحدة بالوضع العراقي كل تلك الأمور ستلقي بظلالها على الوضع الإسرائيلي الاستراتيجي. دعا الرئيس السوري بشار الأسد في السنوات الأخيرة ولعدة مرات بالعودة إلى المفاوضات مع إسرائيل لكن نداءاته قد رفضت حيث وضعت الحكومة مطالب وشروط قبل البدء بمفاوضات مع سورية وتتخلص بإبعاد عناصر الإرهاب من سورية والتوقف عن تقديم المساعدات لحزب الله وقطع الروابط الاستراتيجية مع طهران, وعلى الرغم من شرعية تلك المطالب إلا أنه ينبغي ألا تكون شروطا مسبقة للمباشرة بالمفاوضات حيث يتعين علينا تجديد الاتصالات مع سورية والطلب منها منذ اليوم الأول للمفاوضات التوقف عن أي مساعدة تقدمها للارهاب, وإزالة كافة المقرات العائدة للمجموعات الإرهابية في أرضها. أخبرنا المعارضون لتجديد المحادثات مع سورية أن واشنطن لا ترغب بالعودة إلى المفاوضات بين الطرفين وعليه فإن صح القول فإني ادعو رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت لبحث هذا الموضوع مع الرئيس بوش والايضاح له بأن العودة للمفاوضات مع دمشق سيخدم المصالح الإسرائيلية وإننا على ثقة بأن أولمرت يستطيع اقناع الإدارة الأميركية بالتخلي عن اعتراضها على إجراء المفاوضات. تكتنف العودة إلى المفاوضات مع سورية مخاطر عدة لكنها في ذات الوقت تقدم فرصا مهمة لإسرائيل لذلك على الحكومة ألا تعدم وسيلة تحول دون وقوع حرب مع سورية والتقدم بعملية السلام علما بأن هذا السلام لن يكون بلا ثمن لكن علينا أن نجابه استحقاقاته إذ سنطالب بتحقيق الأمن لإسرائيل مقابل التسويات والتنازلات كما سنطلب من الطرف الآخر القيام بتسويات وتنازلات أيضا. علينا ألا نتمسك بالوضع الراهن,فينبغي علينا إجراء محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس, أما حكومة حماس فعلينا ألا ندخل معها بأي حوار إذ الصلاحيات المنوطة برئيس السلطة الوطنية الفلسطينية تتيح له على الأقل إجراء مفاوضات لضمان وقف إطلاق النار, ويجب وضع حد لصواريخ القسام والهجمات الارهابية ووضع نهاية للنشاط العسكري والقيام بتبادل الأسرى الفلسطينيين مع جلعاد شاليت الجندي المختطف من قوات الدفاع الإسرائيلي. إن الحوار مع سورية والفلسطينيين سيعطي للدبلوماسية مجالا لحل المشكلات القائمة وخاصة في الجانب الإسرائيلي ويزيد من قدراتنا على مجابهة الإرهاب وسيوقف الجدال الحاصل حول استخدامنا للقوة دون اتاحة الفرصة لتحقيق السلام ووقف إطلاق النار. إن ما نخشى الوقوع به هو التمسك بالوضع القائم من جمود دبلوماسي قد يقودنا إلى تصعيد ونزاع عسكري, أما المبادرة الدبلوماسية فإنها ستحول دون النزاع العسكري وربما توقفه فضلا عن أمور أخرى يمكن أن تحقق عبر المفاوضات وإن إقامة هدنة في قطاع غزة وإجراء مفاوضات مع سورية ستتيح لإسرائيل مجابهة الأخطار التي تهدد الوجود الإسرائيلي قاطبة. لقد كانت سياسة إسرائيل في الماضي تطالب بإجراء المفاوضات مع خصومها دون وضع شروط مسبقة لكنها اليوم هي من تتقدم بالشروط المسبقة قبل إجراء أية مفاوضات. ونافلة القول: فإن ما يتعين على القيادة المسؤولة هو اللجوء إلى المباشرة بالمفاوضات وأخذ الأخطار التي تجابهنا بالحسبان والاستفادة من الفرص المتاحة بكاملها. عضو كنيست من حزب العمل ورئيس سابق للموساد |
|