|
آراء
أولا: تأكيد أحمد الشهاوي أكثر من خمس مرات أنه لم يساعد زوجته في تحقيق شهرتها الادبية وقد أكد هذه الفكرة كل مرة بإصرار أكبر كما لو أنه متأكد ان الجمهور يشك به. ثانيا: حالة الاعياء المصطنع وحالة عجيبة من بطء شديد في الكلام لدى ميرال طحاوي كما لو أنها تتكلم رغما عنها او كما لو ان ثقل شهرتها يثقل على كاهلها ويعيقها عن الكلام لدرجة يشعر المشاهد وأنا واحد منهم أنه يتمنى لو يعفيها من هذه المشقة. ثالثا: وهو الأهم ان روايتها الباذنجانية الزرقاء قد ترجمت الى ست عشرة لغة وانها أي الكاتبة دارت العالم من شرقه الى غربه ومن شماله الى جنوبه لتقرأ مقاطع من روايتها وبذلك تكون قد تفوقت على جول فيرن في رحلته حول العالم في ثمانين يوما لست هنا بصدد تقييم انتاج ميرال طحاوي فأنا أقدر تجربتها في الكتابة واحترافها وهي موهوبة بلا شك لكن لاأستطيع إلا أن أعبر عن دهشتي وتساؤلاتي المحملة بألف شك واحتمال عن سر تلك الشهرة المنطلقة بسرعة الصاروخ والترجمات العديدة للباذنجانة الزرقاء بينما هناك مئات من الروايات الممتازة لم تحظ ولا بجزء بسيط من التركيز الاعلامي على الباذنجانة الزرقاء! من جهة اخرى اجد نفسي في السياق ذاته مضطرة للتحدث عن العزلة المؤلمة للأدب السوري فكل سنة تقريبا أسافر الى باريس لزيارة أختي وأخي هناك وفي كل سفرة, أزور معهد العالم العربي.. ومكتبة ابن سينا المشهورة بعرض الكتب العربية , وهي تقع مقابل معهد العالم العربي ولايمكنني أن أقاوم غصة القهر وأنا أرى كتباً لكتاب لبنانيين مثل رشيد الضعيف والياس خوري وهدى بركات مترجمة للعديد من اللغات بل تكاد تنزل الترجمات وقت صدور الكتاب أبحث بإلحاح عن ترجمات لكتاب سوريين فلا أجد .. لماذا لايحظى الكتاب السوري باهتمام المترجمين لماذا هناك اصرار مقصود على عزلته . لاأنسى يوم التقيت بمستشرقة ألمانية في مكتبة ابن سينا وأبدت اعجابها بروايتي امرأة من طابقين ثم سألتني عن الكاتب الذي كتب قصر المطر فقلت لها انه كاتب سوري وموهوب وتشجعت وسألتها لم لاتفكر ينبترجمة الروايتين حاولت التملص من الجواب وأمام اصراري قالت مازجة المزح بالجد : ربما لأنكما من سورية. جواب أحسسته كطعنة في قلبي, لكنه كشف لي كثيراً من الخفايا وقدم لي أجوبة لتساؤلاتي القلقة عن عزلة الأدب السوري... إذا هذه العزلة مقصودة, إنها نوع من الضغوط على سورية وأظن أن أقصى عزلة هي عزلة الأدب , خاصة أننا نعيش عصر العولمة حيث انهارت الحواجز بين البلدان وصرنا نقرأ الأدب لكل شعوب العالم عن طريق الترجمات.... إن الترجمة هي الثورة الحقيقية في عصرنا ,وحين يتم تجاهل الأدب السوري ولايشعر أحد بواجب ترجمته ليصل الى العالم , ويؤثر ويعبر عن ذاته فهذا يشبه وأد انسان حي... وفي الفترة الاخيرة لاحظت اضافة للعزلة المقصودة على الادب ان هناك محاولات لتشويهه, فنجد برامج ادبية في بعض الفضائيات تصف الادب السوري انه أدب مؤدلج أي أدب تخنقه الايديولوجيات حتى أن أحد النقاد حين التقيته مرة في تونس قال لي قصص الحب في الأدب السوري مفتعلة وكلها يدخل فيها الحزب عجبت من رأيه وطلبت إليه أن يعطيني أمثلة لكن جوابه كان ضحكة طويلة أحس بالظلم والحزن لعزلة الأدب السوري خاصة حين يقول لي البعض ان واجب الكاتب ان يرّوج لنفسه كما لو أن الكاتب تاجر يعرض بضاعته... ليس من واجب الكاتب ولا يليق به ان يفتش عن مترجمين ثم أين هم هؤلاء المترجمين?.. قرأت منذ فترة في أحد الصحف اللبنانية أن مترجمة سويسرية بقيت في بيروت لمدة شهر كي تلتقي أدباء لبنانيين وتطلع على انتاجهم لماذا لم تأتِ إلى سورية للقاء الأدباء السوريين. لايمكنني أخيرا سوى التوجه الى الجهات الرسمية تحديدا وزارة الثقافة واتحاد الكتاب العرب لانهما مسؤولان عن فك الحصار عن الأدب السوري والسعي لإيصاله إلى العالم كي يعبر عن نفسه ويعرف كي تكسر العزلة الثقافية خاصة ان هناك الكثير من الاعمال المشرفة والتي تستحق ان تجوب العالم مثل الباذنجانة الزرقاء. |
|