تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قبل الشارع..

معاً على الطريق
الاربعاء 22/11/2006
غسان الشامي

على الرصيف :

ما يغيظ الكثيرين طول الانتظار في البيت أو العمل قبل النزول إلى الشارع لإسقاط الحكومة السنيورية..,لا بل إن البعض رأى أن السيد حسن نصرالله تحديداَ قد ( تخّنها) بطول باله وأناته وصبره, وكذلك ميشيل عون وبقية المعارضة, فما دامت الأمور مكشوفة إلى هذا الحد, وما دامت (حكومة فيلتمان) تتنكر بأسماء لبنانية, وقد فعلت ما فعلته طيلة الشهور الفائتة فإن المواطن ( مرعي) يقول (منين نجيب الصبر), خاصة وأن كثيرين قد احمرّت أعينهم وازرقت أوداجهم من طول بلعوم وزراء حزب الله وحركة أمل في هذه الحكومة...‏

استوى الرّز..يقول الجالس على الشرفة فوق الشارع العريض,..لكن الأمر يحتاج إلى تكتيك وعدّة لوجستية حتى يكتمل النقل بالزعرور, فالمهم أننا نريد أن نبني وطناً مع هؤلاء.. يا أخي رحم الله أنطون سعادة عندما قال إننا نقاتلهم كي ننتصر بهم لا عليهم, لكنهم عُمي في غيّهم.. يتمخطرون, فهؤلاء المنكبّون على بولتون ورايس قبلات وابتسامات حسموا خياراتهم من زمان بعيد...‏

على الناصية:‏

وقتما بكى السنيورة أمام وزراء الخارجية العرب للمرة الأولى عندما جاء على ذ كر أطفال قانا,قلت لا بأس فأشلاء الأطفال تبكي مقالع الصخور, لكن عندما أجهش ( حلوة كلمة أجهش.. إنها مثل تجشّم وعثاء السفر..تجعلانك تحكّ جلدك وتفرك عينيك) عند ذكر العروبة, مؤكدا أنه يعود في أرومته إلى القحاطنة, وأنه لا يحتاج إلى فحص دم لتأكيد عروبيته, قلت يا صبي مش وقتها.. يعني أزاحنا الرجل بالأيام التي قضاها في حركة القوميين العرب, وعلينا تحمّل نتائج عدّة اجتماعات حضرها إلى دهر الداهرين.. آمين, فالانتماء لا يحتاج إلى إجهاش بل إلى انتعاش, لكن بعض الظن إثم, فلربما ولكأنما انهمرت على الزلمة مزن العواطف بعد زمان مديد من لغة الأرقام والضرائب والديون وسندات الخزينة التي أبكت اللبنانيين الذين لم يولدوا بعد بأكثر من أربعين مليار دولار دين خارجي...‏

لعل وعشى (مقصودة).., لكن منذ هبوط السنيورة في السراي الكبير جرفونا بعروبته وبأنه ( رجل دولة) وبأنه لا يحتاج إلى فحص دم, حتى وصلنا إلى ما نحن عليه من بحبوحة ووحدة وحرية وتقريظ من بوش وبلير..يا أخي هؤلاء يحتاجون إلى فحص بول أيضاً..قبل أن يرددوا إن الحكومة باقية باقية باقية..مع قلب القاف إلى كاف على لكنةِ..كارلوس إده.‏

على الكوع:‏

بربكم أوليس وزير الوكالة الدولية للطاقة الأكثرية أحمد فتفت وصفة?! لا تتعجبوا فهو دكتور, ففي كل مفصل خطير يتنطح الرجل للرد,يساعده صوت ناعم وأوراق يتأبطها وتلفزيونات موالية, إنه جاهز عدّة وعتادا..‏

هل سمعتم بتبريره لما حصل في ثكنة مرجعيون,عندما أخذ بصدره ونياشينه مقارعة الإسرائيلي وصولا لحفلة الشاي المعروفة..أو عندما فاجأته(أواكسه ) بشاحنات الخضار التي تحوّل الخيار فيها إلى كلاشينكوف.وصولا إلى خلاصاته القانونية الممتازة بأنه لا يمكن نزع السلاح الفردي من أيدي اللبنانيين ما دام حزب الله يملك..سلاحا!!.‏

لكن أهم ما في الأمر أن الوزير الوكيل تنطح للرد على السيد حسن,متهما إياه بالتجني..,داعياَ إلى مناظرة بينهما لتفنيد كلام السيد..يا أخي أين تريد المناظرة قرب الشاحنات على الحدود مع سورية أو في استديو مرجعيون..للبث المباشر...‏

في الشارع:‏

(مرعي) نزل إلى الشارع منذ خمسة عشر شهراَ ولم يعد,وقد طلع دينه منكم, فإن لم تنزلوا سيسقط حكومة شارل رزق وحده..وعظّم الله أجركم.‏

اغتيال:‏

قبل أن أرسل هذا المقال.. وفي عز بعد الظهيرة,نزل مسلحون من سيارتهم واغتالوا وزير الصناعة بيار أمين الجميل, وهو خارج من واجب عزاء, وركب المجهولون سياراتهم وولوا الأدبار,ولا أمن ولا من يستأمنون مطيحين بالسلم الأهلي..لكن ورثة خبرة ميليس من الحريري الابن حتى أبو فاعور كانوا يعرفون القاتل..فاتهموا دمشق... وللحديث صلة.كما الموت في لبنان.‏

ghassanshami@gmail.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية