تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بعد 25 عاماً .. عودة العلاقات الدبلوماسية السورية - العراقية.. المعلم: سورية تخاطب شعب العراق بكل مكوناته.. زيباري: إرادة عراقية سورية صرفة

بغداد
سانا - الثورة
الصفحة الاولى
الاربعاء 22/11/2006
وقع السيد وليد المعلم وزير الخارجية ونظيره العراقي هوشيار زيباري في بغداد صباح أمس على اعلان استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الشقيقين.

وجاء في الاعلان ان حكومة الجمهورية العربية السورية وحكومة جمهورية العراق وانطلاقا من رغبتيهما في توثيق الصلة الاخوية بين الشعبين الشقيقين على اساس المساواة والاحترام المتبادل للسيادة الوطنية والاستقلال ووفقا لمبادئ واهداف ميثاق الامم المتحدة وجامعة الدول العربية واتفاقية فيينا الخاصة بالعلاقات الدبلوماسية فقد قررتا استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الشقيقين على مستوى السفراء اعتبارا من تاريخ التوقيع على هذا الاعلان.‏

وسيتم تسمية السفراء لكلا البلدين في القريب العاجل.‏

واكدت سورية والعراق في نص الاعلان رغبتيهما بان يكون استئناف هذه العلاقات فاتحة مرحلة من التعاون البناء بين البلدين الشقيقين والجارين في المجالات كافة وبما يخدم شعبي البلدين ويعزز وحدة العمل العربي المشترك وتأكيداً على ما تم ذكره فقد قام وزيرا خارجية البلدين المخولان من حكومتيهما بالتوقيع على هذا الاعلان باللغة العربية.‏

وعقد السيد وليد المعلم وزير الخارجية والسيد هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي صباح أمس في بغداد مؤتمرا صحفيا مشتركا في ختام زيارة المعلم لبغداد جرى خلاله الاعلان عن توقيع الاتفاقية بعودة العلاقات الدبلوماسية السورية العراقية بعد انقطاع دام حوالي ربع قرن.‏

وقال زيباري ان هذه الخطوة سوف تعقبها اجراءات عملية وفعلية للتواصل والحوار المستمر وان العراق اكد خلال المحادثات على حاجة العراق وشعبه الى تعاون جاد وبناء في مجال التعاون والتنسيق الامني من خلال لجان امنية متخصصة ومشتركة لوضع الآليات المطلوبة لافتا إلى ان الضرورة تقتضي ايضا تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية ومعالجة القضايا العالقة بين البلدين واستكشاف مجالات التعاون الواسعة في كافة القطاعات التي تخدم مصلحة البلدين والشعبين.‏

واضاف زيباري انه جرت حوارات ومناقشات واضحة وصريحة واخوية اكد خلالها القادة العراقيون ترحيبهم بالزيارة وبمبادرة حسن النية السورية في هذا الوقت بالذات وانها سوف تكون فاتحة خير لعهد جديد في العلاقات بين البلدين.‏

وقال الوزير العراقي انه تم الاتفاق على العمل معا بخطى مدروسة وهادئة ولكن جادة وبشكل تصاعدي للوصول إلى افضل علاقات بين الشعبين الشقيقين واضاف انه لايمكن حل كل المشاكل دفعة واحدة ولكن هذه الزيارة فتحت الطريق وارسلت رسائل ايجابية إلى الشعب العراقي والى دول المنطقة والدول العربية والى الاسرة الدولية وانها ارسلت للاشقاء في الدول العربية رسالة مهمة هي اننا في العراق أسياد قراراتنا ومواقفنا وان مصالحنا الوطنية تحتل الاولوية لدينا.‏

وقال ان الزيارة حظيت باهتمام سياسي واعلامي عالمي واقليمي وعربي كبير واكد انها لم تتحقق بارادة خارجية بل هي ارادة عراقية سورية صرفة مضيفا ان العراق لاتنقصه الرغبة والارادة للتواصل والتفاعل المستمرين مع جميع جيرانه.‏

ومن جهته قال المعلم انه يتفق مع ما أوجزه نظيره العراقي عن نتائج هذه الزيارة التاريخية موجها الشكر العميق للرئيس العراقي جلال الطالباني الذي رعى شخصيا وتابع الزيارة كما وجه الشكر إلى كافة الرسميين والقادة العراقيين الذين اجتمع بهم.‏

وسئل الوزير زيباري عن صحة مايطرح عن عقد قمة ايرانية عراقية سورية فقال انه لم يتقرر اي اجتماع قمة ثلاثي وان الرئيس العراقي سيزور طهران بدعوة من الرئيس الايراني كما انه تلقى دعوة رسمية من خلال الوزير المعلم لزيارة سورية وهو يأمل ان يتمكن من تلبيتها في اقرب فرصة.‏

وردا على سؤال اكد الوزير المعلم على انه تم الاتفاق على تشكيل فرق عمل مشتركة متخصصة سوف تبحث كل الامور وقال الوزير زيباري ان اللقاءات العراقية السورية خلال الزيارة شملت كافة الجوانب وتم بحث الامور بصراحة ومودة بهدف ايجاد الوسائل والآليات لمعالجة الهواجس والشكاوى المتبادلة بهدف تعزيز العلاقات بين البلدين.‏

وقال الوزير المعلم ان مانريد ان نبنيه من خلال هذه الزيارة هو آلية التعاون المستقبلي في كل المجالات وطالما ان القرارات السياسية واضحة فانا امل ان تسير الامور بين المختصين في البلدين سيراً حسناً.‏

وبدوره قال زيباري ان اعلان عودة العلاقات الدبلوماسية الكاملة هو خطوة أولى وقد تم بحث امكانيات وسبل التعاون الاقتصادي والتجاري وحتى في مجال النفط والمياه والتجارة البينية.‏

ونبه الوزير المعلم ردا على سؤال انه لايسأل اي مسؤول في العراق عن انتمائه المذهبي او العرقي وان سورية بلد قومي علماني وهي تخاطب من خلال المسؤولين العراقيين شعب العراق بكل مكوناته واضاف ان مصالح الشعبين الشقيقين تتطلب اعادة الدم إلى شرايين العلاقات بينهما وقال في معرض سؤال آخر ان سورية تدعم العملية السياسية الجارية في العراق وتقف ضد اي جهد لتخريبها لان البديل عن العملية السياسية خطير على العراق وعلى المنطقة.‏

ورحب الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى باتفاق سورية والعراق على استئناف العلاقات بينهما.‏

وقال في بيان هذه الخطوة ستعزز التعاون بين البلدين الشقيقين بالاضافة الى ما تحققه من دعم التواصل مع الشعب العراقي والتشاور مع حكومته وقواه السياسية.‏

واضاف ان القرار يعتبر تنفيذاً لقرار القمة العربية الاخيرة في الخرطوم.‏

من جانبه رحب الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي أكمل الدين احسان أوغلو بقرار سورية استئناف علاقاتها الدبلوماسية مع العراق منوها بالزيارة المتميزة التي قام بها السيد وليد المعلم وزير الخارجية إلى بغداد.‏

ورأى أوغلو في بيان صحفي أمس ان زيارة الوزير المعلم مبادرة ايجابية وتأتي في وقتها المناسب معربا عن أمله في ان تسهم اسهاما فعليا في تحقيق سلم واستقرار دائمين في العراق وفي المنطقة برمتها وحث المجتمع الدولي على تقديم دعمه القوي لمبادرات من هذا القبيل.‏

وجدد اوغلو دعمه المستمر والقوي لجميع الجهود الرامية إلى تسوية الوضع المتفجر في العراق مؤكدا استعداد منظمة المؤتمر الاسلامي للاضطلاع بأي دور في العراق الذي يعتبر من أهم اعضاء المنظمة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية