|
أبجد هوز نرى ونعيش سلسلة مخيفة لا تنقطع من أمراض الشتاء ومنها (الكريب) هذا الفيروس المزعج الذي لا يرحل عن أجسادنا حتى يترك أثراً عميقاً يمتد لأشهر.. سعال وضيق نفس يتفوق على ضيق مادي لم تسمع به أمهاتنا وجداتنا من قبل..!! أولئك اللواتي كنّ يواجهن أي مرض بحبة أسبرين و كأس شاي ساخن.. وغطاء ثقيل حتى التعرق.. وفي أغلب الحالات كان المريض ينهض كالحصان في غضون ساعات دون الحاجة لإبرة أو حتى لـ (كريب ستوب)..!! اليوم (إبرة الكريب) قد تكون الحل السحري السنوي (مع أني لا أحبذها كثيراً) لمشكلة الكريب الذي أصبح في زماننا رفيقاً ثقيلاً ومزعجاً قد تندم لرفقته شهوراً طويلة. أمهاتنا وجداتنا الصابرات اللاتي درسن الطب في كليات الحياة وشظف العيش.. كن خبيرات مثل دكتور أمراض صدرية زميل للجامعات الغربية. وكانت أمهاتنا وجداتنا كذلك بارعات كأي دكتور أمراض باطنية متخرج من أفضل الجامعات.. حين كن يواجهن المغص وآلام البطن الحادة للكبار والصغار بأعشاب مثل الترياق.. ولا أنسى أبداً النعناع الأخضر البلدي الذي كان يشرب أنقى المياه خلافاً لأيامنا هذه.. و(الميرمية) الأم الحنون التي كانت وما زالت تنتظر دون ملل في المطبخ وتعيننا دوماً على المغص المفاجئ... و(الزعتر البري) الذي يقطع دابر السعال...ووو أيام زمان كانت فيه بركة وعفوية وشفاء تبخرت معظمها لما ابتلينا بأمراض العصر المستعصية التي داهمت عقول وأفئدة البعض وسلوكياتهم خصوصاً الإنسانية والاقتصادية والمؤسساتية حتى أصبحت (كريب) آخر متعدد الأشكال والقسوة يصيب المواطنين.. وطبعاً لا يوجد لقاح لهذا (الكريب) حتى الآن.. ولا حتى (كريب ستوب)...!!! |
|