تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مشاكسات .. نقد النقد ..

فنون
الاثنين 21-10-2013
 فؤاد مسعد

دائماً أنت تابع لأحد ما ، قد لا تعرف من هو ولكنك تتبع له شئت أم أبيت، أو أنك من (جماعته) أو تترجم أفكاره أو لديك مصلحة معه ..

إنه سيل من الاتهامات الجاهزة للانطلاق ما أن تفصح عن رأي أو تتوجه بالنقد لفكرة جاءت في عمل أحدهم ما لم يرق له ما قلت ، وعلى الطرف الآخر ستكون إما صديقاً لفلان أو محابياً لعلتان لأنك تحدثت عن ملمح إيجابي أتى في عمله ، وفي كلتا الحالتين ستكون مُدان ولا رأي لك وقد جافيت الموضوعية ، فقط لأنك كنت لسان حال نفسك ورفضت أن تكون مجرد ببغاء لمدعين .. للأسف هذه ثقافة العديد ممن يمتهنون العمل الإبداعي لدينا ، هذه الثقافة التي يحاولون تجييرها على كل شيء في حياتهم .‏

أذكر أن إعلامية كتبت مادة تحليلية تتعلق بعمل فنان ، فقام بالتفتيش عن رقم هاتفها ليتصل بها ويشكرها على إشارتها إلى أمور فيما كتبت لم يشر إليها أحد من قبل .. أسوق هذا المثال لأقول أن العلاقة إما أن تكون تكاملية هدفها واحد وهو محاولة السير بدرامانا وابداعنا ليكون في المقدمة دائماً ، أو أن نقص أصابع بعضنا البعض ولا نسمع إلا صوتنا وصوت من نريد ، وأي صوت مخالف فهو لغاية ولا يخدم العملية الإنتاجية !..‏

إنها دعوة للجميع للخروج من هذا النفق الساذج الذي يؤطر الكثيرون من خلاله الحالة الإبداعية وينظرون إليها من هذه الزاوية ، افتحوا أعينكم وآذانكم فقد دخلت الدراما السورية في الموسم الأخير تحدٍ كبير ونجحت فيه ، على الأقل من ناحية القدرة على تصوير عدد لا بأس به من الأعمال ، فدعونا نخرج من هذه القوقعة لنحتفي بدرامانا وبالمكانة التي وصلت إليها رغم كل ما حيك ضدها ، افتح اذنك الأخرى التي تستمع بها للناس وليس لمن حولك أو لأعدائك أو لأصدقائك ، استمع لمن لا يعرفونك ويرون عملك بتجرد لأنهم الأصدق ، دعونا نشد على أيادي بعضنا بعضاً بحب لنعكس هذا الحب في أعمالنا .. لنبقى في المقدمة في كل شيء حتى في علاقاتنا المهنية .‏

fmassad@scs-net.org

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية