تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عجز أم انغلاق..!

رؤية
الاثنين 21-10-2013
 سعاد زاهر

ان لم نمتلك وعينا الفردي الخاص... المنفتح على الآخر...

ان لم نحارب انعزالنا وتقوقع ذواتنا.. وان لم يرتق وعينا...‏

كيف سنتحاور... كل يريد اقناع الآخر بفكرته.. كل يتمسك بها.. لايسمع سوى صدى صوته.. وكأنه ترتيلات مقدسة!‏

أي حوار وكل منا يمتلك يقينه... أي حوار... ونحن في هذا العصر المنفتح نعجز حتى عن سماع اوتقبل فكرة مغايرة...‏

لم نستطع حتى الآن تأسيس ثقافة.. تعترف بالآخر، يزداد حتى على المستوى الفردي، الرغبة بنفي الآخر، بالتقليل من شانه... ولو تم الغاؤه.. لكان الحال أفضل...‏

حين نتحاور مع الآخر.. نركز على نقاط الاختلاف، نبتعد عن المشترك، أو نلغيه...‏

لازلنا حتى الآن نحاول محاورة وفهم الآخر.. منطلقين من ذاتنا، فنعجز.. لاعتمادنا على مفردات شخصية، بينما منطق فهم الآخران يكون... كما يفهم الآخر فكره، ويعبر به عن نفسه..‏

نحاور لنثبت اننا الاقوى.. والاصح.. لانقبل الاختلاف.. ثقافة الاختلاف حتى الآن مفقودة لدينا...‏

حوارنا، يبدو فيه المرء وكأنه يتحاور مع ذاته... لانتحاور لنصل الى حلول، لنفهم ماكان خافيا.. لنطلع على مكنونات الآخر... لنصل الى نتائج تجعلنا نرتقي بمجتمعاتنا... لانعتمد على مبادئ منطقية... الحوارات لدينا محكومة بالفشل، تركز على موقفنا ممن يقول الرأي.. لا الرأي نفسه... يتحول اختلافنا في الحوار الى تعصب... وكره... ونعود دائما للدائرة نفسها!‏

حوارنا يفرق ولايجمع... ينظر اليه كل فريق.. على انه فرصة للانتصار على الآخر... نركز فيه على التفاصيل، وعلى الاشياء الهامشية لنغرق في دوامتها... منقلبين على الآخر.. تاركين القضايا الكبرى.. ومتخلين عن مبدأ حق الاختلاف...‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية