|
عن موقع : Voltairenet وتتزعمهم حالياً سامنثا باور . وإن كان المحافظون الجدد في الأساس صحفيين تروتسكيين يهود يهدفون إلى تحقيق الثورة العالمية في الديمقراطية , فإن الليبراليين هم بشكل عام صحفيين يتمسكون بالأخلاق , ومرتبطون بإسرائيل يزعمون هدفهم تمكين أمريكا من حماية السكان المدنيين من حكوماتهم . وفي كلا الحالتين , الجانبين يعززون فكرة التدخل الأميركي . وبالتالي فإن الرئيس باراك اوباما , وخلال فترة رئاسته الأولى ابتعد شكلياً عن السياسة الخارجية والعسكرية لسلفه جورج بوش , وأعطى انطباعاً أن الولايات المتحدة لا ترغب بأن تكون ( شرطي العالم ) وأنها تنوي تنفيذ انسحاب عسكري من أفغانستان وأماكن أخرى , بغية التركيز على مشاكلها الداخلية . على هذا النحو نشأ ما يعرف باسم ( عقيدة اوباما ) وعلى الرغم من ذلك لم يختف مفهوم الحرب من جدول أعمال إدارة اوباما . وتبين لنا ذلك من خلال الحرب على ليبيا التي شنها عام 2011 حلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة عبر ضربات جوية وبحرية هائلة وقوى مدعومة ومتسللة من الخارج . وفي مطلع فترة رئاسته الثانية صرح الرئيس الأميركي أن « الولايات المتحدة ستقلب الصفحة » . ولكن الصفحة التالية كانت أيضاً صفحة حروب . تعتمد الاستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة القائمة على أساس استخدام قوات أكثر مرونة وجاهزة على الانتشار السريع ومجهزة بنظم تسلح وتكنولوجية رفيعة على نحو متزايد . وتعتمد في نفس الوقت على الاستخدام الأكبر للاستخبارات والقوات الخاصة . والطريقة الجديدة لشن الحرب تقضي بشن هجوم مفتوح يرافقه عمل تغطية من أجل تقويض وتخريب البلاد من الداخل , على نحو ما حدث في ليبيا وما يحدث الآن في سورية , من خلال تسليح وتدريب ( مجموعات مسلحة) والغالبية العظمى منهم غير سوريين وعدد منهم ينتمون إلى مجموعات إسلامية تعتبر إرهابية. وفي نفس الوقت يحدد الرئيس اوباما ( استراتيجيته الجديدة في الحرب على الإرهاب ) ويسميها ( حرب غير محدودة ضد الرعب ) وقد تحولت تلك الحرب إلى سلسلة من ( الأعمال القاتلة المستهدفة ) من أجل ( تفكيك شبكات محددة من المتطرفين الخطيرين الذين يهددون أمريكا ) ويتم استخدام طائرات بدون طيار في تلك العمليات , حيث يعتبر استخدامها مشروعاً لأن الولايات المتحدة تخوض ( حرباً عادلة ودفاعاً عن النفس ) وضمن هذا السياق يواصل الرئيس الديمقراطي اوباما , الذي صور نفسه على أنه ( من الحمائم ) - وحصل على جائزة نوبل في السلام -السير وفق استراتيجية الجمهوري جورج بوش ( الصقر ) الداعم الشرس للتدخل العسكري . والسؤال الذي يطرح نفسه هو : كيف يتم تبرير هذا التحول ؟ في كتابها الذي اشتهرت فيه توسعت سامنثا باور في النظرية القانونية التي طرحها الأميركي من أصل بولوني رافائيل ليمكنز , مخترع كلمة إبادة جماعية والمستشار لدى محكمة نورنبرغ . علماً أن باور , المدرسة السابقة في جامعة هارفارد والحاصلة على جائزة بوليتزر عن كتابها الذي أفادتنا فيه بنظرية (مسؤولية الحماية ) ظهرت على الساحة من خلاله , تعود بالولايات المتحدة إلى عصر الإبادات الجماعية . وقد تدرجت سامنثا باور في مناصبها , حيث بدأت العمل في مجلس الأمن القومي ( الهيئة التي تضم أبرز قادة الجيش والاستخبارات , إلى جانب مهمتها كمستشار للرئيس في مجال السياسة الخارجية والعسكرية ) ومن ثم عينها الرئيس اوباما في منصب لجنة منع الأعمال الوحشية الجديد . والآن تشغل باور منصب سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة . كما وتعتبر المهندس الرئيسي للحملة التي حضرت الأرضية لشن الحرب على ليبيا , عبر تصويرها أنها حرب لا بد منها من أجل وضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان . كما وأنها هي نفسها التي تضغط من أجل نفس الدافع لكي تهاجم الولايات المتحدة سورية . وتظهر دون شك أيادي سامنثا باور في خطاب الرئيس اوباما الذي ألقاه في الأمم المتحدة , ولا سيما حين أكد أنه وبالنظر إلى الخطر الكامن في منطقة الشرق الأوسط ودول شمال أفريقيا فإن « الخطر على العالم ليس هو خطر الولايات المتحدة الساعية إلى التدخل في شؤون الدول الأخرى « وإنما « الولايات المتحدة يمكنها الانسحاب وفك ارتباطها وتخلق من جراء ذلك فراغ الزعامة الذي لا يمكن لأحد أن يسده .» وعلى هذا النحو فإن الولايات المتحدة ترفع راية حق التدخل العسكري في أي مكان ليس من أجل مصالها الخاصة وإنما لأنها تحمل على عاتقها مسؤولية وهي « مسؤولية الحماية ». |
|