تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


اعترافات متأخرة!!

حدث وتعليق
الاثنين 21-10-2013
أحمد حمادة

على مدى سنوات وعقود طويلة نشرت الولايات المتحدة الفوضى الخلاقة والحروب والارهاب باسم مكافحة الارهاب والتدخل الانساني وحماية الشعوب

والحفاظ على حقوق الانسان، وقتلت وشردت الملايين في أكثر من بلد أميركي لاتيني وآسيوي وأفريقي.‏

وإذا كان غزو العراق يمثل الصورة الفاقعة لتلك السياسات العدوانية التي اعتمدتها واشنطن في العقد الأخير فإن نتائج ذلك الغزو المدمر لهذا البلد العربي ستظل لعنة تلاحق أميركا إلى نهاية التاريخ وتكذِّب أبواقها الاعلامية التي تدعي زوراً وبهتاناً أنها خلصت الشعب العراقي من الديكتاتورية وأحلت الحرية والديمقراطية في ربوعه.‏

فبعد اعترافها بتدمير مؤسساته وحل جيشه الوطني وجلب القاعدة إلى أراضيه هاهي المؤسسات الأميركية تعترف وتقر بقتل أكثر من نصف مليون مدني عراقي خلال الغزو وبعده لكن المفارقة الصارخة والمريرة أن هذه الاعترافات الأميركية سواء أكانت من قبل الجامعات أوالمؤسسات البحثية أو حتى من قبل مسؤولين سابقين لا يراها العالم إلا بعد حصول الكارثة وتدمير الشعوب وقتل أبنائها.‏

فكم من الوثائق والأوراق المهمة ستكشفها الأيام عن قتل أميركا لآلاف السوريين والليبيين والمصريين واليمنيين والصوماليين والتونسيين والأفغان وعن تدمير دول واعادتها إلى الخلف عشرات ومئات السنين ولكن بعد فوات الأوان وتحقيق أميركا لمصالحها ومصالح ربيبتها اسرائيل في المنطقة!!.‏

وكم سيمضي من الزمن ليكتشف العالم أن أميركا خدعته كثيراً حين تحدثت عن الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان وانقاذ البشرية من المجاعات والديون وغيرها من العناوين البراقة التي تتاجر بها لتحقيق أهدافها ومصالح شركاتها الاحتكارية التي تمتص دماء الشعوب وتسرق ثرواتها وعرق جبينها؟!.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية