تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مشروع تمكين المرأة الريفية : قصص واقعية نقلت الأسرة من حالة العوز الى الاكتفاء

اقتصاد الأسرة
الاثنين 21-10-2013
وفاء فرج

استطاع مشروع تنمية المرأة الريفية الذي تشرف عليه وزارة الزراعة أن يحقق بعض النجاحات من خلال ما قدمه للمرأة في المناطق الأكثر فقرا من قروض ميسرة لإقامة مشروعات صغيرة

تستطيع من خلالها تحقيق عائد مادي يساعدها في تامين جزء من دخلها الأسري ويمكنها من البقاء في مناطقها بدل من الهجرة إلى مناطق أخرى تحقق لها حياة أفضل وبالتالي يشكل ذلك عبئا اقتصاديا وسكانيا على هذه المناطق .‏

وقدم مشروع تنمية المرأة الريفية أمثلة لنا عن قصص نجاح حققها هذا المشروع بتدخله في هذه المناطق ومنها هذه القصة .فهناك في قرية نسيها الزمن في محافظة الرقة - قرية جعيدين -البعيدة الواقعة في قلب الجفاف في منطقة الاستقرار الخامسة حيث البادية وقلة الموارد والأمطار حيث الفقر والجوع والحرمان‏

كانت تعيش حميدة الضاحك البالغة من العمر (40) عاماً أنعم عليها الله بزوج فقير يعمل بالأجرة ويكسب قوته يوماً بيوم وقد رزقها الله أولادا كثراً الكبير منهم لا يتجاوز الثالثة عشرة من عمره والصغير منهم في عامه الثاني‏

وليس هناك من دخل ثابت لهذه الأسرة الكبيرة إلا قطرات المطر الشحيحة التي لم تعد تكفي لشرب البشر في تلك المنطقة التي نأى عنها خط المطر ونسي الناس وتركهم للفاقة والفقر.‏

وسط هذا الضيق والشح من كل شيء جاء إعلان وزارة الزراعة عن دورة تدريبية ستقيمها للنساء الريفيات في تلك القرية لتدريبهم حول كيفية تأسيس مشاريع صغيرة مدرة للدخل وبعدها سيتم إعطاؤهم قروضا يسددونها على عدة سنوات .‏

وقد جاء الفرج لحميدة هذا ما كانت تحلم به وتريده وسارعت لحضور هذه الدورة وقررت بينها وبين نفسها أن لا تضيع هذه الفرصة من يدها وقالت بقرارة نفسها سأتقدم إلى المصرف لأحصل على هذا القرض وسوف أؤسس مشروعاً صغيراً وأعمل مهما كانت الظروف لأصنع مستقبلا جديدا لأولادي واستطاعت أن تحصل على قرض قيمته (100) ألف ليرة سورية وقامت بتجهيز المحل وشراء البضائع لإنشاء محل بقالية لبيع المواد التموينية والغذائية المختلفة في القرية.‏

وأخذت تبيع البضائع والمواد الغذائية لأهالي القرية وتحقق الربح يوماً بعد يوم مع ازدياد الطلب من الزبائن لمعاملتها الحسنة وطريقتها الجيدة في التعامل مع أهل القرية وازداد عليها الخير وتغير وضع الأسرة إلى الأحسن وفي الوقت نفسه سددت الأقساط المتوجبة عليها للمصرف الزراعي .‏

واتسعت فسحة الأمل وتحول الشعاع إلى ضياء ملأ قلوب الأسرة بالفرح والبهجة فقد تغيرت حياتهم وأصبحوا يشعرون بطعم جديد للحياة مما حققوه من ربح.‏

وكان أشد الناس فرحاً حميدة تلك الفلاحة البسيطة التي أحست بكيانها وقيمتها وسط أسرتها ومجتمعها واجتاحها شعور عظيم بالثقة والقوة حيث استطاعت أيضاً أن تشتري سيارة وحصلت على شهادة سوق خاصة بها وبدأ ت تعمل بمساعدة زوجها على هذه السيارة في تلبية طلبات أهل القرية في التنقل إلى المدينة أو في حالات الإسعافات نظراً لبعد القرية عن الخدمات الصحية وعن مراكز المدن وبذلك حققت النجاح وكبر مشروعها كما كانت تطمح وتتمنى وهي تشعر بالفخر والحماس لما حققته من تغير ودائمة الشكر والامتنان لكل من ساهم في إعطائها هذه الفرصة العظيمة.ث‏

ونجاح آخر‏

إن كل من يعرف المواطنة تماضر محمد البالغة من العمر 30 عاماً يعجب لأمرها ولتبدل حالها فالجميع يتذكرون كيف كانت تعيش في غرفة صغيرة وسط دار صغيرة مع أسرة كبيرة في قرية الهزة التابعة لمحافظة حمص وهي أصلاً جامعية ولكن لم تستطع الحصول على فرصة عمل في هذه الظروف وزوجها عامل بالأجرة عند الناس كادح لا يكاد يسد رمقه ولا يُحصّل رزق زوجته وقوت أولاده ناهيك عن الحاجات المحدودة للأسرة من كساء وغذاء وأمور ضرورية وغيرها .‏

ويسطع شعاع الأمل من بين غيوم الهموم بعد أن عزت غيوم الشتاء وانقطع المطر فقد أعلن في القرية عن دورة تأهيل وتدريب للمرأة الريفية حول كيفية تأسيس المشاريع الصغيرة المدرة للدخل تأخذ بيدها وتساعدها على دهرها الصعب وتوفر لها عملاً منتجاً يضمن لها مساعدة الأسرة ويرفع عن كاهلها ثقل الحاجات والفقر والحرمان .‏

وتحمست تماضر للدورة وملأت الاستمارة الخاصة بالالتحاق بها وتابعت أيامها العشرة بكل نشاط وتفاؤل ولم تغب يوماً واحداً عنها وقررت بينها وبين نفسها أن تصنع شيئاً لمستقبلها ومستقبل أسرتها وصممت على العمل مهما كانت الظروف وجاءت الفرصة تسعى بين يديها فقد عرض عليها قرضاً من مشروع التمكين والحد من الفقر على أن تدفع هذا القرض بالتقسيط خلال سنوات عديدة .‏

وحصلت على قرض قيمته 100ألف ليرة وبدأت به مشروعها الصغير والجديد وهو تصنيع ألبان واجبان وهي لديها خبرة في هذا المجال وأخذت بشراء الحليب من مربي الأبقار في القرية وتجميعه وتصنع الأجبان بكل أنواعها والألبان الشهية والدسمة .‏

وأخذت تبيع هذه المنتجات بأسعار مناسبة وازداد عدد زبائنها لحسن تعاملها ونظافة منتجاتها وتدفق الخير عليها سنة بعد سنة وتغير وضع الأسرة وشعروا بطعم للحياة جديد .مما حققوه من ربح من هذا المشروع .‏

وكم كانت فرحة تماضر عظيمة التي أحست بكيانها وقيمتها وسط أسرتها ومجتمعها فهي صاحبة المشروع الذي حسّن وضع الأسرة المادي وأضاف إليها دخلاً جديداً يؤمن حاجاتها الضرورية وهي وحدها المسؤولة عن نجاح المشروع وكلها أمل وتفاؤل أن يكبر ويزدهر ويزيد عطاؤه عطاءً وخيراً على بيتها وأسرتها .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية