|
شؤون سياسية فالعالم لايكره الولايات المتحدة لذاتها أو لأنها غنية وقوية بل لأنها دولة تستخدم سياسة الغطرسة والغرور والقوة والاستعلاء فالواقع إن الولايات المتحدة الأميركية لاصديق ولاحليف لها إلا الولايات المتحدة نفسها وإسرائيل، أما دول العالم الأخرى فهي أدوات تستغلها أو مزارع تستثمرها وإلا فهي من خصومها وأعدائها، إن العالم يدرك أن الولايات المتحدة لاتتحدث عن القانون إلا لخدمة مصالحها وأطماعها والتنكيل بخصومها وأعدائها. وقد ظنت أن العالم يخافها وسيظل يخافها وأنها تستطيع أن تملي على دوله وحكوماته كل ماتريد، ولكن ها هي تكتشف اليوم بنفسها أن العالم توضحت له الأمور شيئاً فشيئاً نتيجة لأفعالها المشينة ولطغيانها وتكبرها وبدأ يعبر عن كراهيته لها، لقد أرادت النخبة الحاكمة في الولايات المتحدة أن يكون القرن «الحادي والعشرون» قرناً أميركياً، ولكنه لن يكون بسبب وعي الشعوب ومقاومتها لكل الأعمال العدوانية والدفاع عن أوطانهم. إن أميركا اليوم تشهد موجة من الكره والعداء للتعبير عن الغضب والاحتجاج نحوها لم تشهدها سابقاً أي دولة نتيجة لعدم عقلانية قراراتها وطيشها السياسي والعسكري واحتلالها وتدميرها لعدد من الدول وبالأخص العراق وأفغانستان ولتدخلها في الشؤون الداخلية لكثير من الدول وخصوصاً الدول العربية وتآمرها وانحيازها إلى الكيان الصهيوني الغاصب للأراضي العربية المحتلة في فلسطين ولبنان والجولان إضافة إلى غض الطرف عن ممارسات إسرائيل الاحتلالية العنصرية التي لاتقيم أي وزن لأبسط قوانين حقوق الإنسان، إن الإدارات الأميركية المتعاقبة كانت ولاتزال تنفذ سياسة إسرائيلية في منطقتنا ولم تتعامل مع قضايا المنطقة إلا من خلال العين الإسرائيلية لاستكمال مشروعها الصهيوني الذي يستبيح الحقوق والأرض العربية، وكل ذلك يعبر عن سخط شعبي عارم وهو سخط لايقتصر على العرب فحسب بل يشمل جميع الشعوب في جميع القارات، إن الولايات المتحدة الأميركية صانعة الأزمات في معظم دول العالم. صحفي عراقي |
|