|
شؤون سياسية ومن هنا يمكن قياس النتائج التي أسفرت عنها السنة الماضية من عمر القضية العربية عموماً -الفلسطينية خصوصاً- لنخرج بما يؤلم من جهة وبما يجعلنا نعيد قراءة الماضي ونحدد المسارات المطلوبة (لحرق المراحل) وتعويض الخسارة، من جهة أخرى. لسنا في معرض عملية جلد الذات ولكننا في معرض قراءة ماحصل للقضية الفلسطينية بشكل خاص خلال العام الماضي- بعد قسم الرئيس أوباما- مثلاً- وبعد أن توقف (شكلا) صب أو سكب أو صهر الرصاص على الأهل في قطاع غزة. لقد مضى العام ولم تتحقق المصالحة الفلسطينية، وظللنا مقيدين أو مكبلين باشتراط (التوقيع) قبل اللقاء، والنكاية قبل النقاش وانتظار- لعل وعسى، أن تنبجس ظلمة الأيام والليالي عن (معجزة) تعيد الصواب إلى رؤوس المحتلين والغزاة والقتلة، فيكفوا- على الأقل، عن تهويد القدس، ودك المساكن على أهلها وحرق المزارع العربية المتبقية في الضفة، ومن ثم لعلهم يرفعون اليد عن عنق صنبور (الحياة) أو شريانها لتنز منه قطرات حياة تروي عروق مليون ونصف المليون من أهلنا المحاصرين في القطاع. نكتب (لغة الشعر)؟ أجل.. أو ليست السنة الماضية بمسطرة (الملاحم) التي تمتلئ بالمآسي وبالقتل، وبالعجز عن الإنجاز؟. نقرؤها سطراً وسطراً: فالعدو المحتل ومن معه يقولون (بحقهم) في استغلال الزمن من أجل خلق وقائع جديدة على الأرض، ويحرمون على المظلوم المقتلع من أرضه أو الذي يخضع لجبروت الاحتلال أن يقاوم- مع أن سنة الحياة أن يقاوم الإنسان محتلي وطنه وسالبي حريته وكرامته ومنتهكي عرضه أو أرضه. نتحدث عن المصالحة لنسد أفواه المتشدقين بأن (الطرف الفلسطيني) منقسم- وعليه لايمكن التقدم في عملية (السلام) أو التفاوض بشأنها دون وحدة الفلسطينيين وأيضاً يقال: كيف تفتح البوابات والانقسام هو سيد الموقف؟. حسن جداً: أليس من حقنا أيضاً أن نتساءل عن الفرق بين أوضاع أهلنا في الضفة الغربية وأوضاع أهلنا في القطاع «في الضفة هناك الاحتلال المباشر: لم يسلم من قمع الاحتلال حتى المنظمات الدولية التي نقوم بمهام المساعدات منذ عام 1967.. هذا الكلام باعتراف المحتلين في (هآرتس ليوم العشرين من كانون الثاني الجاري) -المحتلون يعتقلون (المطلوبين) من قلب رام الله- لكن لابأس فهؤلاء محتلون، السؤال هو لماذا أيضاً هناك أطراف أخرى تقوم بالاعتقالات في الضفة الغربية- بحجة (المحافظةعلى الأمن والنظام) وإنفاذ التزامات مقطوعة (على الضفة) في اتفاقيات مزقتها سرفات الدبابات الصهيونية وأحرقتها قنابل الفوسفور- على مشهد من عالم ساكت أو متواطئ أو مطاطئ الرأس أو منتظر. عام كامل- 365 يوماً بالتمام والكمال ولم تتقدم القضية الوطنية الفلسطينية خطوة واحدة إلى أمام حتى في ظل إنجاز (تقرير غولدستون) - وفي الوقت عينه لم يضيع المحتلون يوماً واحداً دون أن يشغلوه بالعمل على نهب الحق الفلسطيني- العربي-الإسلامي- الإنساني- ليس في القدس فقط بل في كل الأرض العربية التي احتلها الصهاينة في عام 1967 وقبلها أراضي عام 1948. المؤلم أننا أصبحنا لانغضب ولانستغرب أونندهش حين يقال- من بعضنا العربي والفلسطيني- إن عمر الصراع (الفلسطيني- الإسرائيلي) يقترب من الثالثة والأربعين سنة أهذا هو الإنجاز؟ أن نشطب على حقنا وعلى العمق الفعلي للقضية الفلسطينية: أي نذهب إلى الصمت حيال القول بتغيير الجغرافية والتاريخ معاً؟ المطلوب-في الأقل - أن تستعيد القضية وجهها الأصيل: إنها صراع العرب- بمشروعهم النبيل وحقهم المبين ضد الصهاينة بمشروعهم التدميري الاحتلالي المجرم. ليس من حقنا أن نعتب أو (ننتظر أونتأمل) خيراً من هذا أو ذاك الأميركي أو البريطاني أو الغريب الأوروبي- بل علينا أن نتصرف وفق إمكانياتنا الذاتية وبقوة إيماننا بحقوقنا المشروعة- فلسنا نمزق قوانين أو قرارات الأمم المتحدة حين نواصل المطالبة بطرد المحتلين وبحق العودة وبعروبة وفلسطينية القدس وبالجولان الحبيبة أو أي شبر من الأراضي اللبنانية المحتلة.. إنها جميعاً حقوق منصوص عليها في القانون الدولي وهناك قرارات دولية بشأنها ومعها بالطبع (حقنا المشروع) في مقاومة المحتلين بكل الوسائل وفي المقدم منها (السلاح). من القلب المتألم المتأمل نتمنى ألا يضيع أو نضّيع عاماً آخر من دون أن نتقدم نحو نيل حقوقنا ولو خطوة واحدة.. فالخطوة اليوم إنجاز مقارنة بالوقوف انتظاراً لمجهول قد لايأتي على الإطلاق. nawafabu lhaija@yahoo.com |
|