تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


احتياجات المسنين في ندوة ...الوقاية من الأمراض وتخفيف وطأة «أرذل العمر»!!

مجتمع
الأحد 24-1-2010
متابعة: ابتسام هيفا

الشيخوخة عملية بيولوجية طبيعية تخضع لها جميع الكائنات الحية وتبدأ في سن مبكرة من العمر وتستمر مدى الحياة وتترافق بتغيرات حيوية في أنسجة وأعضاء الجسم.

ولكن يمكن بالرعاية الخاصة إبطاؤها وتأخير ظهور التراجع في وظائف الجسم الحيوية ويمكن منع بعض أنواع الضعف والعجز لذلك يجب أن تبدأ رعاية المسنين في سن مبكرة لجني ثمارها في الستينات ولضمان الصحة والعافية والحيوية للمسنين‏

لقد أولت الجمهورية العربية السورية الاهتمام الكبير بفئة المسنين وبدأت بتطوير سياسة صحية واجتماعية شاملة للمحافظة على صحة المسن وتعزيزها, وما ذلك سوى استجابة ضرورية ومنطقية لزيادة نسبة وعدد الأشخاص البالغين من العمر 60 عاما فما فوق والذين سيتضاعف عددهم من 11 % في عام 2006 إلى 22 %بحلول 2050 حيث سيكون لأول مرة في تاريخ الإنسانية عدد المسنين اكبر من عدد الأطفال الذين هم دون سن14عاما».‏

وحول الاحتياجات الأساسية للمسنين أوضحت الدكتورة سمر ندور رئيسة صحة البالغين وكبار السن في وزارة الصحة- مديرية الرعاية الصحية المحافظة على صحة المسنين وتعزيزها من خلال محاضرة ألقتها على مدرج مشفى دمشق أمام عدد من الأطباء والمهتمين , أنه هناك سعي حثيث للوقاية من أمراض الشيخوخة ومنع أو تخفيف الضعف والعجز عن المسنين قدر ما أمكن وذلك بتأسيس عيادات نموذجية خاصة بالمسنين في مراكز المناطق المختارة في كل محافظة تكون التماس الأول للمسن مع المركز الصحي ويتم من خلالها تقديم الخدمات اللازمة ويجب أن تحوي هذه العيادات كافة المستلزمات الضرورية للعيادة.‏

ظاهرة تشيّخ الشعوب‏

إن هذه الظاهرة تعود لعدة أسباب أهمها انخفاض وفيات ما حول الولادة والتحول الديموغرافي من أمراض إنتانية إلى أمراض مزمنة إضافة إلى تناقص في معدلات الخصوبة الكلية ( تحديد النسل ).‏

و من خلال تطوير الأنظمة الصحية استجابة للتزايد السريع في أعداد المسنين يؤدي إلى رفع المستوى الاقتصادي والاجتماعي ما يساهم في تطور هذه البلدان. إضافة إلى تطوير فعالية وكفاية التداخلات الوقائية عن طريق الأنظمة الصحية ما يؤدي إلى رفع المستوى الصحي لهذه الفئة ويساهم في زيادة إنتاجية الأشخاص والعائلات ما ينعكس بحد ذاته على تطور هذه الدول.‏

احتياجات‏

أوضحت الدكتورة ندور أهمية الاحتياجات الجسمانية التي تتضمن:‏

السكن المناسب: يعيش المسنون في أغلب دول المنطقة مع أسرهم الممتدة وأفراد الأسرة هم الذين يقومون بالعناية بهم فهؤلاء متمتعون بالرعاية الأسرية الأساسية ، وهناك بعض المسنين في جميع المجتمعات ممن لا يملكون روابط أسرية ولا مصادر مادية فهم بحاجة إلى المسكن والرعاية.‏

ومن المهم أن تكون غرفة المسن مريحة، جيدة الإضاءة والتهوية، قريبة من الحمام والمرحاض مع توفر عناصر الأمان لمنع الحوادث داخلها ( فرش وأثاث غرفة المسن بسيط دون وجود ما يعيق تحرك المسن )، عدم وجود درج.‏

الصحة العامة‏

مثل إجراء الفحص الطبي الوقائي بصورة دورية، ومراقبة الضغط والوزن وإجراء بعض التحاليل المخبرية ( معايرة سكر الدم – الكولسترول – الشحوم الثلاثية والبولية الدموية وكرياتينين الدم والخضاب ) وفحص البول والبراز لكشف أي اضطراب صحي ومعالجته دون تأخير.‏

الخاصة: يعاني أغلب المسنين من أمراض عديدة تتطلب العلاج، هناك عدد من الأمراض يسهل علاجها ما يعود بالصحة والسعادة على المسنين مثل إجراء عملية الساد (الماء البيضاء في العين أو تعكر الجسم البللوري ) ويحتاج المسنون إلى تأمين الوسائل المساعدة على السمع وأطقم الأسنان وغيرها ويجب أن يكون العاملون الصحيون على وعي تام بهذه الاحتياجات لإرشاد المسنين إلى تلبيتها.‏

الحاجة إلى الرعاية‏

توضح الدكتورة ندور بأنه يحتاج بعض المسنين خاصة المتقدمون في السن إلى الرعاية المكثفة والمساعدة في الممارسات الضرورية اليومية مثل ( ارتداء الملابس – تناول الوجبات – استخدام دورات المياه – الاستحمام ) وغالباً ما تتولى الأسرة هذه المهمة إذا كان المسن يعيش ضمن أسرته وعندما يعيش الزوجان المسنان بمفردهما غالباً ما يتولى الشريك الأفضل صحة منهما القيام برعاية الآخر ,يوجد في كل مجتمع أشخاص مسنون يعانون من إعاقات جسمانية تجعلهم في حاجة للمساعدة في أداء أعمالهم اليومية وأنشطتهم الخارجية، وفي العديد من الدول يقوم المجتمع بتنظيم مجموعات من المتطوعين من الشباب والشابات للعمل والمساعدة في رعاية هؤلاء ويمكن للمجتمع أن يدبر دعماً مالياً من بعض المصادر لتشجيع المتطوعين.‏

مادية‏

يحتاج المسنون إلى المال لشراء الاحتياجات الأساسية ( طعام – لباس – دواء - أجهزة مساعدة …….الخ )‏

وقد أنشئت مؤسسات وبيوت رعاية للمسنين التي غالباً ما تدار من قبل المنظمات غير الحكومية والهيئات الدينية لسد هذه الحاجة، إضافة إلى ما تقوم به بعض الحكومات في بعض الدول بالمساعدة المادية لتلبية احتياجات المسنين كما تقوم بها الجمعيات الخيرية وبعض المنظمات في بعض الدول الأخرى.‏

الاجتماعية‏

وتلبى عن طريق التواصل الاجتماعي الذي يجعل المسنين يشعرون بوجودهم وكيانهم وأنهم مازالوا أفراداً ذوي فائدة وأهمية لأهلهم والمجتمع ويمنحهم الحياة والسعادة ويمنع عنهم كثيراً من الأمراض النفسية والاكتئاب والهمود.‏

وأوضحت الدكتورة سمر أن التواصل الاجتماعي يتحقق بواسطة أمور عدة مثل تعزيز العلاقات الأسرية والاجتماعية، والتواصل مع جميع أفراد الأسرة كباراً وصغاراً. والحرص على زيارة الأقارب والأصدقاء والمعارف وكذلك الحال بالنسبة للذين يعيشون في بيوت ومؤسسات المسنين المنظمة بطريقة جيدة حيث توجد جهود مستمرة من أجل توفير تواصل اجتماعي فعال للمسنين.‏

الترفيهية والنفسية‏

إن مشاركة المسنين بالمناسبات والاحتفالات والنزهات التي تقيمها الأسرة من خلال تنظيم حفلات واجتماعات ورحلات خاصة للمسنين من قبل الجهات الرسمية والشعبية المعنية برعاية المسنين يعطى المسنين وقتاً أكثر للعبادة وأداء الشعائر الدينية ويحتاجون إلى المساعدة في تحقيق رغباتهم في الذهاب إلى المسجد أو الكنيسة وحضور الاحتفالات والدروس الدينية وأداء فريضة الحج والعمرة.‏

تشير الدكتورة ندور إلى أن تلبية احتياجات المسنين التي ذكرتها كفيلة أن تساعد في تأمين الراحة النفسية والاطمئنان للمسنين. وإن دور أفراد الأسرة والمجتمع هو منح المسنين الإحساس بأنهم موضع الأهمية والمحبة والاحترام ويجب السماع لهم ومشاركتهم الرأي وتبادل الخبرات معهم وتشجيع الأسر التي فيها مسنون على تقديم الرعاية الصحية لهم. وإقناع المسن على اعتبار مرحلة التقدم في السن مرحلة عطاء وإنتاج ومتعة. إضافة إلى تعليم المسنين كيفية الاعتماد على أنفسهم وإن الرعاية الذاتية أجدى وأهم أنواع الرعاية.‏

التدريب أولاً‏

إن العامل الصحي هو أفضل شخص يمكنه القيام بتنظيم دورات تدريبية على رعاية المسنين لأفراد الأسرة الذين يقومون بالرعاية وكذلك المتطوعين من أفراد المجتمع.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية