|
عن الأوبزرفر بتصرُّف وأصبحت عضواً في المجموعة التنفيذيَّة لجماعة الكتاب الألمانيين والرومانيين المثاليين الباحثين عن حرية التعبير في ظلّ الحكومات الإستبداديَّة, بعد إكمالها للدراسة وُظِّفَت كمترجمة في معملٍ للآلات, ولم تلبث أن أُقيلَت من الخدمة بسبب رفضها التعامل مع الشرطة السريَّة. في هذه الفترة كتبت قصصاً قصيرة, حيث أكملت مجموعتها ( نيدرانجين ) ولكنها وجدت صعوبَةً في إرضاء الرقابة ولم يَُْنشر العمل السابق حتى عام 1982 بشكل جذري من قبل ( درانكدير ) . في أعمالها تصور هيرتا مولر رياء حياة القرية وقساوتها وما يجري من قمعٍ للمتمردين وصوَّرت حماس العقلية الفاشيَّة لدى الأقلية الألمانيَّة, وتعصِّبهم والفساد الذي لم يكن مفاجئاً وكان ذلك نقداً قاسياً لما يجري في مسقط رأسها والتدمير الحاصل للصورة الهادئة للحياة الريفيَّة الألمانيَّة في رومانيا. كانت هيرتا مولر تعمل كمدرِّسة في الوقت الذي لم تكن مبالية بمخطوطات ( نيدرايجين ) التي كانت تُهَرَّب إلى الغرب, وتُنْشَر من قِبَل ( روت باج فيرلاك ) هاتفَةً للنقد المباشر, و بعد رحلةٍ إلى معرض الكتاب في فرانكفورت تكلمت علناً ضد الحكومة الرومانيَّة فمُنِعَت من النشر في رومانيا, إلا أنها استمرَّت في الكتابة مع ذلك, في الوقت الذي كانت حالتها في رومانيا لا تُحْتَمَل أكثرَ فأكثَر. في عام 1987 هاجرت إلى الغرب مع زوجها ( ريشارد واغنر ) لتعيش بعدها في برلين . إن العديد من أعمال هيرتا مولر تعكسُ سمات عصرها, وتاريخها التي مثلتها وصوَّرتها أعمالها المبكِّرَة حيثُ تَعرُض الفساد القاسي والوحشيّ للقرية ودوائرها الرسميَّة بدءاً من مدير مكتب البريد انتهاءً بالكاهن مطالبَةً, ومتوسِّلة لمغادرة البلاد, فَكَتَبَت العديد من الأعمال بينما كانت بانتظار الإذن والسماح لها بالهجرة إلى الغرب . نالت هيرتا مولر جائزة نوبل للعام 2009 لتُثْبِتَ للعالم الراهن ضرورة القضاء على الفساد ودالَّةً بذلك على التأثير البالغ للأدب ومساهمتهِ الفعالة في القضاء على الفساد والعنصريَّة والقمع . |
|