تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الفنون الإسلامية في معرض لأول مرة بباريس

لوموند
ثقافة
الأحد 24-1-2010
ترجمة: مها محفوض محمد

للمرة الأولى في أوروبا معرض الفنون الاسلامية بمختلف أنواعها ومصادرها، خمسمئة تحفة تمثل الفن الاسلامي

بدءاًمن القرن السابع وانتهاء بالقرن العشرين تعرض حالياً في معهد العالم العربي (IMA) في باريس وحتى الرابع عشر من آذار القادم.‏

20000 تحفة تمثل أهم الأعمال الخاصة من فنون الاسلام وتغطي جميع العصور والمساحات الجغرافية الاسلامية، جمعها ناصر خليلي الايراني المقيم في انكلترا منذ عام 1978 الذي أصبح ذا ثروة من جمع التحف الفنية.‏

وتأتي أهمية هذا المعرض الأول من نوعه في أوروبا لما فيه من شهادات على الاشعاع الرائع لفن الاسلام وعلى مفرداته ومن كونه يجمع عدداً كبيراً من الحضارات:‏

من شبه الجزيرة العربية من سورية وتركيا من افريقيا واسبانيا من ايران والهند من مصر وأفغانستان من الصين وآسيا الوسطى.‏

لا يوجد في العرض تسلسل زمني للأحداث يقود الزائر إلى السأم والضجر، بل هناك ما يسمى تحافة (علم تنظيم المتاحف) إذ وعلى طول مسار المعرض يشعرنا بانبعاث حياة.‏

القائمون على المعرض ميّزوا طريقة العرض بمقابلة المواضيع الدينية بالدنيوية والهدف من ذلك إبراز أسس التسامح لمتعة عيش هذه الشعوب مع تراثها الفني الضخم وقد تم الترتيب لذلك بفهرس مزخرف مشترك، زخارفه على شكل أغصان نباتات بطرز معمارية والخط المتعرج ولكل تراث طابعه المحلي.‏

في الواجهات نرى روائع من الزجاج المنفوخ والقوارير السورية التي تحكي تاريخاً ويوميات من دمشق، القارورة على شكل بطيخة زمردية اللون تعود إلى القرن الخامس وتظهر فيها مهارة وتقنية صنع تم استخدامها منذ الألفية الثانية قبل الميلاد في بلاد مابين النهرين. وفي مصر ولاتزال باقية حتى الآن في أسواق دمشق والقاهرة.‏

أيضاً الدورق وهو على شكل جرس أزرق يعود للقرن العاشر أو الحادي عشر ويشترك فيه جزء كبير من عالم القرون الوسطى يمتد من تونس حتى خراسان.‏

الطبق المصري المزخرف بقرص الشمس وعليه نقش كوفي يقول «كل شيء ملك لله» يعود إلى القرن الثامن. و(طاسة) الشرب في تركيا ومنطقة البلقان من الفضة المنقوشة والكأس الصيني المصنوع من البورسلين المطلي بالذهب ومكتوب عليه آيات قرآنية. القلنسوات الهندية المبطنة بالساتان الوردي تبرز فن الفروسية في أرض الاسلام.‏

الخاتم العراقي والحلقات المصاغة بالذهب الاسباني وكثير غيرها يجعل الزائر يسمع حواراً في أرجاء المعرض بين شتى أنواع الفنون: فن الصياغة وفن الخزف وفن الحلي.‏

وللمعرض نافذة كبرى على الايمان والحكمة أيضاً الاحتراز بعرض نسخ قرآنية نفيسة مكتوبة بالذهب يحاذيها كتاب مستدير على شكل أيقونة نقرأ فيه أسماء الله الحسنى التسعة والتسعين مع التعويذة، وكراسات منمنمة من العصر العباسي ونسخة كبيرة للقرآن الكريم من ايران ومخطوطات ثمينة من السودان وأفغانستان.‏

هناك كتابان فريدان بمضمونهما وزخرفتهما يستحقان الزيارة فقط الأول عن الشاه ناماه والثاني كتاب الملوك (الملحمة الكبرى) ما بين عامي 1520-1540 وتظهر فيه الرسوم غاية في الدقة وتعابير تفصيلية بالغة الاتقان وهو الوثيقة الوحيدة التي تظهر الصراع بين قوى الخير وقوى الشر.‏

منظمو المعرض قالوا: عندما فتحنا الصناديق الممتلئة بهذه الكنوز وقفنا مندهشين كما يقف الأولاد عند جذع شجرة عيد الميلاد.‏

التحفة الأخرى التي تستحق المشاهدة هي المخطوطة الأصلية لتاريخ الرشيد كله ورسوم عصره بالذهب والفضة وبالألوان المائية الكثيفة وصنوف أنواع الرقص الخاصة بزمنه وقصة اليهودي الذي أسلم ليصبح وزيراً وهو مولع بعلوم اللاهوت والتاريخ والزراعة فألّف كتاب «جامع التواريخ» الذي نشر في تبريز في ايران (1314-1315) باللغة الفارسية والصفحات المعروضة هي صفحات النسخة الأصلية.‏

إذاً في هذا المعرض تقاليد وأعراف وجغرافيا،ومثيولوجيا، حروب ومعتقدات، أيضاً هناك مشاهد عن رامايانا وحياة بوذا، وعن سفينة نوح والتوراة، قصة النبي يونس والحوت.. أعمال بديعة وروائع تستحق الزيارة للاكتشاف.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية