تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


في الطريق إلى المؤتمر السنوي لاتحاد الكتاب العرب

ثقافة
الأحد 24-1-2010
مريم خيربك

بعد أيام سيعقد اتحاد الكتاب مؤتمره السنوي الذي فقد ألقه وجدواه، فها هو عام يمر بسرعة، لكن أيام هذا العام بعدد أيام كل الأعوام الأخرى، وساعات يومه ككل ساعات الأيام في الأعوام السابقة، لذلك نقف متسائلين:

ماذا فعلنا؟.. ماذا قدمنا؟.. ماذا أنجزنا مما يمكن إنجازه؟..‏

وإذ نبحث عن الجواب يصيبنا أشد الحزن وقد وجدنا أن الحصيلة لا تذكر، ولا تحقق الطموحات والمرجو.‏

ويشتد بنا الحزن حين يتمحور السؤال والجواب حول اتحاد الكتاب الذي يجب أن يكون قد قدم الكثير، ولاسيما في هذا الزمن الصعب، حيث يواجه عالمنا العربي بشكل عام، وسورية بشكل خاص أشرس الهجمات وأخطر المخططات.‏

علماً أن اتحاد الكتاب من أهم المؤسسات التي وجدت من أجل الإنسان المبدع، الرافد السياسي والاجتماعي، وإن كان دوره قد قصر كثيراً عن دور المؤسسة السياسية الذي كان متسارعاً، ومواجهاً لأعتى الظروف والمخططات فإنه بهذا قد جعل الأديب بعيداً عن الفعل الذي يجب أن يؤديه في هذا الزمن القاسي..‏

إن ثقافتنا، وحضارتنا، ووجودنا في أشد الخطر، لذلك نحن مطالبون بعمل ثقافي دؤوب منزه عن الأغراض والمصالح الشخصية، لوقف انهيار ثقافي يتنبأ به الدارسون أمام آلة الدمار العالمي التي تستهدف مجتمعاتنا، وإنساننا بشكل خاص.‏

لكنني وأنا أعود إلى اتحاد الكتاب خلال عام مضى أتساءل:‏

هل تقليص الأنشطة الثقافية للأعضاء هو إنجاز كان يجب تحقيقه؟‏

أم هو تقليص عدد المنشورات من الكتب حتى صارت لاتتعدى أصابع اليد الواحدة من كل جنس أدبي؟‏

أم التقصير بالتواصل مع الأعضاء عبر المراسلات لإعلامهم بما يحصل في الاتحاد، والتقصير بإعطائهم مجلات دفعوا اشتراكاتهم واشتكوا منذ عام من عدم وصولها إليهم؟..‏

ولعل أشد وقعاً على النفس شعور أعضاء الاتحاد بأنهم لاعلاقة لهم بالاتحاد إلا إذا ذهبوا كي يدفعوا الاشتراك ورسوم التقاعد والضمان الصحي، أو أخذ بضع ليرات لقاء نشر مقالة فازوا بنشرها عند القائمين على الدوريات التابعة للاتحاد، والتي من المفروض أن تستقبل مقالاتهم من قبل أي صحيفة في القطر.‏

إن كل حريصٍ على هذا الاتحاد ودوره يتمنى لو كان الاتحاد خلية نحل كما المؤسسة السياسية، يقف في وجه ما تعرضنا ونتعرض له، وقد تخلينا عن المكاسب المادية، في سبيل تأسيس قاعدة متينة لعمل ثقافي يليق بسورية ومواقفها، ويشكل حماية لإنسانها من خطر الغزو الثقافي، الذي نعترف بوجوده، ونشير إلى هوله في أحاديثنا ومحاضراتنا... لأن الفعل الثقافي يجب أن يكون مواكباً للعمل السياسي ولعل ما حدث في الأعوام السابقة، وما شاهدناه من دور للأديب، والمفكر أكبر دليل على ما أقول، فالأديب والمفكر عليه أولاً وأخيراً الجهاد بكل السبل لخلق ثقافة واعية منافحة عن ثوابت وطنه الثقافية والسياسية.. وهذا يستلزم أن يكون دور المؤسسة أو المنظمة التي يدور في فلكها قائماً على احترام كل منهما الآخر، واندماجهما بحيث يدفع كل منهما الآخر إلى الأمام، مع حساب دائم للزمن، لاسيما في هذه الأيام المتسارعة، التي لا ترحم المتلكئين والمتوانين والمتخلفين عن أدوارهم.‏

ولعل هذا يذكرني بما قاله لي مسؤول في جامعة عنتاب في تركيا، وأنا أقدم محاضرة عن ثقافة الشباب في سورية، مؤكداً لي أن ثقافة الشباب عندنا كما هي عندهم، وكما هي في معظم دول المنطقة، وهذا يستدعي التفكير الدائم من الجميع، ومواجهة المشكلة التي تجسدت عندهم بإيصال الدوريات الثقافية المتعددة إلى الطلاب وهم على مقاعدهم، ودون إرهاقهم مادياً بثمنها إلى جانب إجراءات كثيرة لتعزيز دور الثقافة في حياة الشباب خاصة وحياة المواطن بشكل عام.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية