|
حدث وتعليق أو تدّعي أن البناء يتم في سياق التطور الطبيعي لتلك المستوطنات القائمة ، ومادامت أيضاً تتحول في ظل المفاوضات إلى «دولة» تمييز عنصري ، فتقيم المعازل والكانتونات خلف جدار الفصل العنصري، وتطرد الفلسطينيين من منازلهم وخصوصاً في القدس، وتمنعهم من الاحتفال ولو بمناسبات متواضعة بالقدس عاصمة للثقافة العربية. وفي كل الأحوال، اللقاءات التفاوضية أو تلك الداعمة لها بوساطة أميريكة، خصوصاً امكان دعم المبعوث الاميركي جورج ميتشيل في جولته الجديدة الحالية، وإن لم يكن طابعها تفاوضياً أو مساعداً على تخطي عقبات التفاوض للانسجام مع أهداف ووعود ادارته ،فإن كل هذه أو تلك لاتحمل أي اشارات خاصة إلى امكان تحقيق انجاز ولو محدوداً لمصلحة الطرف الفلسطيني ، ولاسيَّما في ظل الانقسام السياسي والجغرافي المحتدم. فالصوت الاميركي- الاسرائيلي على طاولة المفاوضات - إن كانت فعلاً هي كذلك وليست مجرد محاولات للإملاء- يفوق في الميزان الصوت الفلسطيني الوحيد المستفرد، ولذا .. فإن أي مقترحات للتوصل إلى مايمكن أن يجسر الفجوة بين الفلسطينيين والاسرائيليين لن يكون إلا على حساب الفلسطينيين وعلى حساب حقوقهم التاريخية والآنية في كل الأحوال. وباختصار شديد، فلسفة الحكومة الاسرائيلية تقوم على أساس : أن من يريد السلام عليه أن يذهب إلى الحرب .هكذا قال ليبرمان . وفي الوقت ذاته يقول: السلام المقصود هو السلام مقابل السلام، وهذا يعيدنا إلى الشعارات ذاتها التي رفعت بعد مؤتمر مدريد وبدء الحركة في اتجاه تحقيق تسوية في المنطقة ، يعني: ليس في مفهوم «اسرائيل» سلام عادل وشامل قائم على أساس الأرض مقابل السلام، سلامهم هو الأرض لنا والسلام مقابل السلام. أي الأرض لنا وعليكم أن توفروا لنا كل عناصر السلام والأمن والاستقرار والهدوء عليها،نحن بالمقابل نفكر في عدم الاعتداء عليكم! |
|