|
استراحة بهذا المطلع المعبر يعلن الشاعر البحتري قدوم الربيع الذي ينتظره أكثر الناس بشوق ولهفة، فالبرد غير مستحب حتى ولو التصق أحدهم بأدوات التدفئة.
وقد ارتبط موعد فصل الربيع بتاريخ الثالث والعشرين من آذار ،وهو التاريخ المدون في التقاويم السنوية،كما يحتفل بعيد النيروز في الحادي والعشرين منه،وهو يوم عيد الأم في بلادنا،لكن المتابع لبدايات الفصول عند الفلكيين سيجد توقيتاً آخر لبداية الربيع. فقد أعلن الفلكيون أن بداية فصل الربيع في عام 2012 سيكون في العشرين من آذار،وستكون لحظة البداية في الساعة الخامسة و14 دقيقة حسب التوقيت العالمي، أي الساعة السابعة وأربع عشرة دقيقة من صباح الثلاثاء العشرين من شهر آذار حسب توقيت دمشق الشتوي وتتراوح بداية فصل الربيع بين العشرين والثالث والعشرين من آذار ،ويرتبط تحديد لحظة بداية الفصل بنهاية الفصل السابق،وسبب اختلاف بداية الفصل بين عام وآخر أن مدة السنة الشمسية ، تنقسم إلى أيام وساعات ودقائق ،كما تقسم الفصول وفق هذه الأزمان أيضا . وتبلغ مدة السنة الشمسية 365 يوماً و 5 ساعات و 48 دقيقة و46 ثانية،وتعرف بالسنة المدارية ، وهي الفترة المنقضية بين مرورين متتاليين للشمس من نقطة الاعتدال الربيعي. وقد حدث الانقلاب الشتوي في الساعة الثامنة و29 دقيقة من صباح يوم 22 كانون الأول 2011 بتوقيت دمشق ،وبلغت مدة فصل الشتاء فلكياً 88 يوماً و23 ساعة و44 دقيقة،بينما كانت مدة فصل الخريف 89 يوماً و20 ساعة و26 دقيقة، وتبلغ مدة فصل الربيع 92 يوماً و18 ساعة ودقيقة واحدة ،وبذلك سيحل الانقلاب الصيفي لعام 2012 في صباح الثاني والعشرين من حزيران حسب توقيت دمشق الصيفي. ويسمى يوم بداية فصل الربيع بالاعتدال الربيعي ويقابله الاعتدال الخريفي،وهو اعتدال في الزمن والطقس معاً حيث تعتدل درجة الحرارة كما يتساوى الليل والنهار،فيكون عدد ساعات الليل والنهار 12 ساعة لكل منهما في جميع الأماكن على سطح الكرة الأرضية. ومع بداية الربيع تبدأ حركة الشمس تدريجياً نحو الشمال مقتربة من خط الاستواء فتزداد فترة إشراقها في نصف الكرة الشمالي وتنقص في النصف الجنوبي وهكذا حتى تتعامد أشعتها تماماً على خط الاستواء حول يوم الاعتدال الربيعي. ونريد التذكير هنا أن قدوم فصل الربيع سيعني نهاية فصل الشتاء ،لكن لا يعني نهاية البرد تماماً فنخلع ثياب الشتاء ونرتدي ثياب الصيف ،إذ إن قدوم الربيع لا ينهي حالة التقلبات المناخية،مع أن كلمة الربيع ترتبط في الذاكرة بتفتح الأزهار ، واخضرار الزرع والأشجار . فقد تسقط أمطار خفيفة وتهب رياح شديدة تلسع الوجوه ببرودتها في المدينة ومثيرة للغبار في المناطق الصحراوية ، ويكاد الناس ينسون بعض الدفء ،ومن يعرف التقويم المناخي الموروث في بلاد الشام لا يعجب من التقلبات المناخية ، لأنها موجودة في الأمثال والتقويم . ولكن بالتأكيد تتم في الفترة الأولى من أيام الربيع زيادة درجات الحرارة إلى أن تصل لأقصاها في قبيل الصيف. وإذا نظرنا إلى التقويم المناخي العربي القديم ـ ولا يزال أهل البادية يحسبون تقلبات الأحوال المناخية به ـ نجد أنهم يسمون بداية الربيع في 21 آذار (نوء الحميمين) ويبدأ أول أيام الحميمين من يوم 21 آذار ، وينتهي بنهاية يوم 15 نيسان، ويستمر ( 26 يوماً ) . ونوء الحميمين ( ليس نجماً ) إنما هي صفة أيام تقع بين أيام نوء العقارب ونوء الذراعين،حيث إن مجموع تلك الأيام المتشابهة في سماتها المناخية ،وسماتها النباتية يبلغ مقدارها 26 يوماً والحميم في اللغة،هو : القيظ ،والماء الحار،والمطر يأتي بعد اشتداد الحر. ومن صفات الأيام الأولى للربيع كثرة الرياح المثيرة للأتربة، والمسببة لتطاير الغبار، وخصوصاً مع بداية وقت المساء وهي رياح متغيرة الاتجاهات ، وتتسبب بالتقلبات الجوية، وتكثر فيه العواصف الجالبة للمطر. وبموازاة ذلك تنمو فيه الأشجار، ويزيد اخضرارها،وترتفع درجة الحرارة،وتخرج هوام الأرض من جحورها،وتحدث هجرة الكرك الصغير،وتأتي فيه أوائل طيور الصيف. |
|