|
هيرالدتريبيون لكن تكاد تلك الميزة تتراجع أمام قلق الناخبين المتنامي والذين ينظرون بعين السخط للأزمات التي يعاني منها اقتصاد الولايات المتحدة, حسبما أفادت النيويورك تايمز, ويؤكد الناخبون أن ماكين يمتلك المؤهلات اللازمة لإدارة القيادة العليا للقوات المسلحة الأمريكية وذلك بفارق كبير طال 75% من الأصوات التي أعربت عن ثقتها باتخاذ المرشح الجمهوري للقرار الصائب على صعيد حماية البلاد من أية هجمات إرهابية في حين لم يتجاوز خصمه أوباما نسبة 60% في هذا المجال. فقضايا الإرهاب والأمن القومي إلى جانب الحرب في العراق ليست بالأزمات الملحة التي تحظى باهتمام الناخب الأمريكي, فالغالبية العظمى من الناخبين الأمريكيين وتصل نسبتهم إلى 52% ترى أن المشكلات الاقتصادية وتأمين فرص العمل هي من أولويات الناخب الأمريكي التي سيضعها نصب عينيه عندما يختار الرئيس القادم للولايات المتحدة, أي بزيادة 12 نقطة عما سجلته استطلاعات الرأي الشهر الماضي, فقد ارتفعت نسبة الناخبين الذين يضعون أسعار الوقود كالغاز في أعلى سلم أولوياتهم بمقدار 10% عما كانت عليه قبل شهر من الآن, كذلك الأمر بالنسبة للسياسة الاقتصادية للولايات المتحدة في حين تولي نسبة 9% الاهتمام الأكبر للرعاية الصحية. أما القضايا التي تمس مصاريف الجيب اليومية للمواطن الأمريكي فقد رجحت كفة الديمقراطي أوباما وجعلته مرشح الناخبين المفضل على هذا الصعيد, وكانت قضايا الإرهاب وحرب العراق والأزمات الاقتصادية في مقدمة المسائل الهامة التي شغلت حملة الانتخابات الأمريكية لعام 2004 ألم تؤد المعارضة الشعبية للحرب على العراق إلى نجاح الحزب الديمقراطي في انتخابات 2006 وسيطرته من ثم على الكونغرس?. وتؤكد نتائج استبيانات الشارع الأمريكي اليوم على أن القضايا الاقتصادية والأزمات المالية هيمنتا على مذكرة العمل السياسي في واشنطن وتمخضتا عن تعكير صفو الحملة الانتخابية ويبدو أن التخبطات في الأسواق المالية الأمريكية كان لها التأثير المباشر على آراء ومشاعر الناخبين الأمريكيين فحماسة المرشحين للرئاسة الأمريكية راحت تنحسر وتتراجع بعد أسبوع من الاستطلاع الأخير في الوقت الذي تصاعدت خلاله التحفظات حول المرشحين, ما تسبب في انخفاض نشاطهما والحيوية التي تمتعتا بها سابقاً. عموماً تظهر استطلاعات الرأي أن المرشحين الجمهوري والديمقراطي للرئاسة الأمريكية متقاربان في سباقهما إلى البيت الأبيض, فهناك نسبة 47% من الناخبين المسجلين تؤيد أوباما و42% تناصر ماكين وقد تناول هذا الاستطلاع 936 من البالغين بينهم 844 من الناخبين المسجلين مع ترك هامش لحدوث أخطاء سالبة وموجبة نسبتها لا تتجاوز النقطتين. وتظهر كذلك نتائج الاستبيانات أن لدى المرشحين مهمات مختلفة للمضي قدماً قبل موعد الانتخابات المزمع اجراؤها بعد شهر ونيف من الآن ويرجح أن يستمر جون ماكين في تركيزه على نقاط القوة بالنسبة لإدارته لشؤون الأمن القومي مع محاولته تقليص شكوك الناخبين بالنسبة لسياساته الاقتصادية في حين سيستمر أوباما بالاتجاه المعاكس. فعلى صعيد الأزمات الاقتصادية عبر 64% من الناخبين الذين شاركوا في استطلاعات الرأي الأخيرة عن ثقتهم بأن أوباما سيتخذ القرار الصحيح بالنسبة للأوضاع المتردية لأسواق المال والبورصة في بلادهم في حين حصل ماكين في هذا المجال على ثقة فقط 55% من الناخبين. أما على صعيد التساؤلات بالنسبة للسياسة الخارجية الأمريكية فقد انخفضت حصة ماكين بالمقارنة مع أوباما مؤخرا,ً فقد أعربت غالبية الناخبين عن اعتقادهم باستمرارية ماكين في السير على خطا سياسة بوش الخارجية, علماً أن شعبية هذا الأخير في الحضيض حالياً ووصلت نسبة تأييد الناخبين لسياسة بوش على هذا الصعيد إلى 26% بينما لم تتجاوز نسبة مؤيديه على صعيد القضايا الاقتصادية 16% وبذلك تصل شعبيته إلى أدنى مستوياتها على امتداد ولايته خلال السنوات الثماني الماضية. وقد حقق أوباما مؤخراً مكاسب عدة أدت إلى اقتراب شعبيته من شعبية خصمه ماكين بالنسبة لثقة الناخب الأمريكي في قدرته على تناول ومعالجة القضايا المتعلقة بالشؤون الخارجية بعد أن خسر 11 نقطة عند مناقشته هذه القضايا خلال شهر آب الماضي. فقد نظر الناخبون الذين شاركوا في الاستبيان إلى أوباما كونه المرشح الأفضل الذي سيسهم في تحسين صورة الولايات المتحدة في الخارج. واعتبر 83% منهم أن هذا الأمر من أهم مهام الرئيس الأمريكي القادم. وترى نسبة 73% من الناخبين أن لقاء رئيس الولايات المتحدة القادم مع قادة الدول غير الصديقة لبلادهم خطوة هامة ومبادرة ضرورية. أما فيما يتعلق بالعراق فقد عبرت نسبة 56% من الناخبين عن ثقتها في اتخاذ أوباما القرار الصحيح أكان بشأن الحرب هناك أو في أفغانستان, فالحرب في العراق لا تتمتع بأي شعبية لدى الشارع الأمريكي رغم مزاعم انخفاض معدلات العنف العام الماضي وارتفاع مؤشرات التقارب السياسي بين الطوائف والأعراق العراقية. |
|