تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أسئلة تفطر على فتات الإجابة!!

فضائيات
الأحد 12/10/2008
هفاف ميهوب

أخيرا وبعد أن صام السؤال عن تذوق جدوى الإجابة ينزل من قمته الشامخة المتجمدة والمترددة ليصطدم بحرارة فضولنا ولهفتنا ورغبتنا بمعرفة الإجابة,

وينزل كالصاعقة فوق رؤوسنا المليئة بالخيبات والنكسات,ليفطر على ما تجود به من فتات أجوبة عله يشبع فتنتشي (اللماذا).‏

فلماذا أغرقت دراما ليل ورجال مجتمع بأكمله في ظلام الممنوع فحجبت عنه النور,وألبسته رداء السحر والشعوذة,وبطريقة أكدت أن الغلبة للشر الذي لايهزم الا بشر آخر,إنها النار التي التهمت الاخضر واليابس في مجتمع انساق بكل طبقاته وراء السحر دون أن يجد عقلاً خالصاً لوجه الحق,يصرخ يا نار كوني برداً وسلاماً على عقولنا,إنها الخيبة تتراكم فوق خيبات المشاهد,تلك الخيبات التي أحرقته قهراً لتدينه بعد أن صادرت جميع أوراق حكمته الثبوتية باللاوعي وبالانقياد للهزيمة والغباء,مما يتطلب الحكم عليه بالموت ضميراً وادراكاً وإنسانياً!!‏

أيضا لماذا احتلتنا القرية الشامية فقيدت عواطفنا وأحاسيسنا ضمن شوارعها القديمة,وجرجرت انتماءنا الى بيت جدي,وباب الحارة وأهل الراية,معلبة أفكارنا ضمن عبوات منتهية الصلاحية,لاتصلح للاستخدام الحضاري الذي يواكب عصرنا وإنما للترويج عن عادات بائدة,بما لايضيف الى واقعنا ما يعنيه بل يزيد من قرع السؤال أين مشاكل البطالة?القهر,احتضار الثقافة...?,في دراما نرجوها تحررنا لاتستعبدنا.‏

أيضا لماذا أكد لنا مسلسل ليس سرابا حقائق كنا بانتظار معالجتها بشكل لايغرقنا في اليأس والإحباط,وإنما يضعنا على حافة شاطئ أملاً برذاذ حياة ترد الأمل فينا إلى صوابه.‏

أكنا بحاجة لرؤية نماذج إجتماعية تردى ضميرها وسقط في لجة الشر,سواء لجان الرقابة في الجامعة التي صافحت استهتارات مدرسيها فشجعت لدينا الإحساس بالمستوى المتدني الذي وصل اليه حال التدريس رسول الحضارة مثلما سقطت راية الصحافة وهزمت أمام محتكري الضمير والكلمة,ولماذا يغرق الرجال أنيقي المظهر والمكانة في وحول الخطايا والدسائس فيعقدون قران ضميرهم على الشيطان ليبيعوا كرامتهم الإنسانية دون أن يجدوا من يرجمهم,في الوقت الذي ينهالون رجماً على فتاة تزوجت من غير دينها!!‏

يموت الحبيب مثلما الحق وأشياء أخرى بينما كنا بانتظار معالجات أخرى تقدم حلولاً منطقية لعادات رسخت كعقائد في عقول بالية.‏

والأهم حكاية السجين السياسي في مسلسل رياح الخماسين,السجين الذي خرج من سجنه ليجد أنه يعيش في سجن أكبر حيث تحيط به أمواج الفساد التي وصلت الى منزله,يتدخل,يعالج لكن تضيق به الهموم الصغيرة وتبتلعه حمى القهر والوشاية بأفكاره رونق شبابه!!‏

هل نتابع أم نكتفي بعد أن أتسم السؤال بابهام الاجابات أطلقت اشارات غير واضحة,حتما سنكتفي!!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية