تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أسرارنا متى نبوح بها لأولادنا

مجتمع
الأحد 12/10/2008
براء الأحمد

-أسرارنا كلها ملك لنا ولأنفسنا ولايجوز أن نخبر بها أحدا إذا كانت تخصناو لا تتعلق بأحد سوانا, أما إذا كان وجودها في عقولنا يؤرق مضجعنا ويثقل صدرنا, لمن نبوح بها?

- وإذا كانت تلك -الأسرار تتعلق بمصير حياة أولادنا ومستقبلهم ووضعهم الاجتماعي والنفسي, متى يمكننا البوح بها?..‏

- ماذا عن الأسرار التي لا تهمهم, هل من المفترض معرفتها.??.‏

- أسئلة تجول في خاطرنا أجابتنا عنها الدكتورة: هناء برقاوي- قسم الاجتماع قائلة:‏

الخاصة جدا.. لاتقال‏

عملية البوح بالسر عملية خاصة جدا تحتاج إلى تفكير عميق ودراسة وافية قبل الشروع في انجازها , فحياة الانسان كعلبة مغلقة من دون ورقة تشير إلى ماذا يوجد فيها فالتكهن بمحتوياتها مرهون بفتحها.‏

هناك العديد من الاشخاص الذين يحيطون بنا قد يصلح بعضهم ليكون أمينا على هذه الاسرار وقد لايصلح أي واحد منهم ليكون كذلك, فليس كل إنسان قادر على كتمان هذه الأسرار.‏

وترى د. برقاوي إن الاسرار الخاصة جدا يجب الا تقال حتى لأقرب المقربين لأن تداولها قد يؤذي ويضر بصاحبها وكتمانها رغم ما يؤرقه منها فهو الافضل ولكن هناك اسرار لا تؤثر على كينونة الشخص ولا على حياته وحياة المحيطين قد يكون للبوح بها فائدة كلها ونقلها من حيز اللاشعور إلى الشعور.‏

من هنا يتوجب الحذر قبل الخوض بتفاصيل إذا عرفت قد تحطم وتهشم حياتنا وأسرارنا مهما كبرت وصغرت علينا ألا نكشف عنها إلا لمن يستحق أن يؤتمن عليها فالسر قد يكون كالقنبلة الموقوتة التي بمجرد كشفه انتهى الانسان إلى الابد ومع ذلك ومع معرفتنا باجتماعية الانسان فهو يحتاج إلى فضفضة مع النفس والآخرين وإذا دخلنا في تحديد من يمكن أن نأتمنه على أسرارنا الام والزوج والاولاد والاصدقاء الصدوقين.‏

ما يتعلق بالأم‏

وترى د. برقاوي أن العلاقة بين الأم وابنتها علاقة خاصة بايجابيتها أو سلبيتها ولا تأتي فجأة ولا تنشأ من فراغ وإنما هي عملية معقدة تبدأ من الساعات الأولى للقاء الام بالابنة ولا تنتهي ببلوغ الابنة سناً محددة فالعلاقة بينهما دائمة ومستمرة وتحتاج إلى تربية ومن المهم أن تكون الام على دراية بما سوف تخبر به الابنة أو الابن سيكون في الحفظ والصون وفي طي الكتمان ولن يكشف لأحد ولتكون الأم واثقة من هذا الأمر عليها أن تبدأ بعملية الاعداد هذه منذ الصغر ولا يمكن أن تكشف لأبنائها سراً من دون سابق انذار ودون أن تأخذ بعين الاعتبار سن الابن أو الابنة وعليها مراعاة المرحلة العمرية والنضج العقلي والاجتماعي لهم إضافة إلى معرفة قدرتهم على تحمل السر والقدرة على تحمل المسؤولية بشكل عام وعلى المحاكاة والمحاورة والمناقشة, فالفتاة بجميع مراحل حياتها متأثرة بالوالدة تخبرها بكل شيء وتعتبرها مرجعها في جميع شؤونها وحتى تستطيع الام اخبار الابنة بالسر عليها تعويدها تحمل المسؤولية أثناء عملية التنشئة وعدم التفرقة بين الابناء في ذلك وأن تقدم خبرتها لها لكي تكون أما مستقبلا قادرة على تحمل مسؤولية ذلك هذا إذا كان السر يتعلق بالأم وليس المهم أن تكون الابنة انثى لكي تخبرها بأسرارها وربما يكون لديها أبناء وليس لديها بنات فإذا كانت أصول التربية والتنشئة سليمة يستطيع الشاب أن يكون موضع سر الأم.‏

ما يخص الأبناء‏

ولكن هنا أسرار لا تتعلق بالأم أو الاب وإنما تتعلق بحياة الابناء ذاتها وقد تنتظر الأم طويلا لكي تخبر أولادها سراً مهما يخصهم وعلى سبيل المثال بعض الأشخاص يتبنون ولدا ينشأ بينهم كأنه ابن فعلي للأسرة. وتمر السنون ولايعلم أنه ليس ابنا شرعيا للاسرة, وفجأة يكون على العائلة اخباره ويصبح الأمر كارثة عليه.‏

عندما يكون السر خاصاً به على الأم اخباره في وقت مبكر وهذا يتوقف على عمره الزمني والعقلي ونضجه الاجتماعي والانفعالي وقدرته على تحمل المسؤولية والانتظار إلى سن أكبر قد يؤدي إلى جعله غير متوافق نفسيا مع نفسه ومع الآخرين وقد نؤذيه عند افشاء السر له.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية