|
مجتمع إلا عند دخولي البيت البائس رغبة مني في مساعدتهم إن استطعت, جدران صامتة لايحرك سكونهاالمخيف إلا نصف حصيرة متآكلة لم تمنعهم من الاحتفال بي وكأنني نزلت من السماء لرؤية حالتهم في وقت تخلت عنهم جميع الأطراف المعنية باستثناء بعض النسوة ممن يدفعن أجور البيت الشهرية المقدرة بخمسة آلاف وخمسمئة ليرة سورية , يقول ياسر أبو نقطة :إن رشيد علي العلي من سكان قرية جلين كان يعمل في البيتون, وذات يوم وبينما كان يسعف زوجته لدمشق تدخل القدر وقال كلمته, لقد اصطدمت سيارتهم الصغيرة بسيارة أخرى مسببة الكارثة, لقد توفي السائق وبترت ساقارشيد ويد زوجته. وتكسرت أضلاع ابنتهم الصغيرة ومنذ ذلك التاريخ أي قبل عشر سنوات وحتى اليوم تعيش أسرة رشيد في كوابيس الفقر والمرض, لم يعد باستطاعته العمل بأي شيء كان . لقد باع بعض الحاجيات الصغيرة على البسطات, مصارعاً المرض لكنه منع كغيره لعدم قانونيته, هذا من جهة ومن جهة أخرى فقد تدهورت أحواله الصحية وباتت قدمه تنزف دماً وقيحاً وتحتاج لعملية تعقيم وتجريف, ومن يراها لابد وأن نفسه سترتعش. يحمل بعض التقارير الطبية ومنها قرار صادر عن منطقة درعا رقمه /5754/ يشير إلى أن هذا الكتاب بمثابة شهادة فقر لرشيد العلي. لديه ستة أولاد غدير وعمرها 11 سنة وهي التي تضررت في الحادث, وعلي 10 سنوات , صقر 9 سنوات , أما ربا فعمرها 5سنوات, ومريم 4 سنوات والصغيرة آية بلغت سنة ونصف السنة. كلهم يفتحون أفواههم لتلقي لقمة القوت التي تأتي يوماً وتغيب أياماً. |
|