تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المكتبات الجامعية في العصر الرقمي ..!

اللاذقية
مجتمع الجامعة
الأحد 12/10/2008
ابتسام ضاهر

مع كل فصل امتحاني يتدفق الطلاب على المكتبة المركزية في جامعة تشرين للتحضير الامتحاني والبحث العلمي ما يشكل ضغطاً كبيراً

عليها ينعكس سلباً على أداء مهمة هذه المكتبة في خدمة الطلاب بسبب إما نقص في المساحة وعدد المقاعد أو الضجيج الذي يعكر صفو هؤلاء الطلاب الذين أتوا إليها ينشدون الهدوء خلال دراستهم, بالإضافة إلى مشكلة عدم توفر شبكة الانترنت بشكل دائم بسبب الأعطال التي تحول دون استخدام الطلاب لهذه التكنولوجيا الحديثة وخدمات البحث والمعالجة الآلية للمعلومات في قصد مساندة التعليم والبحث العلمي في جامعتهم.‏

مع الأخذ بعين الاعتبار قدم المراجع في المكتبة وعدم كفايتها وقلة عدد العاملين في المكتبة والذين أغلبهم غير متخصص بالمكتبات, بالإضافة إلى جملة من التحديات تواجهها المكتبة المركزية ومكتبة شيراز(الفرع الإقليمي الوحيد في القطر لمكتبة شيراز الأم في إيران) في المشكلات الآنفة الذكر التي يعاني منها طلاب جامعة تشرين ومهام المكتبة المركزية أجاب الدكتور زهير جبور مدير المكتبة المركزية بقوله: منذ حوالي أربع سنوات كنت قد أجريت استبياناً يتضمن حزمة من الأسئلة موجهة للطلبة بحيث يستطيعون الإجابة بحيادية دون ذكر أسمائهم لمعرفة آرائهم بالأداء الخدماتي داخل قاعة المطالعة والاطلاع على آرائهم ومقترحاتهم بشأن تطوير هذا الأداء, وفي ضوء ذلك تم إجراء بعض التعديلات الخدمية التي تضمن للطالب إمكانية المطالعة داخل القاعة بشروط معقولة ,إلا أن التدفق الطلابي الكبير على هذه القاعة رغم سعتها الاستيعابية 600 طالب بسبب الأعداد الكبيرة في الجامعة وافتقار أغلب قاعات المطالعة الفرعية الموجودة في الكليات للشروط الموجودة في هذه القاعة, جعل من الصعب ضبط النظام والهدوء فيها ضمن الحدود المطلوبة للطالب.‏

ولكن تعاون الطلاب في القاعة بالانضباط الذاتي هو الذي يحقق الهدوء وكذلك طريقة الدخول والخروج من القاعة التي غالباً ماتكون مصحوبة بالضجة ويمكن إذا ما أعيد ترتيب أساس القاعة بشكل آخر بالإضافة إلى تركيب كاميرات مراقبة وحرمان الطالب الذي يحدث ضجة أن يجعل الجو العام أكثر انضباطاً.‏

وبالنسبة للإعارة وتقديم المعطيات والمراجع المتوفرة تتم عبر طريقة الإعارة التقليدية وضمن شروط الإعارة وأحياناً تتجاوز شروط الإعارة انسجاماً مع رغبة الباحث وحاجته, والمكتبة فيها قاعة الدوريات والبحث العلمي التي تؤمن للطالب والباحث كل ما يأتي إلينا من دوريات سواء بالشراء أم بالهدايا وهي على رف مفتوح ينتقي البا حث مايشاء منها ويعيد المادة بعد ذلك إلى الرف, وتحتوي قاعة الدوريات والبحث العلمي على صحافة يومية تأتي إلى المكتبة المركزية (سورية وعربية وأجنبية متخصصة وغير متخصصة وحتى بالألمانية).‏

أمافيما يخص الكوادر يضيف الدكتور زهير جبور أنها ليست كلها تخصصية ولكنها تلبي الغرض المطلوب وواجبها على أفضل وجه, فعناوين الكتب مؤتمتة ولدينا مشروع تطوير للمكتبة يعتمد على اقتناء برنامج مكتبات متطور, على غرار ماتملكه مكتبات الجامعات المتقدمة وهو سيوفرعلى الباحثين والعاملين في المكتبات المزيد من الوقت وعناء الوصول إلى المعلومة المطلوبة, فالكوادر المتخصصة موجودة في المفاصل أو النقاط التي تقتضي وجود هذه التخصصات مثلاً قسم الفهرسة والتصنيف وقسم التزويد وقسم الإعارة وشعبة الدوريات والبحث العلمي ومكتبة شيراز وكلهم حملة إجازات تخدم الأغراض الوظيفية للأقسام التي يعملون بها ونحتاج إلى كادر وظيفي أكبر للقيام بالمهام المطلوبة ونحن الآن بصدد استئناف الدوريات الورقية العلمية من جديد وتم رفع الطلب إلى الجهات المختصة بضرورة تعميم مكتبة شيراز على مكتبات جامعة القطر.‏

أما بالنسبة لمكتبة شيراز (الفرع الإقليمي لمكتبة شيراز الأم في إيران) والتي تختص بالعلوم التطبيقية (التكنولوجيا) وتضم قواعد بيانات متعددة تحوي مقالات علمية هامة تتضمن في بعضها مقالات من قواعد بيانات مشهورة مثلIEEE,EBSCO معظم هذه المقالات هي نصوص كاملة وتوجد أيضاً أقراص مضغوطة تتضمن ملخصات لمقالات عالمية موثقة وتقدم هذه المكتبة خدماتها بشكل مجاني يتيح للباحثين (طلاب- طلاب دراسات عليا, باحثين) الحصول على تلك المقالات بدون دفع أي رسوم,مع العلم أن تكلفتها باهظة.‏

ولكن في الواقع تواجه هذه المكتبة المتطورة التي أنشئ فرعها بتاريخ 17/9/2003 صعوبات ومشكلات كثيرة كما يقول المهندس منهل جعفر والتي من أهمها:‏

ضعف الإلمام باللغة الإنكليزية والإلمام باستخدام الانترنت عند شريحة كبيرة من الطلاب والباحثين مع الانقطاع الطويل الأمد والمتكرر للانترنت, علماً أنه يعمل حالياً بشكل جيد, بالإضافة إلى ضرورة تدريب العاملين عبر دورات تدريبية في مقر المكتبة الأساسي في إيران لتحسين وتطوير العمل للاطلاع على المستجدات والاستفادة من تجاربهم مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة زيادة الطاقم وتعميم مكتبة شيراز على مكتبات جامعة القطر والعمل على الأرشفة الالكترونية لمحتويات المكتبات العربية(أطروحات الماجستير, المقالات المحكمة, الأبحاث, وإنشاء قاعدة بيانات خاصة بالجامعة, والعمل على نشر الأبحاث العلمية المنشورة في كل جامعة على موقع الجامعة وذلك تسهيلاً للطالب من عدم السفر لكل جامعة للتأكد من عدم تكرار البحث وذلك لأن من شروط التسجيل على الماجستير والدكتوراه أن يكون البحث المقدم غير مكرر, كما يؤكد المهندس جعفر على ضرورة ربط المكتبات الموجودة في الجامعة بعضها ببعض وفق برنامج بحث متطور( فمثلاً عندما يبحث طالب من كلية الآداب عن كتاب ليس موجوداً في مكتبة الكلية وإنما موجود في كلية أخرى) تلك الطريقة تسهل الحصول على الكتاب مباشرة ويجب أن يعمل هذا البرنامج وفقاً للكلمات المفتاحية والملخص وليس وفق العنوان فقط.‏

بالإضافة إلى ضرورة تطوير موقع جامعة تشرين على الانترنت بوضع مثلاً الإميل الخاص لكل دكتور في الجامعة لتلقي شكاوى الطلاب واستفساراتهم, وتزويد الموقع بالبيانات الضرورية التي تهم الباحث والطالب والراغب في الاطلاع على شؤون الجامعة لا أن تبقى المعلومات في الإطار الوصفي التقليدي الذي لايلبي هذه الحاجات ما يسهل على الطالب والباحث الاستفادة من الخدمات الجامعية (بيانات إدارية, إحصائيات ثبوتيات وأوراق مطلوبة للتوظيف أو للتسجيل أو للإيفاد أو للترفع, وتأمين مراكز رصد واستطلاع تؤمن لنا بيانات حول اتجاهات الطلبة المعرفية وهمومهم والأغراض التعليمية التي يبحثون عنها, وكذلك ضرورة رصد أموال من أجل الاشتراك في قواعد بيانات عالمية أخرى من أجل إغناء البحث العلمي.).‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية