تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


احتفاء بأدبها .. مجلة العربي :غادة السمان قلب تسكنه دمشق

شؤون ثقافية
الأحد 12/10/2008
ديب علي حسن

في بادرة طيبة قدمت مجلة العربي في عددها الأخير ملفا خاصا بالأديبة (غادة السمان ) شارك في الاعداد مجموعة من النقاد والأدباء .

وجاء في مقدمة الملف :غادرت غادة السمان دمشق مبكرا ولكنها لم تغادر قلبها ,ظلت دمشق هي حبها الأول ومأوى روحها ,وعندما بدأت تستعيد سيرتها الذاتية ,وتكتب روايتها المستحيلة تفجرت كل العطور القديمة من عاصمة الياسمين ,وتلونت سطور غادة السمان بنوع من الأسلوبية الغنائية الفريدة .‏

إن العربي في هذا الملف تحاول أن تستعيد دمشق من خلال غادة السمان ذاكرة وأدبا ,وهي ترسل التحية إلى تلك المدينة العربية العتيدة التي تشهد هذا العام 2008م احتفالاتها كعاصمة للثقافة العربية .‏

ولم أفن ياسمين جدتي ..‏

بدورها شاركت غادة السمان في هذا الملف وتحت العنوان السابق كتبت : دمشق هي المدينة الأقدم المأهولة في كوكبنا والمستمرة ولكنها أيضا الأكثر شبابا وحيوية وهنا المفارقة الجميلة .‏

ولأنني (شامية عتيقة ) أحب أسلافي وقد أتشاجر مع جدي ولكنني لا أجرؤ على تمزيق عباءته ولا تلويثها,بالمقابل .. لا أريد أن أرتدي جبة جدي أو أختبىء داخل أكمامه وأنام في جيوبه بشخير تاريخي, أريد أن أرتدي حياتي كما أشاء, وأفضل ثوب زمني على مقاسي ..والتراث ليس بالضرورة (إعاقة ) الابداع ,بل إنه المحفز على الاستمرارية والابداع وتجاوز الأزمنة إذا عرفنا كيف نسخره ..أكرر دمشق مدينة تقطنك حين تغادرها أزقتها أبوابها التاريخية دمشق, تزرع الحنان من الحجر فولدت بيوت تنحني على أهلها كرحم ,في أزقة متلاصقة الشفاه كهمس العشاق قرب باب توما,الشاغور ,الميدان, باب الصالحية ,ساحة المرجة, القصاع ,سوق ساروجة ,والذهب الضوئي يسيل من قباب (الجامع الأموي ) وستي زينب ,ومن جرس كنيسة القديس بولس وآثار أقدامه حتى روما. قبل أن أرحل بعيدا قرأت دفتر الياسمين في دمشق قرأت طلاسمها ,أحجياتها,تعاويذها, دم ثوارها, قرأت ميسلون ..ثم بدأت طيراني وفي دمي ذلك كله..‏

ولكن دمشق هي أيضا (الاسم الحركي ) لسورية عندي ولكل مدينة عرفتها هناك وأحببتها بدءا بغابات كسب وصلنفة مرورا بتدمر والقامشلي وحلب والدريكيش وحمص وحماة والسويداء وسواها كثيرفي دمي ولا يحصى.‏

ومن المشاركين في الملف د.فؤاد المرعي ود. فايز الداية .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية