|
اقتصاديات وان تفاوتت في حدودها القصوى والدنيا بين هذا البلد وذاك, لا تزال الانهيارات مستمرة وشعور القلق والخوف في ازدياد رغم الاجتماعات الطارئة والمتلاحقة ما وراء الحدود , واعلان الدول والحكومات ضخ المليارات لانقاذ ما يمكن انقاذه حيث من المقرر اليوم اجتماع زعماء الاتحاد الاوروبي في باريس لبحث الازمة. فيما التقى يوم امس الرئيس الامريكي جورج بوش مع كل من وزراء المالية وحكام المصارف المركزية في مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى ومسؤولي صندوق النقد والبنك الدوليين لبحث الازمة المالية. حيث سبق هذا اللقاء وضع خطة تحرك يوم الجمعة الفائت من قبل مجموعة الدول الصناعية السبع مؤلفة من خمس نقاط لمواجهة الازمة المالية والتي تعهد اعضاؤها بمنع افلاس المصارف الكبرى حسب البيان الصادر عن وزراة الخزانة الامريكية. ومن ضمن ما اكدت عليه تلك النقاط هو اعتماد اجراءات حاسمة واستعمال جميع الوسائل التي بحوزتها لدعم المؤسسات المالية الكبرى للحؤول دون افلاسها وتعهد هذه الدول ايضا باتخاذ كل الاجراءات الضرورية لتحريك القروض والاسواق النقدية. كي تتمكن المؤسسات المالية من الحصول على السيولة والرساميل وجمع الاموال الكافية من القطاعين العام والخاص على حد سواء لتتمكن من مواصلة الاقراض ودعا المسؤولون الماليون الى تقديم ضمانات متينة ومتجانسة من قبل السلطات العامة لاستعادة ثقة المودعين بسلامة ودائعهم والى حل مشكلة سوق الرهن العقاري التي كانت سبب الازمة المالية الحالية. ويذكر ان الاوروبيين انتقدوا قرار السلطات الاميريكة ترك مصرف ليمان براذرز يعلن افلاسه مما ادى فعليا الى تفاقم الازمة المالية فجأة. تقرب من العملاق الصيني والياباني وفي السياق ذاته اعلن وزير الخزانة الامريكي هنري بولسون ان الولايات المتحدة تعمل بشكل وثيق مع اليابان والصين بشأن سندات الخزينة الامريكية على اعتبارهما من اكبر مالكي هذه السندات اذ تملك الصين سندات خزانة امريكية بقيمة 1.8 تريليون دولار وهي اكبر مالك لسندات الخزانة الامريكية في العالم فيما تملك اليابان سندات بقيمة نحو تريليون دولار . ويأتي تخوف امريكا في حال قررت هاتان الدولتان تخفيض اسعار هذه السندات بشكل كبير او التخفيف من شرائها من ان الولايات المتحدة قد تشهد صعوبات لتمويل العجز. خطة إنقاذ ألمانية وبدورها تحضر الحكومة الالمانية خطة لانقاذ القطاع المصرفي تعتزم عرضها في الأيام القليلة المقبلة وبدء تطبيقها مع قانون يعتمد بشكل طارئ امام البرلمان كما اوردت اسبوعية (دير شبيغل) الالمانية في عددها الذي سيصدر يوم غد الاثنين , ووفق معلومات المجلة فإن برلين تفكر في الدخول الى أرصدة بعض المصارف ما يعني تأميما جزئياً, إلا ان الخطة لم تنجز بشكلها النهائي بعد. ويقدر خبراء الحكومة قيمة هذا الاجراء ما بين 50 - 100 مليار دولار, وبحسب صحيفة (دي فيلت) فإن الحكومة تعمل على خطة تتضمن من جهة ضمانات قروض من مصرف لآخر بقيمة مئات مليارات اليورو ومن جهة أخرى احتمال تقويم المصارف مقابل مساهمة في رؤوس اموالها وهي خطة تشبه كثيراً الخطة التي اعلنتها لندن الاربعاء. مخاوف تراجع النفط ومن النتائج التي ترخي بظلالها على تداعيات الازمة المالية هو الاستمرار في تراجع النفط 10% لمخاوف بشأن الطلب والمخاطر حيث لامس ادنى مستوى له أول أمس في 13شهرا , وتشير التقارير الى ان وكالة الطاقة الدولية خفضت تقديراتها لنمو الطلب العالمي على النفط عام 2008 الى ادنى معدلاته منذ عام 1993, وخفضت توقعاتها للنمو في 2009 بواقع 190 ألف برميل, وتوضح الاحصاءات كذلك هبوط الخام الامريكي 9 8.8 ليتحدد سعر التسوية عند 07.77 دولارا للبرميل وهو اقل مستوى منذ العاشر من أيلول 2007 ويقل 17% عن سعر التسوية. واعتبر جيم وايكوف رئيس موقع جيمو يكوف كوم في تعليقه على اسواق السلع الاولية بأن طلبات التغطية تشكل عامل ضغط اكيد في سوق النفط الخام وان بعض صناديق التحوط التي تتكبد خسائرا في اسواق اخرى مضطرة الى تسييل حيازتها . الشرق الأوسط أول المتأثرين من جهة اخرى اشار خبراء اقتصاد لدى البنك الدولي ان استمرار تراجع سعر الخام وانخفاض التمويلات المالية جراء الازمة المالية العالمية سينقضيان الى تباطؤ النمو في منطقة الشرق الاوسط و شمال افريقيا وذكر فاروق ايبال مدير البنك لشؤون التنمية الاقتصادية في المنطقة للاعلاميين بأن النفط كان مساهما رئيسيا في النمو بمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا على مدى العامين الاخيرين متوقعا ان يبلغ متوسط سعر النفط 75 دولارا للبرميل عام 2009 لافتا الى تراجع اسعار النفط من مرتفعات قياسية قرب 150 دولارا للبرميل في شهر تموز لتغلق في معاملات نيويورك امس عند نحو 80 دولارا للبرميل ?! ويأتي خفض البنك توقعاته للنمو في المنطقة منذ تسارعت الازمة المالية العالمية وتصل تقديراته الحالية للسنة الجارية نحو 4% نزولا من متوسط قدره 5.7% في 2007. الأسواق العربية الى ذلك سجلت سوق المال السعودية كبرى الاسواق العربية في القيمة السوقية ليوم أمس تراجعها بنسبة 7% , وانخفض دون الحاجز النفسي لستة آلاف نقطة, وجاء هذا التراجع رغم البيانات التي ادلت بها الخميس مؤسسة النقد السعودية (البنك المركزي وأكدت فيها انها على استعداد لضخ أكثر من 93 مليار دولار في النظام المصرفي مع تراجع مؤشر البنوك 58%). وأظهرت احصاءات رسمية ليوم امس ارتفاع انتاج سلطنة عمان من النفط 5.3% في الاشهر السبعة الاولى من 2008 وتراجع طفيف في انتاج الغاز, وكانت الحكومة قالت الشهر الماضي انها تستورد الغاز من دولفين للطاقة بغية الوفاء بالطلب المتزايد على الوقود لمشاريع. واعلنت ليبيا أول امس انها ستسحب 7 مليارات دولار من الاموال المودعة في البنوك السويسرية وتقطع العلاقات الاقتصادية مع سويسرا احتجاجا على سوء معاملة رجال الاعمال والدبلوماسيين الليبيين . من جانبه قال مصرف الامارات العربية المتحدة المركزي ان محافظ البنك سلطان ناصر السويدي الذي يزور واشنطن سيحضر اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين لبحث ازمة السيولة واضطرابات أسواق المال ولا سيما في الدول الصناعية?! |
|