|
دمشق وترتبط اسبانيا وسورية بعلاقات ثنائية وتتطور باستمرار وبروابط تاريخية وثقافية وحضارية اسسها العرب المسلمون في تلك البلاد التي عرفت باسم الاندلس على مدى اكثر من سبعة قرون وشهدت هذه العلاقات خلال السنوات الاخيرة قفزة نوعية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها من الميادين حيث اثمرت زيارتا السيد الرئيس بشار الأسد الى اسبانيا عامي 2001 و 2004 وزيارة الملك خوان كارلوس الى سورية عام 2003 عن فتح افاق اوسع لتعزيز هذه العلاقات في جميع المجالات0 كما ستسهم الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس رود ريغيز ثاباتيرو الى سورية قبل نهاية العام الجاري في تعزيز التعاون المتنامي بين البلدين 0 وفي تصريح خاص لوكالة سانا بهذه المناسبة وصف السيد خوان سيرات سفير اسبانيا بدمشق العلاقات الثنائية بين سورية واسبانيا بانها جيدة جدا وشهدت خلال السنوات الماضية دفعا قويا ينسجم مع رغبة البلدين في تعزيز هذه العلاقات والسير بها خطوات نحو الامام 0 ونوه السفير الاسباني باهمية دور سورية في المنطقة وقال انها جزء من الحل لمشاكل المنطقة ودورها مفتاحي واساسي ولايمكن تحقيق السلام دونها مؤكدا التزام بلاده باحلال السلام العادل والشامل في هذه المنطقة 0 واعرب عن الامل في ان ترقى العلاقات الاقتصادية بين البلدين الى مستوى العلاقات السياسية نظرا للموقع الجغرافي الاستراتيجي لكل من سورية واسبانيا وان يكون للاستثمارات الاسبانية نصيب ودور اكبر في السوق السورية 0 واشار السفير الاسباني الى اوجه التشابه بين سورية واسبانيا من حيث طبيعتهما الجغرافية والتشارك بالتراث والثقافات والحضارات المتنوعة وموقعيهما على حوض المتوسط الى جانب الصفات التي يتمتع بها الشعبان من انفتاح واحترام وتفهم الاخر وتقاليد مشتركة منذ ايام وجود العرب في الاندلس الامر الذي قد يكون نادرا وجوده في دول العالم الاخرى 0 وعبر السفير الاسباني عن سعادته لوجوده في دمشق وقال سورية بلد جميل وشعبها طيب وودود وكريم ومضياف 0 ويبرز التعاون الثقافي بين البلدين كواحد من اهم المساهمات في تمتين الروابط بين الشعبين وفي هذا السياق كانت غرناطة شريكا لدمشق في احتفاليتها عاصمة للثقافة العربية عام 2008 حيث استضافت المدينة الاندلسية الافتتاح الثالث للاحتفالية وذلك تأكيدا على مايجمع دمشق وغرناطة من روابط و تاريخ حضاري مشترك كما ساهمت اسبانيا بفاعلية في العديد من النشاطات الثقافية التي شهدتها الاحتفالية في دمشق 0 الى ذلك يقوم المركز الثقافي الاسباني بدمشق ثربانتس بدور فعال لتعزيز الروابط الثقافية من زيادة عدد الدارسين فيه واقامة دورات يحاضر فيها عدد من كبار الكتاب الاسبان ومختلف الدول الناطقة بالاسبانية اضافة الى مساهماته الفنية والموسيقية والثقافية في المهرجانات التي تشهدها سورية 0 وفي المجال الاقتصادي شكل الملتقى الاقتصادي السوري الاسباني الذي عقد في مدريد خلال تموز الماضي فرصة لبحث تطوير التعاون الاقتصادي ولاسيما في المجالات الفنية والاستثمارية والتنمية الادارية والتبادل التجاري ومناسبة لتطوير التعاون بين البلدين في مجالات الطاقة المتجددة وتشجيع الشركات الاسبانية على العمل في سورية. تقع المملكة الاسبانية في الجزء الجنوبي الغربي من القارة الاوروبية وتحتل حوالي 85 بالمئة من شبه جزيرة ايبيريا التي يفصلها عن القارة الافريقية مضيق جبل طارق وتبلغ مساحتها حوالي نصف مليون كيلومتر مربع وعدد سكانها اكثر من 40 مليون نسمة 0 وكان لتحول الاقتصاد الاسباني من اقتصاد يعتمد بالدرجة الاولى على الزراعة الى اقتصاد متنوع اهمية في اوروبا خلال العقود الاخيرة حيث يحتل دخل الفرد مقارنة مع الناتج الاجمالي للدولة المركز الرابع في اوروبا وتعتبر المنسوجات والمواد الغذائية والمعدنية والكيميائية والسيارات من اهم الصناعات الاسبانية كما تشكل زراعات الشعير والخضروات والفاكهة والزيتون والعنب والشوندر السكري والحمضيات اهم المنتجات الزراعية . |
|