تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من أزمة إلى كارثة

حدث وتعليق
الأحد 12/10/2008
حسن حسن

قد لا يكون جديداً ما أعلنه بالامس روبرت زوليك مدير البنك الدولي من أن الازمة المالية العالمية قد صبت النار على أزمتي النفط والغذاء العالميتين فهذا الثالوث : المال والغذاء والنفط قد يحول الازمة الحالية من أزمة اقتصادية إلى كارثة انسانية.

ولا نأتي بجديد إذا ما تحدثنا عن التكلفة الضخمة للحرب على العراق, والتي كان جزء بسيط منها يكفي لاطعام فقراء العالم ويسهم في تعزيز الأمن والسلام.. فقد قيل الكثير عن الخسائر الفادحة التي تكلفتها البشرية عبر تاريخها ومازالت تتكبدها من جراء هذه الحروب الغبية التي لم تتوفر لها يوماً من الاسباب الموضوعية مايساوي ولو جزءاً يسيراً من ثمنها الباهظ.‏

ولكن الامر يختلف بعض الشيء عندما تشن مثل هذه الحروب بأحدث ترسانات الاسلحة والمعدات الفائقة التكنولوجيا التي تتكلف أموالاً طائلة من ميزانيات الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة صاحبة أكبر ميزانية عسكرية في التاريخ, وفي ظل مناخ تتبنى فيه هذه القوى الكبرى عولمة تعمم قيم الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان التي تأتي في مقدمتها حقه في حياة آمنة مستقرة تتوفر فيها أبسط المقومات من مسكن لائق وغذاء مناسب ومياه نظيفة.. وهي بالطبع المقومات التي يدرك كبار هذا العالم أن المليارات وليس الملايين يفقدونها, فضلاً عن الملايين من البشر في أكثر من 21 دولة يساعدهم برنامج الغذاء العالمي والذين يعانون من قسوة الجوع ويعتمدون كلياً في توفير الطعام اليومي على المنظمات الانسانية الناشطة في هذا المجال.. تلك المنظمات التي تستجدي على مدار الساعة دون أن تحصل سوى على جزء ضئيل مما تريده وسط مماطلات ومساومات لا تنتهي.‏

وبعيداً عن الوجه المأساوي لهذه الظاهرة المفزعة, فإن البعض ممن يستهويه تجاهل حقائق الواقع المر الذي يعيشه العالم يتفادى تلك الحقيقة الناصعة التي تؤكد أن هؤلاء الذين يريدون ايذاء العالم يجدون فرصة مواتية في صفوف هؤلاء الجوعى اليائسين .. وقد لا يكون ذلك أيضاً جديداً, فقد أكدت الكثير من الدراسات والأبحاث الصادرة عن العديد من المراكز المتقدمة قبل مثيلاتها العربية أن بيئة الفقر والجوع من أهم البيئات لتفريخ العناصر التي تمثل وقود الارهاب, مع عدم اغفال الأسباب الأخرى.‏

وعودة إلى الحديث الذي يطالب فيه العالم بالالتفات إلى عشرات الأزمات الصامتة التي تحتاج إلى اهتمام وتركيز.. فهل يلتفت إليه أحد أم إن هدير المقاتلات وقعقعة السلاح والحروب سيطغيان مجدداً وأبداً?!.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية